الاتجاهات النظرية المفسرة للعنف الأسري

اقرأ في هذا المقال


هناك عِدَّة نظريات تُفسر مشكلة العُنف الأُسَري منها النظرية البيولوجية، ونظرية عدوان الإحباط، ونظرية الضغط، ونظرية الصراع ونظرية مصدر القوة.

الاتجاهات النظرية المُفسرة للعنف الأسري

1- النظريات البيولوجية: تقوم هذه النظرية على افتراض مفاده أنَّ البشر لديهم غريزة العدوان، فالإنسان تُسيطر عليه بعض الغرائز الفِطرية تدفعه إلى أنْ يَسلك بشكل معين إلى أنْ يُشبِعها، ومن هذه الغرائز العدوان الذي يدفع الإنسان إلى الاعتداء، فالعنف سلوك غريزي هدفه تصريف الطاقة العِدائية.

2- نظرية عدوان الإحباط: توضح هذه النظرية أنَّ العنف يُعَدّ بمثابة أسلوب للتخلُّص من القلق الناتج عن موقف مُحبط. ولذلك من منطلق أنَّ الشخص المُحبَط غالباً ما يَتورَّط في فعل عدواني، فالشخص المُحبَط ربما يرتبط بمصدر الإحباط، ففي التفسير السيكولوجي فإنَّ الإحباط يؤدِّي إلى خَلق شكل من العدوان تِجاه الآخرين وتِجاه المجتمع، وطِبقاً لهذه النظرية فإنَّ عدوان الإحباط يرتكز على قوَّة الحاجات والبواعِث التي تعترض المواقف المتعدّدة. وإنَّ درجة العنف والعدوان ترتبط بمقدار الإحباط، وقد يكون الإحباط فقراً أو نقصاً في العاطفة أو ضرراً.

3- نظرية الضغط: تقوم هذه النظرية على افتراض مفاده أنَّ الضغوط الحياتية تعمل بمثابة مثيرات خارجية تؤثر في بعض العمليات النفسية التي قد تَدفع الشخص إلى السلوك العدواني، وتؤكِّد النظرية في ضوء ذلك على وجود نوعين من هذه الضغوط وهما:

  • النوع الأول: ويَتمثّل في دور أحداث الحياة غير السَّارة وضغوط العمل والأدوار المختلفة كمثيرات قد تدفع إلى السلوك العدواني.
  • النوع الثاني: يهتم بالضغوط البيئيه المُتمثّلة في الضوضاء والازدحام والتلوّث والطقس، والضغوط الأخرى كاختراق الحدود الفرديّة والاعتداء على الحيّز المكاني والشخصي والازدحام السُّكاني حيث تؤدِّي المؤثرات البيئية إلى زيادة العدوان والعنف من خلال ما تُحدِثه من آثار نفسية أو سلوكية.

4- نظرية الصراع: يُفَسّر العنف الأسري في إطار مفاهيم ومصطلحات الأقوى والسُلطة. فالرجال أكثر قوَّة من النساء ومن هنا يَفرِضون سَيطرتهم على النساء. كما أنَّ الصراع يُعَدُّ جانباً وجزءاً مكوِّناً في كل الأنساق والتفاعلات بما في ذلك الأسرة والتفاعلات الزوجية، ويمكن النظر إلى أعضاء الأسرة باعتبارهم يواجهون نوعاً من المُتطلّبات المُتعارضة، فهناك التنافس مع بعضهم البعض من أجل الاستغلال والسُلطة والامتيازات، وفي نفس الوقت المشاركة مع بعضهم البعض من أجل البقاء. فالأسرة في ضوء هذه النظرية تُعَدُّ نظاماً اجتماعياً يعمل على تقنين العلاقات الشخصية المتبادلة والوثيقة من خلال عمليات مستمرَّة من التعارض وحلِّ المشكلات وإدارة الصراع.

5- نظرية مصدر القوَّة: تفترض هذه النظرية أنَّ كافَّة النُظم الاجتماعية بما فيها الأسرة تعتمد إلى حدّ ما على القوة أو التهديد بالقوة، وكلما ازداد تحكّم الشخص في موارده سواء كانت اجتماعية أو شخصية أو اقتصادية كلما زادت قوته، ومع ذلك فإنَّه طِبقاً “لوليم جودز” فإنَّه كلما ازدادت موارد الشخص كلما قَلَّ استخدامه للقوة بشكل مريح، لذلك فإنَّ الزوج الذي يريد أنْ يكون الشخص المُهيمن في الأسرة لكنَّه غير متعلم جيداً، أو يَشغل وظيفة متواضعة وذو دخل قليل ويفتقر إلى المهارات الشخصية، قد يلجأ إلى استخدام العنف للحفاظ على هيمَنته داخل الأسرة فالعنف يُعَدّ المصدر النهائي بمعنى أنَّه يُستَخدَم عندما يُدرك الفرد أنَّ مصادرَه الأخرى غير كافية،أو أنَّها فشلت في الحصول على الاستجابة المرغوبة، وبذلك يمكن النظر إلى العنف على أنَّه وسيلة لممارَسة الضبط الاجتماعي من جانب الأزواج على الزوجات.

المصدر: بناء المجتمع الإسلامي ونظمه، نبيل السمالوطي، دار الشروق، جدة، 2005.علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 1998.التفكك الاجتماعي، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2005.


شارك المقالة: