تاريخ بلغاريا في الحرب العالمية الأولى والثانية

اقرأ في هذا المقال


قامت بلغاريا في بداية الحرب العالمية الأولى بالوقوف إلى جانب الإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية العثمانية للقتال ضد مملكة صربيا.

بلغاريا في الحرب العالمية الأولى:

تم عزل بلغاريا بعد حرب البلقان وقد أصبحت بذلك العزل محاطة بالدول المعادية لها، فلم تقوم الدول العظمى بالوقوف إلى جانب بلغاريا، وقامت كلاً من روسيا وفرنسا بإعلان العداء لبلغاريا؛ وذلك بسبب اعتقادهم بأنّ بلغاريا هي السبب في تفكك اتحاد البلقان، وقد عانت بلغاريا من انهيار اقتصادي بعد حرب البلقان الثانية، عند بداية الحرب العالمية الأولى قامت بلغاريا بالإعلان في البداية عن حيادها عن المشاركة في الحرب العالمية الأولى؛ وذلك بسبب الأضرار الاقتصادية والعسكرية التي تعرضت لها أثناء حرب البلقان.

رَغبت الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى مشاركة بلغاريا في الحرب؛ وذلك بسبب الموقع الجغرافي العسكري المناسب للقتال  الذي تتمتع فيه بلغاريا، إلا أنّ الدول كانت رافضة مشاركة بلغاريا في الحرب لمطالبتها بضم أربع دول من البلقان مقابل مشاركتها في الحرب، رفضت دول المركز في البداية طلب بلغاريا لكنها وافقت في النهاية ووعدت بلغاريا تنفيذ مطالبها، فدخلت بلغاريا في الحرب وقامت بمشاركة الدول في غزو مملكة صربيا، وقد تم هزيمة صربيا بمساعدة بلغاريا، على الرغم من أنّها كانت من أصغر دول المركز المشاركة في الحرب.

أثناء قيام الحروب البلقانية تمكنت دول المركز من تحقيق انتصارات كبيرة وقد تمكنت بلغاريا من تحقيق انتصارات كبيرة، إلا أنّ تلك الانتصارات إلى أضرار مالية ومادية كبيرة في الاقتصاد البلغاري، فقد تضرر الجنود البلغاريين وأصابهم المرض، خسرت بلغاريا خلال تلك الحرب الكثير من جنودها؛ ممّا دفعها إلى طلب السلام مع الدول الحلفاء والذين وافقوا على السلام ومع عقد “معاهدة نويي” تم إنهاء دور بلغاريا في الحرب.

بعد انتهاء حكم الإمبراطورية العثمانية في البرتغال وحَصلت بلغاريا على استقلالها أصبحت بلغاريا مملكة، فقامت بلغاريا بالتحالف ضد الدولة العثمانية؛ ممّا دفع دول الحلفاء إلى استغلال الوضع وإعلان الحرب على الدولة العثمانية، وأثناء ذلك تمكن البلغاريين من هزيمة العثمانيين وإجبارهم على التراجع إلى إسطنبول، خلال الحرب قامت رومانيا بالمطالبة بالتعويضات لعدم مشاركتها في الحرب، وتم بعد ذلك عقد “معاهدة لندن” والتي تم من خلالها إنهاء الحرب، إلا أنّه لم يتم الاتفاق على تقسيم الأراضي بين الدول المنتصرة؛ ممّا أدى ذلك إلى تفكك البلقان.

شَعرت بلغاريا من تفكك البلقان هزيمة لها وخاصةً عند إعلان ألبانبا كمملكة الأمر الذي أزعج أيضاً صربيا واليونان، سَعت روسيا في عدم تفكك اتحاد البلقان لكنها لم تتمكن، في تلك الفترة قامت اليونان وصربيا بتشكيل تحالف معاً؛ ممّا أدى إلى ازعاج بلغاريا والتي كانت تقوم حينها بالقتال في الحرب، حاولت بلغاريا إظهار قوتها أمام صربيا واليونان، في تلك الفترة كانت اليونان وصربيا تخططان لغزو بلغاريا في نفس الوقت رومانيا أيضاً خططت لغزو بلغاريا، فقامت كذلك الدولة العثمانية بغزو بلغاريا واستعادة الجزء الغربي من تركيا.

ساءت العلاقة بين روسيا وبلغاريا عند حرب البلقان الثانية وخاصةً بعد هزيمة بلغاريا في الحرب، فقام الحزب الليبرالي بتولي الأمور في بلغاريا وقام بالاتفاق مع الإمبراطورية النمساوية المجرية وألمانيا وقامت بعقد المفاوضات مع رومانيا واتفقت معها عن التنازل عن بعض الأراضي، حاولت بلغاريا عقد مفاوضات مع اليونان وصربيا لكنهم رفضوا التفاوض مع البرتغال، في ذلك الوقت كان الدولة العثمانية تخطط لغزو جنوب بلغاريا.

بلغاريا في الحرب العالمية الثانية:

كان موقف بلغاريا في الحرب العالمية الثانية مختلف، ففي بداية الحرب قامت بالوقوف إلى جانب دول المحور ومن ثم تغير موقفها ووقفت إلى جانب دول الحلفاء، عند بداية الحرب العالمية الثانية فضلت بلغاريا في أنّ تبقى حيادية في الحرب وخاصة عند خسارتها أراضيها وجنودها الحرب العالمية الأولى، لكن موقع بلغاريا الاستراتيجي حال دون مشاركتها في الحرب، فقامت الدول المشاركة في الحرب بالضغط عليها للمشاركة، وقامت تركيا بوعدها عدم الاعتداء على أراضيها في حال شاركت بلغاريا في الحرب.

كانت إيطاليا في ذلك الوقت تخطط لغزو اليونان، لكنها لن تتمكن دون العبور من الأراضي البلغارية، فقامت ألمانيا بالطالب من بلغاريا الوقوف إلى جانب إيطاليا وتشكيل تحالف ثلاثي مع إيطاليا وألمانيا ضد اليونان مقابل منحهم أراضي في اليونان؛ ممّا دفع بلغاريا قبول العرض والمشاركة في الحرب.


شارك المقالة: