اقرأ في هذا المقال
- مقدمة لحضارة مصر القديمة
- مراحل التاريخ الحضاري لمصر القديمة
- ثانياً – عصر بداية الأسرات
- ثالثاً – عصور الدولة القديمة
- البيع والشراء في حضارات مصر القديمة
- صيد الحيوانات والأسماك والطيور في زمن الفراعنة
مقدمة لحضارة مصر القديمة:
لا بد لنا من معرفة تاريخ حضارة مصر القديمة التي ما زالت حية في مجتمعنا الحديث وفي أوساطها الشعبية والريفية خاصة، بروحها وعاداتها وجلدها وإيمانها وأخلاقها وطباعها، وتسامحها وبساطتها، والتي لا تزال على عاداتِها وتقاليدها القديمة من حيث تفضيل الزواج المبكر، وأوضاع الزوجين في الأسرة (في الريف خاصة).
ومعاني الألفاظ التي تعبر عن الزوجة، من حيث الرضى بكثرةِ الأولاد والتوكل على الله الذي يخلق كلاً منهم برزقه ومن حيث عادات الوضع في الأوساط الشعبية وعادات التطهر، ومعاني أسماء الأطفال، وألعاب الأولاد والبنات، من حيث إصرار الأب على سلطانة على أبنائه ، ومن حيث التمسك بمظاهر الحشمة للطبقات الوسطى أكثر من طبقات العامة الكادحة برجالها ونسائها وأكثر من الطبقات الثرية ببترها ونعيها، ثم من حيث الميل إلى التدين واليمامة والخوف من الحساب والتوكل على الله والتماس کرامات الأولياء.
مراحل التاريخ الحضاري لمصر القديمة:
منذ بدايات النشاط البشري على أرض مصر بدأت معالم التاريخ الحضاري المصري القديم، حيث مرت تطوراتهِ من خلال ثمان مراحل زمنية مختلفة استمرت آلافاً طويلةً من السنين واختلفت في طول أمدها كل مرحلة من مراحله عن الأخرى وفي طاقتها البشرية وفي مستوياتها الحضارية وفي الأوضاع السياسية وفي مدى التشابه أو التمييز بين أقسامها الفرعية وفي طليعة العوامل التي نُشرت ببدايتها وطبيعة العوامل التي آذنت على نهايتها، حيث اتصلت كل مرحلة من مراحل التاريخ الحضاري القديم بسابقتها ومهدت لاحقتها، وتتابعت فيما دون فواصل وحدود على الصورة التقريبية التالية:
أولاً – دهور ما قبل التاريخ:
وهي دهور بدأت منذ بدأ المصري الأول يصنع شيئا بيده في زمن يصعب تحديده بالدّقة، واستمرت معه فترات وعصور تقدر بعشرات الآلاف من السنين، حيث تسمى اصطلاحاً باسم فجر التاريخ، بواكير الاستقرار المعيشي، حيث كانت الوحدة السياسية من المحاولات الظاهرة بين أهل الصعيد وأهل الدلتا، وتفتحت فيها غايات الفكر الديني إلى حد ما وانتهت هذه الدهور عند الألف الرابع قبل ميلاد المسيح حين بشرت مساعي أهلها بعصر سياسي وحضاري جديد.
ثانياً – عصر بداية الأسرات:
سعى زعماء هذا العصر الأوائل على تحقيق المركزية السياسية الكاملة في وطنهم، حيث نجح مساعديهم في ابتداع علامات كتابية كانت أساسية لإقامة حكومة نظامية مستقرة ولما خطوا جميعهم خطواتهم الأولى نتج عن مجودهم أن استقرت وحدتهم القومية وتقاربت نشأة عناصرهم الحضارية، حيث تضمن عصرهم في مضمونة عهود الأُسرتين الحاكِمتين الأولى والثانية منذ أواخر الألف الرابع ق.م إلى أوائل القرن الثامن والعشرون ق.م.
ثالثاً – عصور الدولة القديمة:
وهي عصور بدأت بعصر الأسرة الحاكمة الثالثة في أوائل القرن الثامن والعشرين ق.م وانتهت في أواخر عصر الأسرةِ الحاكمة السادسة في أوائل القرن الثالث والعشرين ق.م أو أوسطه وتمّيزت هذه العصور عن التي سبقتها باتساع مواردها الداخلية واتساع آفاقها الفكرية ونضوج كفايات أهلها.
وتمحورت خلالها مبادئ الحكم المركزي والإدارة الإقليمية واستقرت فيها خصائص الطابع المصري في فنون النحت والنقش وأساليب العمارة العامة وبرزت فيها معالم الدين على الصورة التي طبعت بطابعها فيما تلاها من عصور وبقيت كفاية أهلها ماثلة في الأهرام والمعابد والمقابر والنقوشِ والتماثيل وأدوات الترف التي حفلت بها أرض سقارة ودهشور وميدوم والجيزة وأبوصير وبقي تراثها الديني فيها يسمى اصطلاحاً باسم متون الأهرام.
رابعاً – عصر اللامركزية الأولى أو عصر الانتقال الأول:
وهو عصر بدأ تدريجياً بانهيار مظاهر الحكم القديم في أواخر عصور الدولةِ القديمة تنتجه لعوامل ضعف داخلية وعوامل ضغط خارجية وظلت الحياة فيه ذات جانبين، في حين غلبت روح اللامركزية والنزعة الإقليمية على حياته السياسية وانحصرت مساعي حكامه على شؤونهم الداخلية دون ما وراء حدود أرضهم، انتشرت به روح الفردية والحرية الدينية، وانتعشت فيه أحوال أهل الطبقة الوسطى، واستمر منذ نهاية عصر الأسرة السادسة حتى نهاية الأسرة العاشرة في أواسط القرن الحادي والعشرين ق.م وحينذاك آذنت ظروف البلاد بتحول جديد.
خامساً – عصور الدولة الوسطى:
وهي عصور تميزت في استعادة وحدة الدولة السياسية بنجاح أنصار الأسرة الحادية عشرة منذ أواسط القرن الحادي والعشرين ق.م، فعاشت بلدهم في ظلهم استقرارها الحكومي واستقرارها الديني بعد عهود اللامركزية السابقة، وزاولت نشاطها الاقتصادي الواسع القديم.
ثم تطلعت في ظل خلفائهم إلى مزيد من التأثير في حياة جيرانهم الشرقيين وأنتج أدباءها روائع لطيفة في فن النّصة وأبدع الفنانين والمهندسين في إنتاج تراثاً رائعاً في فنون العمارة والهندسة والنحت والنقش نشروه نواحي الأقصر ودندرة والقيوم و عين شمس واستمرت عصور الدولة الوسطى نحو حوالي ثلاثة قرون، ثم انتهت وحدة بلدها السياسية مرة أخرى خلال عصر الأسرة الثالثة عشرة ومنذ أواسط القرن الثامن عشر ق.م تقريباً.
سادساً – عصر الانتقال الثاني:
وهو عصر يعدُ غامض المعالم نسبتاً إلى العصور التي سبقته والعصور التي لحقته، وأخذ طابع التدهور على سياسة حكامه وحضارة أهله، وبدأ في أواسط القرن الثامن عشر ق.م، حيث تضمن في سياقه عهد الهكسوس بأدرانها وشقائها واستمر حتى أوائل القرن السادس عشر، حين بذَل زعماء الأسرة السابعة عشرة الوطنية وأنصارهم جهودهم في أن يخرجوا وطنهم من الهوّة التي وقع فيها وحاولوا أن يعيدوا إليه استقلاله القديم.
سابعاً – عصور الدولة الحديثة:
وبدأت بعودة استقلالها السياسي وإخراج الهكسوس عن حدودها القريبة والبعيدة كلياً في بداية عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم تميزت بالانطلاق الواسع الهادف في مجالات الحرب والسياسة والعمران والرقي بعقائد الدين، فاتسعت حدودها السياسية حتى أطراف الفرات وارتقت بدينها حتى مرحلة الوحدانية وبقيت روائعها الأثرية في طول البلاد وعرضها، خصوصاً في منطقة الأقصر بمعابدها ومقابرها وكنوز الفراعنة والأثرياء، واستمر ازدهارها الحضاري والسياسي زهاءَ خمسة قرون، ثم خفت نورها بالتدريج وذبلت حضارتها بنهاية عصر الأسرة الحادية والعشرين في أواسط القرن العاشر ق.م، بعد أن استنفذت معظم إمكانياتها، واستهلكت معظم مواردها وبعد أن أَذِنَ ميزان القوى في العالم القديم بانقلاب جديد.
ثامنا – خواتيم العصور الفرعونية:
وهذه بدأت بالقرن العاشر ق.م وبقيت أحوال مصر خلالها بين صعود ونزول في المجالات الداخلية والخارجية في مجالات السياسة والحروب وشهد المصريون خلالها تذَبذبِ ميزان القوى في الشرق القديم والغرب القديم وقاموا بالمشاركة في أحداث دنياهم فقاوموا الأشوريين والبابليين والفرس وتعاملوا مع الإغريق، ثم انتهت عصور حكمهم القومي القديم بنهاية الأسرة الثلاثين في أواخر القرن الرابع ق.م.
البيع والشراء في حضارات مصر القديمة:
تعد مصر من أغنى أقطار العالم القديم، حيث كان الذهب يستخرج من صحرائها الشرقية والتوبة، كان بعضه يرسل إلى حكام أقطار أجنبية، كما حدث مع ملك بابل، بالمقابل كان هؤلاء الحكام يرسلون البضائع والأميرات التي يصنعوها في بلادهم إلى الفرعون وبالرغم من أن الفراعنة سيطروا في أوقات عديدة على مناطق عديدة على طول نهر النيل تجاوزت الحدود الجنوبية لأسوان، إلا أنهم كانوا يحصلون على منتجات أواسط إفريقيا من خلال التجارة مع أمراء النوبة وهي المنطقة التي تقع عند جنوب الجندل الأول للنيل.
وكانت مدينة كرمة القريبة من الجندل الثالث مركزاً هاماً للتبادل التجاري يعود منها التجار المصريون محملين بأنواع مختلفة من البضائع، منها جِلد النمور والكلاب السلوقية وذيل الغزال الذي كان يُستخدم في صنع المنشآت، كما كانوا يأتون بالحيوانات مثل: القرود الأفريقية والأسود للمعابد والقصور.
صيد الحيوانات والأسماك والطيور في زمن الفراعنة:
كانت الأعمال الزراعية في زمن الفراعنة تمد المصريين القدماء بالغذاء الوفير ولهذا السبب كان يعتبر الصيد بالنسبةِ للملوك ورجال البلاط وسيلة من وسائل المتعة والترفيه، حيث كانوا يخرجون إلى الصحراء الواسعة يصطادون فيها حيوانات مثل الثيران الوحشية والبقر الوحشي والغزلان والظباء والأسود.
فعلى سبيل المثال، كان الملك (أمنحوتب) يتفاخر بأنه قام بقني 100 أسد مفترس خلال عشر سنوات، كما أنه تمكن من قنص 90 ثور وحشي أثناء رحلة صيد استكشافية واحدة وغالباً لم يكن الصيد يشكل خطورة على حياة الملك، حيث كانت الثيران تجمع في أماكن مسورة في المستنقعات، ويبدأ الملك معتلياً عربته في اصطيادها واحداً تلو الآخر.
وكان رجال البلاط يصطادون ارتجالياً بعد أن يكون أتباعهم قد صوروا المكان وجمعوا فيه الحيوانات. فيما بعد أصبحوا هم أيضاً يستخدمون العربات في صيد الحيوانات، وكانت أيضاً مياه النهر تزخر بالأسماك التي كانت تُصطاد إما بالصنانير وإما بالشباك. إضافة إلى أحراش نبات البردي والتي كانت توفر أنواعا عديدة من الطيور والإوز وكانت الطريقة المتبعة هنا للصيد بأن يتم رشق هذه الطيور أثناء تحليقها بعصا الرماية.