مراحل حدوث جريمة العنف

اقرأ في هذا المقال


يمكن النظر إلى حوادث جرائم العنف على أنّها تمر بأربع مراحل ممكنة؛ التهديد، الهجوم، الإصابة والموت، وكلما كانت الجريمة العنيفة أكثر خطورة زادت هذه المراحل التي يمر بها الحادث، وحتى لو وصفت بأنّها جريمة عنيفة يجب أن تنطوي الحادثة على معتدٍ، على الأقل يهدد شخصًا آخر بالقول أو الإيماءة، وقد يتبع التهديد هجوم أو لا يتبعه (أي محاولة لإيذاء الضحية جسديًا)، وقد تكون هذه المحاولة ناجحة وقد لا تنجح (أي تؤدي إلى إصابة الضحية)، وفي حالة حدوث إصابة فقد تؤدي أو لا تؤدي إلى الوفاة، وما إذا كان المعتدي يمتلك سلاحًا يمكن أن يؤثر على حدوث كل من هذه الأحداث المحتملة.

ما هي مراحل حدوث الجريمة

مرحلة التهديد

عادة ما ينطوي التهديد بالعنف ضد شخص آخر على الاتصال بشخص آخر، أي أنّ المعتدي والضحية يجتمعان في نفس المكان في نفس الوقت، وقد يتأثر استعداد المعتدي لمواجهة الضحية بحيازة السلاح لأنّ امتلاك سلاح يمكن أن يمنح المعتدي الثقة بأنّه قادر على السيطرة والتحكم في المواجهة وتجنب إيذاء نفسه أو نفسها، وبالتالي فإنّ ارتفاع معدلات حيازة السلاح بين المعتدين المحتملين يمكن أن يزيد من معدل المواجهات العنيفة، ومع ذلك لا يوجد دليل تجريبي يؤثر بشكل مباشر على هذا السؤال.

مرحلة الهجوم

وبالمثل فإنّ حيازة المعتدي لمسدس يمكن أن تشجعه على تجاوز مجرد التهديد ومحاولة إلحاق الأذى بالضحية، وقد تجعل البندقية أيضًا من المجدي العمل بنجاح بناءً على الاستعداد للهجوم لأنّ بعض الهجمات من غير المحتمل أو من المستحيل تنفيذها بدون مسدس، وأشار الكثيرون إلى البندقية على أنّها مُعادل، وعادةً ما يشيرون إلى حقيقة أنّ السلاح القوي يمكن أن يجعل الضحية مساوية لمذنب أكبر وأقوى، ومع ذلك فإنّ الشيء نفسه ينطبق على الأعمال العدوانية، وقد يكون المعتدي أكثر استعدادًا لشن هجمات ضد الضحايا الأكثر قوة لأنّ المعتدي يمتلك سلاحًا.

أظهرت الأبحاث أنّ استخدام الأسلحة من قبل الجناة أكثر شيوعًا في جرائم العنف التي يهاجم فيها معتدون أقل قوة ضحايا أكثر قوة، أي أنّ استخدام البندقية يكون أكثر شيوعًا عندما يفوق عدد الضحايا عدد الجناة، وأكثر شيوعًا عندما تهاجم النساء الرجال عنها عندما تهاجم النساء النساء الأخريات، وتكون أكثر شيوعًا عندما يهاجم الجناة خارج سنوات الذروة -أصغر من 14 عامًا أو أكبر من 40- الضحايا في سنوات حياتهم الأولى، وبعبارة أخرى يبدو أنّ البنادق تسهل هجمات الجناة الأقل قوة ضد الضحايا الأكثر قوة، وكانت الهجمات التي كانت غير محتملة لولا ذلك أكثر جدوى لأن المعتدي المحتمل كان يمتلك سلاحًا.

بالإضافة إلى تسهيل الهجمات؛ أي جعلها ممكنة أو أسهل في ارتكابها فقد زُعم أنّ حيازة الأسلحة من قبل المعتدين المحتملين تؤدي إلى شن الهجمات، ونوقشت هذه الفرضية في الأدبيات النفسية تحت مصطلح غامض نوعًا ما تأثير الأسلحة وتؤكد أنّ الزناد يسحب الإصبع، وهذا يعني أنّ امتلاك سلاح يمكن أن يطلق أو يطلق الدافع للعدوان.

النظرية الكامنة وراء ذلك هي أنّه إذا كان الشخص غاضبًا بالفعل، وبهذا المعنى مستعدًا للعدوان، فإنّ مشهد البندقية أو حيازتها يمكن أن يؤدي إلى اندفاع عدواني بسبب الارتباط المكتسب بين الأسلحة والعدوان، وينقسم البحث حول هذه الفرضية بالتساوي تقريبًا بين الدراسات التي تدعمها وتلك التي لا تفعل ذلك، ومع ذلك فإنّ الدراسات التجريبية الأكثر واقعية لا تدعمها بشكل عام.

