حل رموز اللغة المصرية القديمة

اقرأ في هذا المقال


حل رموز اللغة المصرية القديمة:

ظلّت اللغة المصرية القديمة مختفية من الأسرار نحو (1400)‏ عام إلى أن أتى (شامبليون)، سنة (1822) وظهر عن أسرارها بحل رموز الهيروغليفية وأنَّها لغة القوم لم تختفي من البلاد خلال تلك الفترة، بل بقيت في شكل آخر هي اللغة القبطية، وذلك أنّ الهيروغليفية منذ فتح الأسكندر الأكبر لمصر أخذت تكتب علاوة على كتابتها بالإشارات المصرية، بحروف إغريقية بعد إضافة سبعة حروف ديموطيقية لم يكن لها مثيل في اللغة اليونانية.‏

ومنذ ذلك الوقت أصبح يُسمى اللغة المصرية القديمة اللغة القبطية بمعنى المصرية. وقد كانت الرسالات المعروفة في البلاد على ثلاثة أشكال مختلفة إلى أواخر عهد الرومان في مصر، وعلى الكتابة الهيروغليفية أي الكتابة التقليدية لبلاد، ثم الكتابة الإغريقية، ثم الكتابة القبطية. وقد اختفت الكتابة الهيروغليفية في أواخر القرن الرابع الميلادي باختفاء الوثنية من البلاد، ولم تعد كتاية القوم اللغة الإغريقية فقضى على تداوها بعد الفتح العربي مباشرة، بينما ‏بقيت الكتابة القطبة لغة القوم في بعض أمأكن في الوجه القبلي في الصلوات والعبادات والمدارس إلى أواخر القرن السابع عشر.

ثم انحصرت بعد ذلك في الصلوات الدينية إلى يومنا هذا ولا يجيد معرفتها إلا نفر قليل.‏ ومن ذلك ترى أن اللغة القبطية وهي لهجة من اللغة المصرية قد حفظت لنا مكتوبة حروف يونانية وتوجد لها أجرومية وقاموس باللغة العرية وباللغة اليونانية. وفي أواسط القرن السابع عشر فهم الأب اليسوعى (كرشر)، أنَّ اللغة القبطية تحفظ في ثناياها اللغة المصرية القدية مكتوبة بحروف يونانية .

نتائج البحوث العلمية حول الرموز المصرية:

تم إجراء بحوث علمية في هذه اللغة المصرية غير أنه لمّا اراد أن يرجعوا باللغة القبطية إلى اللغة المصرية لم يفلحوا قط. وقد تساءلوا عن اللغة المصربة هل هى حروف؟‏ أو أصوات؟‏ أو معانٍ؟ وكيف يمكن قراءتها؟ على أنه لم يصلنا من الأقدمين عن اللغة المصرية إلا تعاريف نادرة غامضة. والاسم منه (الهيروغلفية)، يُنبىء عن الغموض إذ معناه (الكتابة المقدسة)، كما قال (هيرودوت)، و (ديودور).

وقد ذكر (كيلمنت)، الأسكندري الذي استمر مكوثه حتى نهاية القرن الثاني الميلادي أنه شاهد بعض القوم يتحدثون اللغة المصرية وينقشونها بالهيروغليفية، وقد تكلم (هيرودوت)، ومن بعده (ديودور)، أنه يوجد في مصر نوعان من الكتاية: أحدهها الكتابة المقدسة ولا يعرفها إلا الكهنة، والثاني (سيتوطيقية)، أي لغة عامة الناس. ولكن تفسير هذه الكتابات بقى سراً غامضًا إلى أن كشف صدفة أحد جنود (نابليون)، حجر رشيد عام (1799) وذلك أنَّ الحملة الفرنسية التى قادها (نابليون)، إلى وادي النيل لم يكن غرضها الوحيد الاحتلال العسكري،‏ بل كان كذلك لبحوث علمية عن المدنية المصرية.

ولذلك جاءت معه طائفة من أهل العلم، وقد ساعدهم الحظ بأن كشف صدفة أحد ضباط المدفعية المُسمى (بوشار)، في أغطس (1977)، أثناء الحفر في قامة رشيد، قطعة من حجر البازات منقوشة بثلاث كتابات مختلفة، كانت ثالثتها وهي السفلية بالنسبة للحجر مكتوية باللغة الاغريقية. وعبارة الكتابة مرسوم ملكي أصدره بطليموس الخامس عام (196) قبل الميلاد وقد ذكر في النص الاغريق أنه نفس المتن المكتوب بالكتابتين الأخريين وهما الهيروغليفية (الكتابة المقدسة) والديموطقية (كتابة الشعب).

ومن ذلك نشاهد أنَّ حجر رشيد كان منقوشاً بكتابتين مصريتين وبذلك يتكون من مفتاح الحقيقي للكتابة الهيروغليفية ؛ إِذ أنَّ  كل الرموز والكلمات المحفورة على هذا الحجر موجودة في النص الاغريقي‏ وأول من حاول فك رموز هذا الحجر هو (سلفستر دي ساسي)، عام (1802) وكان عالماً باللغة العربية. وقد كانت محاولته منصبة على القسم الديموطيقي،‏ ظناً منه لتشابه هذا الخط بالكتابة العرية الرقعة وجود علاقة بينها. غير أنَّ جهوده و (أكر بلاد)، لم تفلح إلا في معرفة خرطوش (بطليموس).


شارك المقالة: