أحداث الإصلاح المعتدل في إنجلترا

اقرأ في هذا المقال


الإصلاح الإنجليزي المعتدل:

مع بداية عام 1529 ميلادي بدأ الملك “هنري الثامن” بعمليات الإصلاحات الجذرية في إنجلترا، وبدأ يتحدث عن الاحتفالات التي تقيمها روما والتي تعتبر غير مهمة، كما اتهم البابوية بأنهم يقومون بعمليات الخدع والبدع، وبعد تلك القرارات تم في عام 1534 ميلادي إصدار قانون جديد في إنجلترا ينص على معاقبة كل من يتهم البابوات بالبدع، ذلك لأن تلك الخلافات تعتبر من الأمور التي تؤدي إلى وجود خلافات سياسية ودينية في الكنيسة وتؤدي إلى نشوب الحروب.

بداية الإصلاح الإنجليزي المعتدل:

مع بداية عام 1536 ميلادي قام الملك “هنري الثامن” بإلغاء الأعياد والمناسبات الدينية التي تقوم بها الكنائس الرومانية الكاثوليكية، كما تم وضع الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية واللاتينية في الكنائس والأديرة، كما تم الغاء الصور باعتبارها من البدع، لم تعجب تلك القرارات الكثير من الشعب في إنجلترا وخاصة الذين كانوا يؤمنون بتلك الصور والآثار وقاموا بإخفائها والمحافظة عليها خوفاً عليها من التدمير، وتميز إصلاح إنجلترا في تلك الفترة بكراهيته للصور، وسعوا إلى تدمير الأيقونات والآثار التي اعتبرتها إنجلترا من البدع والتي تعمل على خداع الناس واعتبرت رموزاً تقليدية ليس لها أية أهمية.

قامت إنجلترا بعد ذلك بإصدار قرار بالكشف على الكنائس والأديرة والعمل على تقييمها، وكان هدف إنجلترا من ذلك هو السيطرة على ملكية الكنائس والسيطرة على أموالها؛ وذلك لأن إنجلترا كانت في تلك الفترة تمر في ضائقة مالية، وكانت تسعى في الحصول على أموال الكنائس الرومانية، على عكس إعلانها بأنّها تسعى في عملية الإصلاح في الكنائس، والذي ساعد إنجلترا في ذلك بأنّ الكنائس كانت تعاني من ضعف سياسي على عكس وضع الكنائس في السابق، وقامت إنجلترا بالكشف عن عمليات الفجور والفساد التي كانت تجري في الكنائس وأنّها كانت تقوم بذلك من أجل إنهاء الفساد.

وبدأت في تلك الفترة عمليات التمردات في كافة مدن إنجلترا وتمكنت طبقة النبلاء من قمع التمردات القائمة والتي كانت تسعى في استعادة الأديرة التي تم إغلاقها قامت إنجلترا بوعد الشعب بإعادة فتح الأديرة ولكنها كانت وعود كاذبة ولم يتم فتح أياً منها، كان هدف إنجلترا من إلغاء البابوية هو إنهاء عمليات العنف والتمرد القائمة في المنطقة وليس من أجل عملية التنظيم، فقد كان لعملية إلغاء المعتقدات والرموز الدينية في الكنائس دور كبير في قيام البابوية بدعوة الناس إلى القيام بالتمردات وأعمال العنف، فكان لا بد لإنجلترا بأن تقوم بإلغاء أعمال البابوية وإنهاء سلطتها حتى تقف أعمال التمرد.

في عام 1547 ميلادي توفي الملك “هنري الثامن” وتولى ابنه الملك إدوارد ولم يكن الملك  ذا خبرة سياسية مثل والده وتم وضعه تحت ولاية أحد المستشارين وخلال تلك الفترة تم إزالة جميع الصور من الكنائس وإزالة التماثيل وتم الاشتراط بأنّ يكون الكاهن عازباً، كما تم إلغاء جميع الاحتفالات الدينية وخاصة التي يتم إقامتها للموتى داخل الكنيسة، وكما قامت إنجلترا بإلغاء الملابس الدينية، وتم إلغاء جميع الطقوس التي تخص الكهنة في الكنائس، ومع بداية القرن الثاني ميلادي قام الكثير من طبقات المجتمع في إنجلترا باستعادة تلك الطقوس والتي بدأت بالعودة إلى المجتمع الإنجليزي شئياً فشئياً.

وكان القانون الجديد الذي أصدرته إنجلترا خلال تلك الفترة قانوناً واضحاً أكثر من القوانين التي تم إصدارها في السابق، حيث قام ذلك القانون بإعطاء الوزراء صلاحيات أكثر من صلاحيات الكهنة الرومان، كما تم إصدار عدة كتب التي يتم اعتمادها بدلاً م الكتب المقدسة التي كان يقوم بإصدارها الكهنة، وتمت عملية الإصلاح في إنجلترا في تلك الفترة بشكل منتظم ومختلف وكان لها دور كبير في التغير في المجتمع الإنجليزي، وظهرت في تلك الفترة الكثير من الجماعات في إنجلترا التي أخذت تطالب بإزالة الصور من الكنائس وإزالة الأديرة، وبدأت الخلافات حينها مع الحكومة حول ملكية الكنائس.

في عام  1553 ميلادي تولت الملكة “ماري الأولى”، قامت بإلغاء عمليات التشريع الإصلاحي، وسعت إلى عملية ضم روما والعمل على توحيدها مع إنجلترا، والعمل على حل خلفات ملكية الكنائس، وقامت بإصدار قرار يسمح لمالكي الكنائس القديمة ببقائها تحت مملكتهم، وكانت الملكة “ماري الأولى” تسعى إلى تأسيس إنجلترا الرومانية الكاثوليكية، وتوفت الملكة “ماري الأولى” وتولت أختها الملكة “إليزابيث” الحكم في إنجلترا وسعت خلال فترة حكمها إلى جعل إنجلترا دولة مسيحية، وتعتبر فترة إنجلترا في تلك الفترة فترات الكثير من الصراعات الدينية والسياسية والتي كان لها دور كبير في إنجلترا.


شارك المقالة: