من هو أحمد بن بلة؟

اقرأ في هذا المقال


شخصية سياسية وأول رئيس للجزائر بعد الاستقلال حارب من أجل استقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسي وشارك في تأسيس جبهة التحرير الوطني سنة 1954 واندلاع ثورة التحرير، حيث اعتبر رمزاً وزعيماً لثورة 1 نوفمبر وبعد الاستقلال قام وزير الدفاع هواري بومدين بالانقلاب ضده.

لمحة عن أحمد بن بلة

نشأ بن بلة في وسط فقير من كل الجزائريين في بداية القرن ال 20 وانتبه مبكراً إلى الخلافات بين أوضاع ملاك الأراضي الجزائريين والمستعمرين الذين سيطروا على الأرض ونهبوا مواردها واستعبدوا الشعب، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية وأظهر الشجاعة كما شهد لخصومه لكن بعد عودته وجد نفسه المعيل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده وإخوته، حيث لم يمنعه ذلك من المحاولة لتحسين ظروف الشعب فالتحق بالحركات النضالية السياسية ثم الجهادية بعد أن أيقن أن الاستقلال يأخذ بالقوة.

لقد كان له دور في استقلال الجزائر من المستعمرين ثم تحرير دولته من مظاهر الجهل والفقر والتبعية، وعلى الرغم من مدة حكمه القليلة وسجنه الطويل في الزنازين إلا أن نيته ومثابرته لم تنهزم، حيث اشتهر بدفاعه عن القضايا العادلة في العالم كله واستجابته لجميع أنواع الاستعمار المرئي والمخفي.

كان بن بلة ثورياً وناشطاً وسياسياً ومدافعاً عن حقوق الإنسان وهو مصنف على أنه داعم للقضايا العربية ومن دعاة وحدة المغرب العربي، حيث يصفه أحد المؤرخين بأنه شخصية كبيرة ومبتسمة ومبهجة لا تلتزم بالكثير من البروتوكولات من يجلس معه يشعر بالراحة في بساطته ويجعله يلاحظ الآخرين أنه يتفق معهم أو يفهم مواقفهم وكأنه في مكانهم، لكن عندما يتعارض معه دون طريقة سلمية لحل المشكلة فقد يتحول إلى شخص شرس وغير منخرط.

مثلما أكسبته أدواره إعجاب بعض الناس فقد أثار أيضاً استياء الآخرين فالبعض عارض تياره العربي والإسلامي والاشتراكي، أما البعض تحمل أعباء حكمه رغم أنه لم يكن صاحب القرار الوحيد.

المعارضة والانتقادات حول أحمد بن بلة

من الانتقادات التي وجهت إلى حكم بن بلة القضاء على خصومه السياسيين الأمر الذي دفع البعض للانضمام إلى المعارضة في الخارج، بالرغم أنه بدأ عهده بتبني سياسة الاعتدال بسبب كثرة القادة والتيارات، حيث تم التعييب عليه على تفرده في الحكم والجمع بين عدة سلطات وذلك لأن بن بلة كان مقتنعاً بأن الفترة المضطربة كانت بحاجة إلى سلطة مركزية قوية.

كانت العروبة والإسلام والإصلاح الزراعي الركائز ال 3 لبرنامج بن بلة، بينما ينتقد البعض حكمه وانشغاله بإدارة الأمور اليومية بدلاً من إنشاء استراتيجية طويلة المدى، وفشله في إعادة الصورة الشعبية لحزب جبهة التحرير وقصر النشاط السياسي على هذا الحزب فقط.

على الصعيد الاقتصادي تركزت الانتقادات على معدل البطالة المرتفع وفشل الإدارة الذاتية في الشركات في تحقيق نتائج إيجابية، في حين أن نزوح سكان الريف إلى المدن بحثاً عن حياة أفضل كان سبباً مهماً لارتفاع البطالة وحارب بن بلة ذلك من خلال مشروع الإصلاح الزراعي.

كان الهدف من نظام الإدارة الذاتية هو الحفاظ على ممتلكات الدولة وإعادة إيراداتها إلى موظفيها لتشجيعهم على العمل أكثر، من جهة ثانية رفض بن بلة السماح لبعض الجزائريين بأن يصبحوا أمراء إقطاعيين جدد وهنا اختلف مع فرحات عباس الذي أراد نظاماً ليبرالياً، حيث بشكل عام يعتقد بعض العلماء أنه بالنظر إلى الفترة القصيرة التي حكم فيها البلاد لا يمكن الحكم على سياسته إيجاباً أو سلباً.

اعتزال أحمد بن بلة السياسة

مع وصول عبد العزيز بوتفليقة إلى السلطة في الجزائر واعتماده سياسة المصالحة والوئام المدني دعمه بن بلة وعاد إلى البلاد، كما ساهم في إقناع جبهة الإنقاذ بالتخلي عن سلاحها وساهم في الدفاع عن حقوق بعض التائبين وفق الاتفاقيات الموقعة مع النظام الجزائري.

في هذه المرحلة تجنب بن بلة السياسة الداخلية لبلاده وبدأ في الدفاع عن القضايا العربية مثل: العراق وفلسطين، حيث كان قد زار العراق من قبل بعد حرب الخليج الثانية سنة 1991 والتقى بالرئيس صدام حسين كما طالب برفع الحصار المفروض على العراق وكوبا.

على الرغم من تقدمه في السن كان معروفاً بنشاطه المستمر وكان عضواً في لجنة رعاية محكمة راسل بشأن فلسطين وترأس اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان، كما تم اختياره كعضو في لجنة الحكماء بالاتحاد الأفريقي وترأسها سنة 2007 ضمن مبادرات تسوية النزاعات وتجنب الأزمات التي تؤثر على دول القارة الأفريقية، بالإضافة إلى أنشطته وعلاقاته الوطنية خلال فترة رئاسته شارك بن بلة في فعاليات المؤتمر القومي العربي.


شارك المقالة: