أوروبا الوسطى:
أوروبا الوسطى: هي أحد المناطق التي توجد في وسط قارة أوروبا، وتشمل أراضيها على جزء من أراضي أوروبا الشرقية والغربية، تعتبر أوروبا الوسطى من أهم المناطق التاريخية في العالم، فقد وقعت على أراضيها حرب الثلاثين عام التي كانت بين الكاثوليكية والبروتستانتية والتي لم ينتج عنها انتصار أحد من الأطراف لتكون تلك الحرب بداية صراعات دولها.
تاريخ أوروبا الوسطى:
في القدم شملت أراضي أوروبا الوسطى شملت أراضيها الإمبراطورية الرومانية، كما شملت أراضي المجر وبولندا، وبسبب موقعها لم يكن لديها مستعمرات خلف البحار والتي كانت معظمها تابعة لأوروبا الغربية، وكانت أوروبا قبل ذلك منطقة واحدة وعندما تم تقسيمها إلى أوروبا الغربية والوسطى، أدت إلى تقسيم الشعب الأوروبي ويعتبر ذلك التقسيم من أهم الأسباب التي أدت إلى قيام الحرب العالمية الأولى والثانية.
خلال فترة العصور الوسطى عَملت أوروبا على توحيد ثقافتها في غرب وجنوب ووسط أراضيها بواسطة اللغة والكنيسة الكاثوليكية، والتي كانت من أهم العوامل التي ساعدت في توحيد الشعب الأوروبي، أما المناطق الشرقية من أوروبا فقد كانت خاضعة لحكم الكنيسة الأرثوذكسية والتي كانت متأثرة بالحكم اليوناني البيزنطي القديم، وفي عام 1054 ميلادي حصل انقسام في المناطق الشرقية والغربية في أوروبا، وبدأت الصراعات بين المناطق الشرقية والغربية والتي كانت كل واحدة تتبع مذهب مسيحي مختلف.
مع بداية القرن الحادي عشر ميلادي أخذت أوروبا الوسطى التأثر بالعادات الاجتماعية الموجودة في أوروبا الغربية والتي كانت أكثر انفتاحاً وتطوراً والتي كانت تتميز أيضاً بالحكم الذاتي لأراضيها؛ ممّا أدى إلى قيام الكثير من المدن والمقاطعات الذاتية في أوروبا الوسطى بالحصول على الحكم الذاتي، ومن ثم قام ملك المجر بالاجتماع مع ملوك بولندا وبوهيميا والاتفاق على جعل أوروبا الوسطى من أهم المناطق في أوروبا.
بدأت أوروبا الشمالية والغربية والوسطى بالتقدم الصناعي، كما شمل ذلك التقدم أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، وبقيت أوروبا الشرقية تعاني من التخلف، حيث كانت روسيا تعيش على نظام الفلاحة القديم وكان نظام العبودية ما زال مستمر في أراضيها، ولعل أهمية أوروبا الوسطى منذ القدم يعود إلى الأهمية الاقتصادية التي تمتعت فيها المنطقة، والتي كانت تشمل ألمانيا والتي عُرف عنها منذ القدم بالتقدم الصناعي والاقتصادي، لتصبح من أهم المناطق خلال فترة العصور الوسطى.
في عام 1904 ميلادي تم تأسيس منظمة في ألمانيا وكان هدفها النهضة الاقتصادية بأراضي أوروبا الوسطى، والعمل على التكافؤ الاقتصادي بين دول أوروبا الوسطى والتي تشمل الإمبراطورية النمساوية المجرية وألمانيا والعمل على ضم بلجيكا وسويسرا وبولندا، لتصبح تلك المناطق هي المسيطرة اقتصادياً وثقافياً على أوروبا، كما كان يتم الإشارة إلى أوروبا الوسطى بألمانيا والتي كانت هي المسيطرة اقتصادياً وعسكرياً في المنطقة وكما خاضت الكثير من الحروب التي جعلتها في مقدمة الدول الأوروبية.
تم التخطيط بتأسيس منظمة اقتصادية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، لكن لم يتم نجاح الخطة؛ وذلك بسبب هزيمة ألمانيا في الحرب، بالإضافة إلى تفكك الإمبراطورية النمساوية المجرية، وأصبحت أوروبا الوسطى في تلك الفترة تعاني من التفكك والضعف العسكري، ليأتي عهد ألمانيا النازية ويقوم هتلر بالتخطيط لتأسيس المنظمة الاقتصادية، فقد كانت ألمانيا تتطلع إلى السيطرة الإقليمية.
في عام 1927 ميلادي تم ضم تشيكوسلوفاكيا إلى أراضي أوروبا الوسطى، وأصبحت بذلك تضم عدد من الدول يوجد اختلاف كبير بينها من الناحية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، قبل بداية الحرب العالمية الثانية قامت أوروبا الوسطى باتباع نظام جديد في أراضيها، فأخذت بالاهتمام في المناطق الشرقية منها، وحاولت حل الصراعات التي كانت بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، إلا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل؛ وذلك لأن تلك الدول كانت تسعى بالسيطرة وتصبح هي الدولة العظمى في المنطقة.
حاولت ألمانيا فرض هيمنتها على الدول غير التابعة لها، لتدور صراعات بين دول أوروبا الوسطى، فقامت كلاً من تشيكوسلوفاكيا ورومانيا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا بتشكيل تحالف؛ من أجل إيقاف الهيمنة الألمانية والعمل على إبقاء المجر دولة ضعيفة، لكن جميع المخططات كانت فاشلة.
لقد تميزت ألمانيا بموقعها القيادي العسكري والاقتصادي في المنطقة وخاضت الكثير من الحروب وتمكنت من تحقيق النصر فيها؛ ممّا جعلها من الدول المسيطرة فأصبح من الصعب القضاء عليها. مع بداية القرن الواحد والعشرين أصبحت دول أوروبا الوسطى من الدول المتقدمة اقتصادياً وثقافياً، حيث يعتبر شعوبها من أغنى الشعوب وأكثرهم ثقافة.