يدل مفهوم التقدم الاجتماعي إلى ميزة التحوّل التقدمي الذي يتصل بتحسين متواصل في ظروف المجتمع، ويتماشى التطور نحو غاية معينة أو نقطة نهائية، وتتصل هذه الغاية بصورة دائمة بنوع من الغائية.
مفهوم التقدم الاجتماعي
يشير هذا المصطلح إلى الاتصال برؤية تنظر إلى عملية التغير الاجتماعي باعتبارها عملية تقدمية تهدف إلى غاية يتحقق فيها المثل الأعلي، أو المجتمع المثالي، وأحياناً ما يكون هذا المثل الأعلى أو المجتمع المثالي أحسن من كل الأشكال السابقة له، فالتقدم يقصد به أن كل شكل من أشكال المجتمعات أفضل بالضرورة من قبلها.
وبناء على ذلك فإن معنى التقدم يتعلق بحكم قيمي، فالتحوّل لا بدّ أن يحدث في الطريق الذي يميل فيه والذي يحقق مزيداً من الاكتفاء ومزيداً من الرضا والقبول.
ولقد تبيّن معنى التقدم في سياق منفرد، حيث اتصل ببعض النظريات في القرن التاسع عشر سواء في مجال فلسفة التاريخ، أو في مجال علم الاجتماع كما في نظرية أوجست كونت، وقد أثبتت هذه النظريات على أن التاريخ يتماشى في خط متطور ومتقدم، كما اعتقدت النظريات أن التاريخ قد أوشك على أن يصل ذروته بعد أن قامت الثورة الصناعية والثورة الديمقراطية.
ومما نرى أن هذا المصطلح لم يعد يستعمل إلا للدلالة إلى وجهة التحوّل الاجتماعي عندما يكون هذا التحوّل سائراً في خط متطور، ومن إجراء التطورات في العلوم الاجتماعية تم هجر هذا المصطلح، بل أن هذا المصطلح قد تعرض للتناقض منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولعل هذا قد نتج عن معرفة ﻷوجه التقصير التي يعاني منها هذا المفهوم.
الفرق بين التقدم الاجتماعي والتحول الاجتماعي
استخدم مفهوم التقدم الاجتماعي في البداية كونه شبيهاً لمفهوم التحوّل الاجتماعي، وقد جاء مبيّناً في كتابات أوجست كونت وغيره من الباحثين، ويعتبر التقدم الاجتماعي وفق ما رآه محمد الدقس في كتابه التحوّل الاجتماعي بين النظرية والتطبيق، يقصد حركة تتماشى نحو الغايات المطلوبة والمقبولة، أو الغايات الموضوعية التي تطلب خيراً أو تكون أخرتها بالمنفعة، وأنه العملية التي تأخذ صوراً معينة أو اسلوباً واحداً، ويتمثل توجيهاً مدركاً مقصوداً لعملية التحوّل.
وينعطف التقدم الاجتماعي على حقبة ارتقائية، أي أن كل حقبة تكون متميزة من قبلها، وهو يدل إلى انتقال المجتمع إلى مرحلة متميزة من حيث المعرفة والثقافة والإمكانية الإنتاجية والهيمنة على الطبيعة.