مرحلة الإصابة

في حالة حدوث هجوم فقد يؤدي أو لا يؤدي إلى إصابة (على سبيل المثال برصاصة تصل إلى هدفها أو سكين يخترق الجلد أو بقبضة أو هراوة في اللحم أو تحطم العظام)، وقد تؤدي سمات الأسلحة التي يمكن أن تسهل الهجوم أيضًا إلى تقليل معدل إكمال الهجوم من خلال تشجيع الهجمات على مدى أطول أو ضد خصوم أكثر شراسة أو في ظل ظروف أكثر صعوبة، ومن الممكن إطلاق النار على الضحية من مسافة بعيدة ولكن معدل تحقيق ذلك أقل من نسبة اللكمات التي تصيب الضحية.

فيما يتعلق بهجمات الأسلحة القريبة الأكثر شيوعًا قد يفترض الأشخاص الذين ليسوا على دراية بالرماية بالأسلحة النارية أنّ الرماة سيصيبون هدفهم بشكل شبه مؤكد، وحتى الأفراد المدربين والمُستعدين عاطفيًا لإطلاق النار في ظل ظروف مرهقة مثل ضباط الشرطة لا يمكنهم عادةً إصابة أهدافهم، وعادةً ما تحظر سياسات إطلاق النار على الشرطة إطلاق الطلقات التحذيرية وبالتالي عندما يطلق الضباط نيران بنادقهم فإنّهم يعتزمون إطلاق النار على المشتبه بهم، وبالتالي هناك سبب قوي للاعتقاد بأنّ التأثير الصافي لاستخدام الجاني للسلاح في جرائم العنف هو أنّه يقلل جزء الهجمات التي تؤدي إلى الإصابة.

مرحلة الموت

حوالي 1 من 7 إصابات بطلقات نارية هجومية معروفة للشرطة تؤدي إلى الوفاة، ونظرًا لأنّ العديد من إصابات الطلقات النارية غير المميتة الأقل خطورة لا تلفت انتباه السلطات فمن المؤكد تقريبًا أنّ معدل الوفيات الحقيقي أقل من هذا، ومع ذلك فإنّ جروح الطلقات النارية من المرجح أن تؤدي إلى الوفاة أكثر من تلك التي تسببها السكين وهو السلاح الذي يُفترض عمومًا أنّه ثاني أكثر الأسلحة فتكًا من بين تلك التي يمكن استخدامها في نفس الظروف مثل الأسلحة النارية.

تشير معظم الدراسات المستندة إلى الشرطة والدراسات الطبية إلى أنّ احتمال حدوث جروح ناجمة عن طلقات نارية يزيد بنحو ثلاث إلى أربع مرات عن الجروح بالسكاكين التي تؤدي إلى وفاة الضحية، فلا يختار المهاجمون أسلحتهم بشكل عشوائي أو يكتفون باستخدام كل ما هو متاح، كما إنّها جريمة قتل نادرة تحدث عندما لا يتوفر أيضًا سكين أو أداة حادة.

من الواضح أيضًا أنّ جميع القتلة بالأسلحة النارية لديهم أيدي وأرجل يمكن أن يهاجموا الضحية بها، وهكذا يختار المعتدون البنادق على الأسلحة الأخرى المتاحة، وعلاوة على ذلك يتفق العلماء عمومًا على أنّ المعتدين يختارون الأسلحة المناسبة لأهدافهم وأنّ المعتدين الذين يختارون الأسلحة ربما يكون لديهم نوايا أكثر فتكًا من أولئك الذين يختارون السكاكين.

وبالتالي فإنّ بعض معدلات الوفيات المرتفعة في الهجمات بالأسلحة النارية ترجع إلى اختلافات بين المهاجمين بدلاً من اختلافات قوة فتك السلاح، ولسوء الحظ ما لم يتمكن المرء بطريقة ما من القياس والتحكم في مدى فتك المهاجم في الاعتداءات، فمن المستحيل منطقيًا استخدام البيانات الخاصة بمعدلات الوفيات الناجمة عن الاعتداء لفصل تأثيرات الخصائص التقنية للسلاح عن الآثار المرتبطة ارتباطًا وثيقًا باستعداد المهاجم لإيذاء الضحية بشكل خطير.

ومع ذلك فإن المقارنة بين القوة المميتة للأسلحة النارية والفتاكة بالسكاكين هي شيء من الهنجة الحمراء أو على الأقل إلهاء عن القضايا ذات الصلة بالسياسة، فالغالبية العظمى من قوانين الأسلحة الحالية وتدابير الرقابة المقترحة تنطبق حصريًا على المسدسات أو بصرامة أكبر تجاهها، في حين تُترك البنادق الطويلة غير منظمة نسبيًا، وبالتالي فإنّ العديد من المخالفين أحرار في استبدال البنادق الطويلة عندما تحرمهم أدوات التحكم في المسدس فقط من المسدس المفضل.


شارك المقالة: