ثورة الهند عام 1857 وأحداثها

اقرأ في هذا المقال


ثورة الهند عام 1858 ميلادي: هي أحد الثورات التي قامت في الهند ضد حكم شركة الهند الشرقية البريطانية والتي كانت تحكم الهند بالنيابة عن التاج البريطاني، وقد بدأ التمرد في شهر مايو من عام 1857 ميلادي، وكان عبارة عن تمرد مجموعة من الجيوش وكان بداية التمرد في مدينة دلهي القديمة ومن ثم انتشر في باقي المدن الهندية، ومن ثم قامت تمردات في المناطق الشرقية والشمالية من الهند واستمرت تلك الثورة لمدة عام وأطلق عليها اسم ثورة السيبوي.

ثورة الهند عام 1858 ميلادي

تعد ثورة الهند التي قامت في عام 1858 من أكثر الثورات التي شكلت تهديداً كبيرا لبريطانيا وتواجدها في الأراضي الهندية، الأمر الذي دفع بريطانيا إلى إصدار قانون العفو العام على كل من لم يشارك في الثورة، وعلى الرغم من الأعمال القتالية لم تبدأ بشكل فعلي إلا في عام 1859 ميلادي، إلا أنّ بريطانيا كانت متخوفة من استمرارها وتأثيرها عليها؛ وذلك بسبب مشاركة أعداد كبيرة من الشعب الهندي فيها، وأطلق على تلك الثورة عدة أسماء منها، حرب الاستقلال الأولى والتمرد الهندي والتمرد الكبير.

هناك عدة أسباب أدت إلى قيام الثورة في الهند؛ وهي غزو بريطانيا للهند ومحاولة السيطرة على الحياة الاجتماعية فيها، بالإضافة إلى الضرائب الكبيرة التي فرضتها بريطانيا على الأراضي الهندية، كما كانت بريطانيا تقوم بمعاملة الطبقات المالكة والأغنياء بشكل مختلف عن باقي طبقات الهند الأخرى، على الرغم من الهنود ثاروا ضد بريطانيا، إلا أنّ الكثير من الهنود وقفوا إلى جانبها وأيدوا الحكم البريطاني في الهند، ودمر التمرد في الهند الكثير من مؤسساتها وأثر على وضعها الاقتصادي.

خلال تلك التمردات قامت بريطانيا بتدمير بكين ونهبوها وأحرقوها، كما قامت بالتوجه إلى المدن المجاورة لبكين وكان معظمها مناطق ريفية وقاموا بقتل المتمردين، الأمر الذي دفع سكان تلك المناطق إلى قتل أعداد من الجيش البريطاني، بعد قيام التمرد في ميروت سرعان ما وصل المتمردون إلى دلهي وتمكن المتمردون من السيطرة على مساحات كبيرة في المناطق الشمالية والشرقية من الهند، فأرسلت شركة الهند الشرقية القوات العسكرية لقمع تلك التمردات.

استخدم المتمردون عدة طرق لقيادة الثورة الوطنية والوقوف في وجه الاستعمار الأوروبي، ويعد ذلك التمرد نقطة تحول في تاريخ بريطانيا والهند ونتج عن ذلك التمرد إعادة تنظيم الجيش البريطاني وإعادة تنظيم الأمور المالية والإدارية فيها، كما تم تفكيك شركة الهند الشرقية، وتم في عام 1858 ميلادي تأسيس الحكومة في الهند والتي كان يتم إدارتها من قِبل بريطانيا، وفي نفس العام قامت الملكة فيكتوريا إعلاناً إلى إصدار الحكم الدستوري في الهند ووعدتهم بإعطائهم حقوقهم والمساواة بينهم وبين البريطانيين، لكنها لم تلتزم بذلك.

لو أردنا الحديث عن تاريخ تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية، فأنّها تم تأسيسها في عام 1612 ميلادي، حيث كانت تقوم بإدارة أمور الشحن في التجارة البريطانية، وبعد تحقيقها النصر في معركة بلاسي أصبحت أكثر قوة وسيطرة في المنطقة، كما أدى انتصارها في معركة بوكسار على المغول إلى جعلها أكثر قوة، وبدأت بتحصيل الضرائب من الدول المجاورة لها، وفرضت الضرائب على البنغال بشكل رسمي وحاولت السيطرة عليها، وأخذت بتوسعة أراضيها واستولت على المزيد من الأراضي الهندية.

في عام 1806 ميلادي قام تمرد فيلور والذي كان عبارة عن صراع بين المسلمون والهندوس، ومع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت شركة الهند الشرقية البريطانية بتوسعة أراضيها بشكل كبير وذلك بعد قيامها بعدة تحالفات مع الولايات الهندية وقامت تلك الولايات ببيع كشمير وذلك حسب معاهدة أمريتسار، وقامت بعد ذلك الصراعات الحدودية بين الهند البريطانية ونيبال؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام الحرب الإنجليزية النيبالية، وتمكنت بريطانيا من تحقيق النصر ووضعت تلك المناطق تحت سيطرتها.

أسباب ثورة الهند عام 1858 ميلادي

كانت بداية الثورة الهندية في عام 1857 ميلادي وكان سبب قيامها؛ هو عدد من التراكمات التي تعرض وعاش فيها الشعب الهندي، ومن أهم أسباب الثورة العمل على تجنيد الجنود الهنود السيبوي في خدمة الشركة الهندية الشرقية البريطانية وكان قد تم تقسيم تلك الجنود إلى ثلاثة أقسام والتي كان يسيطر عليهم الطبقات العليا.

أدت تلك الأمور إلى غضب الشعب الهندي وقيامهم بعدد من التمردات في دلهي والذين بدأوا في المطالبة بخروج بريطانيا من أراضيهم ومع رفض بريطانيا في البداية الخروج اشتدت التمردات وانتشرت في جميع المدن الهندية ونتج عن التمرد قتل أعداد كبيرة من كلا الطرفين وقيام بريطانيا بإعادة تنظيم قواتها العسكرية.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-19972-تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -19943-موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-19794-مختصر تاريخ الصين: نانسي محمد-المؤلف: مايكل ديلون-2018


شارك المقالة: