التصميم التعليمي للموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


يجب أن يكون تصميم التعليم للموهوبين مميزاً ليلبي حاجات المتفوقين والموهوبين، ولذلك يجب أن تتميز البيئة التعليمية بالعديد من السمات، ومنها التنوع وفهم الذات والشمول والتعقيد والاستقلال والتفرد والتكامل بين مجالات التعلم المختلفة وغيرها.

التصميم التعليمي للموهوبين والمتفوقين

1- تحديد خصائص المتعلمين وحاجاتهم التعليمية

يتصف الموهوب بعدد من السمات التي حددها العديد من المتخصصين في هذا الجانب مثل سرعة التعلم، فالطالب الموهوب يفعل ما يطلب منهم بسرعة، وقد يطلبون المزيد من المهام الممكن، عمق الفهم حيث يسأل الموهوبون أسئلة أخرى تختلف عن أسئلة أقرانهم في العمق والفهم، والاهتمامات التي يقدمونها اهتمامات الطلاب الموهوبين تشابه اهتمامات الطلاب الأكبر سناً.

القدرة على استرجاع المعلومات بصورة سريعة وبالتفصيل، يمر الموهوب بمراحل تطوره مبكراً، ويريد دائماً  التفاعل مع الكبار، واليأس من الروتين يشعر الموهوب بسرعه بالملل واليأس من الأنشطة الروتينية، فهو يستمتع أکثر بالمرور بالخبرات الجديدة، ويتصف الفرد أيضاً بالتركيز يتسم الموهوب بقدره على التركيز الطويل للأنشطة والمشروعات المتعددة.

أما الحاجات التربوية الخاصة بالطلاب الموهوبين فهي تتمثل في الإسراع بالخطو الذاتي في المناهج، بمعنى توسيع المنهج، وإتاحة بقدر أكبر من المرونة في التعلم، واتباع الأساليب غير تقليدية في تعلمهم.

2- تحديد الأهداف الخاصة بالموهوبين

يتمثل الهدف من التربية الخاصة لهؤلاء الموهوبين بالإضافة إلى أهداف التربية العامة، وهي تنمية المبادرة الذاتية والتعلم الذاتي والنمو، وتطوير وتطبيق مهارات التفكير من أجل تمكين الطلاب من إعادة إدراك المعرفة الحالية وتوليد المعرفة السابقة، وتطور اتجاهات الأقران نحو المعرفة الجديدة، وتنمية المستويات العليا لمهارات التفكير والإبداع والتميز في الأداء وتنمية المواهب الخاصة، وتتمثل في تنمية الابتكارات في الفنون  وتنمية الابتكار في العلوم وتنمية الذوق الجمالي.

3- تحديد عناصر المحتوى التعليمي

هناك عدد من النقاط  التي يجب مراعاتها في تحديد المحتوى التعليمي للموهوبين، منه المحتوى الذي لا يركز على الجانب الأكاديمي فقط، بل يجب أيضاً الاهتمام بالجوانب المهنية والفنية، ولا يأخذ المحتوى في اعتباره الزمان والمكان، حيث يمكن للمتعلم أنهاء تعلمه في أي وقت.

يتناول المحتوى تدريب المتعلم على مهارات الوصول إلى المعرفة بذاته، وأن يراعي المحتوى مشاكل الحياة، ويتصف المحتوى بالتنوع والشمول، ويتناول المحتوى تنمية التفكير لدى المتعلم، وإتاحة فرص الإبداع، فيجب أن يركز محتوى البرامج الذي يتم توجيهه للموهوبين مزيداً من التعقيد، عن طريق دراسة عميقة للأفكار الرئيسة والموضوعات التي تعمل على تكامل المعرفة.

4- اختيار أسلوب التدريس وتصميم مصادر التعلم والأنشطة

ينبغي أن تتنوع استراتيجيات التدريس للطلاب الموهوبين والمتفوقين، لتقديم التعليم المتميز، وعرف بعض العلماء أن التدريس المميز تدریس؛ غايته تزويدهم بمدخل لموضوعات أكثر تحدياً لقدراتهم مما هو متاح في الفصل الدراسي العامة، ويجب الابتعاد عن أسلوب التلقين، واختيار استراتيجيات التعليم التي تركز على التفكير لدى الطلاب في المستوى العالي والتفكير التخيلي.

لذلك يتم استخدام أساليب وطرائق تدريس تساعد على الإيجابية والمبادرة والتعلم الذاتي من جانب المتعلم والوصول إلى المعلومات بنفسه، مثل حل المشكلات والتعلم البرنامجي ومعامل اللغات والكمبيوتر، الطريقة الاستقصائية أو الاستكشافية والزيارات الميدانية والتعليمية، مما ينمي بيئة التعلم لدى هؤلاء المتفوقين أو الموهوبين.

ومن ثم يجب أن تتوافر للمدرسة مصادر علمية متعددة ومعامل علمية، فضلاً عن الأدوات والخامات اللازمة لممارسة الهوايات والنشاطات الأخرى، وقد أسهمت تكنولوجيا التعليم في برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين، منها مراكز التعلم، فمراكز التعلم هي وحدات يقوم الطالب المتفوق بالانضمام إليها من أجل ممارسة بعض الأنشطة؛ بهدف توسيع مداركه وفهمه للمعلومات.

وهذه الأنشطة يمكن تطبيقها بطريقة فردية أو في مجموعات عمل صغيرة، من خلال مشاهدة أشرطة الفيديو أو سماع أشرطة التسجيل، وأخيراً ينبغي التأكد من أن هؤلاء الموهوبين يتعلمون بالطرق غير التقليدية.

5- تصميم بيئة التعليم

لا جدال إن التعلم للطلاب المتفوقين داخل الفصول العادية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات عديدة، فقد يشعرهم المنهج التقليدي بالملل، حيث لا يتحدى محتواه التعليمي قدراتهم، كما أنهم لا يستفيدون من الخبرات والأنشطة التعليمية داخل الفصل، وهناك حاجة ملحة إلى الاهتمام بالتصميم التعليمي للمواقف التعليمية بما يتلاءم مع الطلاب الموهوبين أو المتفوقين.

6- تصميم أدوات القياس للحكم على نواتج التعلم

في مجال تقويم مخرجات التعلم لدى الموهوبين، يمكن اتباع ما يلي أن يقوم المتعلم بتقويم نفسه، وتقويم المتعلمون بعضهم البعض، وتشجيع أسلوب الاختبار باستخدام الأسئلة المفتوحة، أن تستخدم الاختبارات غير المحددة الزمن، وأن تتحدى الأسئلة ذكاء الطلاب الموهوبين والمتفوقين.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة.3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: