العبودية لدى الإغريق
عُرف عن الإغريق منذ القدم اتباعهم نظام العبودية، ففي تاريخ اليونان القديم كانت معظم البيوت اليونانية يوجد لدى خادم أو أكثر ولم يكن يتم اعتبار ذلك شيئاً غريباً أو نوع من أنواع الترف، بل كان يتم طبيعياً، كما كان ذلك النظام منتشراً في الكثير من مناطق العالم، وكانت العبودية تعتبر من أهم مصادر الدخل في أثينا، ومع بداية القرن الرابع قبل الميلاد أخذ بعض الفلاسفة مثل سقراط بإنهاء ذلك النظام.
تاريخ العبودية في اليونان
انتشر نظام العبودية في اليونان منذ القرن قبل الميلاد، وكانت أثينا تعتبر من أكثر المدن اليونانية المنتشر بها ذلك النظام، وكان يتم عميل العبيد في جميع المجالات، حيث كان يتم عملهم في المزارع والبيوت والأعمال الحرفية، وكان لذلك النظام دور في تشكيل مشاكل في اليونان وعمل صراعات داخلية فيها، ولعل نظام العبودية الذي كان متبع في اليونان بشكل خاص تحوطه بعض علامات الاستفهام، ولعل السبب في ذلك؛ هو اتباع الإغريق ذلك النظام بشكل كبير واعتباره من أهم الأنظمة المتبعة في الحكم.
بعود تاريخ ظهور العبودية إلى الحضارة الميسينية، حيث تم العثور على اللوحات التي تدل على ذلك في مدينة بيبلوس اليونانية، حيث كان هناك عبيد كان يتخذهم الإغريق للآلهة وبعض الأخر كان يتم اتخاذهم للأعمال المنزلية والحرفية، وقد أطلق على العبيد أكثر من تسمية خلال العصور الكلاسيكية، وقام الإغريق بإصدار عدة قوانين على العبيد، حيث كان يتم منعهم من ممارسة الرياضة والزواج، ولعل الغريب في الأمر وحسب دراسة المؤرخين؛ هو انتشار الحرية في المدن اليونانية مع انتشار العبودية.
سمحت اليونان للعبيد بالعمل في جميع المجالات ما عدا المجال السياسي، وكان معظمهم يعمل في المجال الزراعي وكان يتم منح أصحاب المزارع الصغيرة عبداً أو اثنين، كان اليونان تعتمد على القطاع الزراعي في نظامها الاقتصادي وكان يعتبر من أقوى القطاعات في أوروبا، وتم اعتبار نظام العبودية المنتشر لدى الإغريق بالنظام الإقطاعي الروماني، كما عَمل العبيد في المناجم، وكان أعمالهم في المنازل تقوم على أساس التجارة عن صاحب العمل، كما كان يتم مشاركتهم في الحروب التي كانت تحصل.
كانت أعداد العبد كثيرة في اليونان وكان يقال أنّها تفوق أعداد الشعب اليوناني والذين معظمهم متمركزين في أثينا، واضطر الإغريقي في الأوقات جعبهم يشاركون في الحروب لقلة أعداد الشعب اليوناني، وقد أدت مشاركتهم إلى تعرض الإغريق إلى الخسائر في الحرب، ولعل العدد الكبير من العبيد لدى الإغريق برجع إلى عدة مصادر فقد عُرف عن الإغريق مشاركتهم الكثير من الحروب وحصولهم على العبيد فيها، حيث عندما كانت تتنصر اليونان في معاركها تأخذ الأسرى وتتخذهم عبيداً لها.
كما كان الإغريق يحصلون على العبيد بواسطة أعمال القرصنة، بالإضافة إلى التجارة، حيث كان يتم التجارة بالعبيد بين الممالك، وكان لكل عبد سعر معين يختلف عن الآخر، حيث كانت أسعار الذين يعملون في الأعمال الشاقة أكثر من الذبن يعملون في المزارع، كما كان للجنسية دور كبير حسب وجهة الإغريق وكانوا يمنعون العبيد من نفس الجنسية العمل في نفس المكان؛ وذلك خوفاً من تحالفهم مع بعضهم البعض وقبامهم بالتمردات، وكما نرى كانت عملية تجارة الرقيق عبارة عن صفقة تجارية لدى الإغريق.
على الرغم من انتشار نظام العبيد في جميع المدن اليونانية، إلا أنّ كانت كل مدينة تتبع نظاماً معيناً مع العبيد، ففي أثينا كان يتم اتباع نظام معين في التعامل معهم، حيث كان يملكون أقل من حقوق المواطنين، كما كان يحق للملوك بيعهم أو التنازل عنهم أو أنّ برثه أهله بعد وفاته، كما كان الملوك بمثل العبد في المحاكم في حال دخل في قضية معينة، ومن القوانين المعتمدة في أثينا؛ هو عدم أخذ بشهادة العبيد؛ وذلك خوفاً من شهادة الزور التي اشتهروا فيها.
أمّا في باقي المدن اليونانية فقد كان النظام المتبع مختلفاً، فقد كان المتبع مختلفاً بعض الشيء، حيث كان يتم اتخاذ العبيد سداد الديون وكما كان يتم معاملتهم بوحشية ولا بتم العدل بينهم، وأدى ذلك إلى انتحار بعض العبيد وتمرد البعض، وبقي نظام العبودية مستمر حتى القرن السادس قبل الميلاد وأخذت المطالبات بإلغائه وحصول الجميع على الحرية، وتم عقد الكثير من الاجتماعات للتحدث عن أثر العبودية وضرورة التخلص منها.