تاريخ ألمانيا الاقتصادي
تعتبر ألمانيا من أقوى الدول اقتصادياً في العالم، لكنها لم تكن كذلك في عام 1800 ميلادي كانت عبارة عن دولة ريفية، ومع بداية عام 1900 ميلادي أصبحت من أقوى الدول اقتصادياً، الأمر الذي جعل لها دور كبير في الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت ألمانيا الغربية المحور الأساسي لاقتصاد أوروبا تزال إلى وقتنا الحالي هي الأساس الاقتصادي والصناعي.
تاريخ ألمانيا الاقتصادي القديم
خلال فترة العصور الوسطى تم تقسيم ألمانيا، الأمر الذي جعل أراضيها منتشرة في أراضي أوروبا وقد ساعد ذلك على تنشيط التجارة فيها، حيث أنّها تمكنت من التعاون مع كافة الكونتات المنتشرة في أوروبا، كانت ألمانيا في تلك الفترة دولة ذات أعداد سكان كثيف وكان معظم سكانها يعملون كعبيد تحت إمرة طبقة النبلاء، كما تكونت من العديد من المدن والولايات والتي كانت جميعها خاضعة لحكم الإمبراطور، وبدأت المدن بالثورات وطالبت بالحصول على الحرية والتخلص من الحكم المستبد والعمل في التجارة والزراعة.
بدأ الشعب الألماني بتشكيل نقابات مستقلة خاصة بهم، حيث كان لديهم الكثير من المهن والتي تم تقسيم المجتمع الألماني على أساسها، فرضت ألمانيا الضريبة وبشكل مرتفع؛ ممّا أدت إلى حصول توترات سياسية فيها، الأمر الذي دفع المدن إلى تشكيل اتحاد تجاري واحد للتخلص من الهيمنة التي فرضتها الإمبراطورية.
في العصر المبكر الحديث بدأت حرب الثلاثين عاماً والتي كان لها تأثير سلبي على ألمانيا، حيث تم خلال تلك الحرب قتل أعداد كبيرة من الشعب الألماني والذين كان نموهم بطيئاً خلال تلك الفترة، كما أثر اقتصادياً عليها وبشكل كبير؛ وذلك بسبب المشاركة الألمانية في الحرب وخسارتها الكثير من الجنود والأسلحة، بدأ الجنود بالتنقل بين المدن ونهب خيراتها وقتل شعبها، كما قاموا بفرض الضرائب عليهم.
في عام 1850 ميلادي أصبحت من الدول الأوروبية المتقدمة علمياً وصناعيا، لكنها لم تتفوق على بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والتي كانت تسبقها كثيراً، وفي عام 1900 ميلادي عاشت ألمانيا فترة الثورة الصناعية وأصبحت المصدر الرئيسي لأوروبا للمواد الصناعية، كما أخذت تتجه للاهتمام في الزراعة وأصبحت من أشهر الدول في زراعة البطاطا.