الأسطورة هي الأصل للخرافة كما أنهما تتشابهان إلى أكبر حد، على الرغم من وجود اختلافات بينهما؛ فالأسطورة حقيقةً عبارة عن مجموعة من الأكاذيب، إلا أنها أكاذيب استمرت لمئات السنين كحقائق يؤمن بها الناس.
لفظ الخرافة لم يرد في القرآن الكريم كما هو لكلمة أسطورة، والخرافة في المعاجم العربية تُعرف بأنها “الحديث المستملح من الكذب”، وهي تُطلق على “الذي يكذبونه من الأحاديث والحكايات وعلى ما يُستملح ويُتعجًب منه”، والخرافة اشتقت من الجذر”خرف” الذي من معانيه فساد العقل وخرابه من الكبر.
كيف نميّز بين الأسطورة والخرافة ؟
- الخلفية التاريخية: الأسطورة مرتبطة ببقعة أو إنسان أو حدث ما، حيث تتصل بعلاقة مع التاريخ، أما الخرافة فمرتبطة أكثر بالخيال الذي يأتي من الشعوب وليست هناك علاقة لهذا الخيال بالواقع.
- الزمان والمكان والبطل التاريخي: غالبًا ما تتحدث الأساطير عن الشخوص التاريخية التي قامت بنسج الكثير من الخيال حولها، وربما يكون الأبطال أصحاب درجات عليا وحكماء، وعلى النقيض من الخرافة التي لا تهدف إلى تقديم شخصيات خيالية، وليس التطرق للشخصيات التاريخية من سماتها.
- الجنس الأدبي: للأسطورة أهداف تربوية أخلاقية قومية، وقد أتت تلك الأساطير كي تغرس القيم في نفوس الشعوب، وأما الخرافة فليس لها علاقة بالاهتمام بالتوجه، حيث أن الميل التربوي والأخلاقي هدفًا من أهدافها، على الرغم من وجود عناصر فيها تؤدي إلى نتائج تربوية، إلا أن الخرافة قد تحوي أهدافًا تربوية.
- في الأساطير رسائل تعلن عن تواجد القوى التي تراقب ما يمكن حدوثه كالآلهة، وأما في الخرافة فالعنصر الميتافيزيقي جاء ليخلق أفكار للبطل للتخلص من معضلة، أو بهدف الوصول إلى عالم من الأحلام.
- يكمن الفرق الرئيس بين الأسطورة والخرافة في الحقيقة، حيث أن الخرافة ما هي إلا مجرد اعتقاد، في أغلب الثقافات، توجد أساطير وخرافات تنبع من المجتمع، فالأسطورة حكاية تقليدية بما فيها من بعض العناصر الخارقة للطبيعة، وعلى الرغم من اعتبارالأسطورة أكثر دقة في النظر إلى البناء الاجتماعي، إلا أن القصة المثيرة للاهتمام، لا توفر معلومات واقعية دقيقة.
- أما الخرافات فهي الاعتقاد بما له من التأثيرات أو الممارسات التي تخرق الطبيعة، وهذا هو الفرق الرئيس بين الأسطورة والخرافة، ولا يزال هناك فروق محتملة واختلافات بين الأسطورة والخرافة.
فما هي الأسطورة؟ يمكن أن تُعرّف الأسطورة بأنها مجموعة من الأحداث سواء كانت قصة أو حكاية من التاريخ الموغل في القدم، ويمكن أن تستخدم هذه الأسطورة لشرح حدث طبيعي باستعمال مخلوقات خارقة، وذلك رغبةً من الناس في فهم العالم من حولهم، بينما كان العلم والمعرفة والتطور التقني محدود خلال تلك الأزمنة، فقد تم استخدام الأساطير كشكل من أشكال الترشيد. - لقد فُهمت كل العناصر الطبيعية من خلال الأساطير في بداية إنشاء العالم، وتكونت تلك الأساطير من شخصيات مختلفة: كالآلهة والمخلوقات الخارقة التي كانت تملك القوى والقدرات لإجراء تغييرات في العالم البشري. كما أُستعملت الأساطير لتحافظ على النظام الاجتماعي الذي كان يسود المجتمعات من خلال العادات والتقاليد، ومختلف الطقوس.
- في معظم المجتمعات يوجد خرافات عديدة تتشابك مع الاعتقادات الثقافية للمجتمع ، ويمكن أن تكون مرتبطة مع الخرافات ومع الحظ كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن نعتقد بأن القط الأسود يدل على الحظ السيء، على الرغم أن الاعتقاد هذا ليس له أساس واقعي أو منطقي، وفيما مضى كان الإيمان بالخرافات كبيرًا جدًّا، على الرغم من أن الوضع حاليًّا قد تغيّر مع التطور السريع في العلم.
- القصة في الأسطورة في الغالب ما تُظهر احتواءها على عناصر خارقة للطبيعة، فعلى سبيل المثال: الآلهة والأبطال الذين لا يُعجزهم أمر، وأما الخرافات فهي المعتقدات فحسب، ولا تنبع من أي قصة أو حكاية، كما تستخدم الأسطورة لترشيد المجهول كنوع من أنواع الحكمة، ومن جانب آخر لا يتم استخدام الخرافة في الترشيد والحكمة.
- من ناحية الاتصال الثقافي فالأساطير والخرافات على حدّ سواء، يمكن أن تستخدما في أجزاء وجوانب من الثقافة أو المنشآت الاجتماعية لجماعة من الناس، ولنتذكر دائمًا أن الأساطير تُستخدم لتدعم النظام الذي يسود في المجتمع عبر توفير ورفع الشعور المعنوي، وعلى النقيض من ذلك فالخرافة لا توفر الشعور المعنوي كما أنها لا تُعنى برفعه.
- أما من جانب التركيز فالأساطير لا تركزعلى بعض الأشياء مثل الحيوانات التي تشير إلى الحظ الجيد والسيء، أما الخرافات ففي غالبها تتمركز حول بعض الأشياء بما فيها الحيوانات التي تشير وتدلّ على الحظ الجيد أو السيّء.