العلاقة السيئة بين الزوجين

اقرأ في هذا المقال


عندما تَفتر العلاقة العاطفية بين الزّوجين بحيث لا يَشعر أحدهما بأهميَّة الآخر أو بأهميته في حياته الوجدانية أو ينظر كلّ منهما للآخر على أنَّه غريب، عندئذٍ تصبح خلية الأسرة فارغة في مشاعرها وواهية في روابِطها.

العش الزواجي الفارغ أو المأوى الفارغ:

نعني بالعش الزواجي الفارغ هنا عندما تصبح الروابط العاطفية بين الزوجين غير مُشبَعة وتصبح التزاماتهم الأسرية كزوج وزوجة شَكليّة فارغة من روحها، ويبقى الزوجين مرتبطين اسمياً وظاهرياً دون طلاق أو انفصال بينهما، هذا النوع من الوَضع الأُسري يَشوبه العنف والشِجار المستمر الذي يعمل على إذابة السَّعادة الزوجية وروح المَرَح بينهما وهذا يعني أنَّ تفاعلاتهما لا تحدث إلّا عند الضرورة والحاجة أمّا نقاشاتهما في شؤون المنزل والأسرة وميزانيتها المالية لا تحدث وإذا حدثت تنتهي بشِجار وعِراك.

أَمّا عن تفاعُل الأبناءِ مَع آبائهم أمهاتهم فتحدث هذه الحالة عند الضَّرورة ، كما وتحدث حَسَب التزاماتهم العَّامّة خاليةً من التعابير الودّيّةِ ومشاعرهم الحارّةِ أو الوديّةِ على أقلِّ تقدير.

وإزاء هذا الوضع الأسري المتوتر والخالي من الروابط الوجدانية يكون الزوج مهتماً بعمله ويُمَوّل أُسرَته باحتياجاتها وتكون الزوجة مُهتمَّة بشؤون المنزل والمطبخ والرّضاعة والعناية بالأطفال عندما يَمرَضون ومتابعة الأبناء في مدارسهم. أي ارتباط آلي ميكانيكي خالي من روح العاطفة والمودة والألفَة في أركان وحدَة الأُسرة. إذ أنَّ كلّ واحد منهما ” الزوج والزوجة” يتربص للآخر خانعاً مُنصاعاً مَغلوباً على أمره.

سبب الاستمرار في العلاقة الزوجية رغم المشكلات الاجتماعية:

إنَّ بَقاء الزوجين هكذا دون طلاق أو انفصال يرجع إلى خوفهما من كلام النّاس والجيران والأقارب، ولمواصَلَة رعايتهما لأبنائهما ولعدم مُخالفة التعاليم الدينية التي ترى الطّلاق شيئاً بغيضاً؛ لذا نَجِد هذا النّوع من الأُسَر يَتَحَرَّجون من زيارة الأصدقاء لهم ويَخجَلون مِن مناقشة مَسؤولياتهما أمام الأصدقاء أو الأقارب.

إزاء هذا الوَضع الأُسري المُتفكّك يتأثر الأبناء في اتخاذ قراراتهم السَّويَّة والناضِجة وتؤثِّر على حياتهم بشكل كامل وتدفَعهم إلى مشكلات اجتماعية مُتعدّدة. وهذا النَّوع مِن الوَهَن الأُسري يَقِلّ وجوده بين الأُسَر الكبيرة المُمتدّة لأنَّ أعضاء الأُسَر يَحصلون على الرِّضا النفسي والاجتماعي مِنْ خلال تفاعلهم مع باقي أفراد الأُسرة المُمتدّة خارج حدود إطار الزوجيّة، ومشاركتهم عواطفَهم وأحاسيسَهم أو مساعدتهم في اتخاذ قرارات صحيحة.


شارك المقالة: