يترتب على اللاعب العمل على التدريب بشكل جيد على التمرينات التي يتطلب إنجازها بوقت قصير، حيث أن هذه التمارين تحتاج إلى السرعة القصوى.
التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم نتيجة الركض لمسافات قصيرة
إن التمارين الخاصة بهذه المجموعة من الألعاب تمثل الشكل المثالي لتدريبات الحد الأعلى من الإنجاز والإجهاد، وهي تمارين تقع ضمن المجال الأول من المجالات الأربعة السابقة، حيث تمتاز بما يأتي:
- تطغى الطرق اللاهوائية في العمليات البيو كيميائية وعمليات الأيض على الطرق الهوائية التأكسدية.
- إن إعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine) تتم بالدرجة الأولى عل حساب فوسفات الكرياتين، وفي الدرجة الثانية على حساب التحلل الجليكوجيني (Glycogen)، أي في الدرجة الأولى على ما هو موجود ومتوفر في العضلة من المركبات الفوسفاتية الغنية بالطاقة، وبالدرجة الثانية على الطريق اللاهوائي لعملية الأيض (التحلل الجليكوجيني).
- كما أن التحمل في هذه الحالة قصير، بحيث أن الدم عند ركض 100 متر لا مجال له لإتمام الدورة الدموية بشكل عام، كما أنه في ركض 200 متر فيكمل بالكاد دورتين فقط، ويترتب على ذلك عدم إمكانية تمديد العضلات بكمية كبيرة من الأكسجين، كما أن ما يمكن تغطيته من الحاجة الكلية إلى الأكسجين هو 6_ 15% في ركض 100 متر، وبسبب ذلك تنشأ حالة نقص الأكسجين وتبلغ في الحالة الأولى 85_ 94% وفي الحالة الثانية 70_ 85% من الحاجة الكلية للأكسجين.
- كما أن كمية اللاكتيك في الدم ترتفع ولكن يمكن أن يكون الارتفاع أقل عند الأشخاص المدربين تدريباً جيداً، حيث عند هؤلاء الأشخاص تحصل الإفادة من خلال فوسفات الكرياتين لغرض إعادة توجيه ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine).
- كما أن نسبة الجلوكوز في الدم فإما أن ترتفع أو تبقى كما هي، عند العمل على أداء مثل هذه التمارين، حيث عند الأشخاص المدربين تدريباً جيداً يكون تغير الجلوكوز غير كبير، ولكن يمكن أن يكون التغير الحاصل أكبر في كمية الجلوكوز في الدم عند الأشخاص الغير مدربين، وخاصة السريعي الانفعال والقلقين بسبب عدم انتظام تجهيز الكربوهيدرات في الدم.
- كما أن الطريق المسيطر في عملية بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine) هو الطريق اللاهوائي، وهو طريق أقل كفاءة من الطريق الهوائي فسيحصل اختلال في توازن فوسفات الأدينوزين (Adenosine) في العضلات وبشكل مستقل عن مستوى التدريب ودرجة كفاءة الرياضي.
- إن استعادة الحالة البيو كيميائية الطبيعية الأصلية للأعضاء تتم عادة خلال 30_ 40 دقيقة بعد ركض المسافات القصيرة، ففي هذه الفترة تحصل تغطية تامة لنقص الأكسجين، كما أن نسبة اللاكتيك تكون قد عادت قبل ذلك إلى مستواها الطبيعي الأصلي في الدم.
- كما أن هناك خاصية مهمة ملازمة لركض المسافات القصيرة ولكل إجراءات الحد الأعلى، وهي ارتفاع شدة الأيض النسبي وبالتالي مقدار ما يصرف من الطاقة، كما أن القيمة المطلوبة لهذه التغيرات (شدة عمليات الأيض) تبدو صغيرة نسبياً.
- كما أن التغيرات الكيميائية تكون ظاهرة من خلال ارتفاع نسبة اللاكتيك، حيث تبلغ 4 غم في جسم الرياضي عند ركض 100 متر، و3 غم في ركض 200 متر، و 2 غم في ركض 400 متر، وأن شدة التغيرات في المناطق التي لها علاقة بهذه العمليات في النظام العصبي المركزي تعاني ارتفاعاً أيضاً، وهذا الشيء يؤدي إلى اختلال الحالة الطبيعية لفعالية المراكز العصبية وبالتالي إلى انخفاض الإنجاز.
- كما أن الأعمال أو التمارين العنيفة التي تستمر لفترة قصيرة مثل القفز العالي المصحوب بركض لمسافة قصيرة، ونظراً لقصر الفترة الزمنية اللازمة لإنجاز الشغل (التحمل) فسيتطلب تحت هذه الظروف طريق الكرياتين أي طريق استعمال فوسفات الكرياتين الموجودة في العضلة على طريق التحلل الجليكوجيني (Glycogen) في عملية إعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine)، ولهذا السبب فعند أداء مثل هذه التمارين ستكون نسبة ارتفاع اللاكتيك قليلة.
- كما أن الخاصية العامة في التمارين التي تتطلب حد أعلى من الشدة والإجهاد يكون الطريق اللاهوائي، هو الطريق المسيطر ولا ينقص أو يضعف بالاعتماد على هذا الطريق نتيجة التدريب.
- كما أنه بغض النظر عن التفاصيل الدقيقة في التدريب فينبغي عدم الإغفال عن الهدف الأساسي للتدريب، وهو الوصول إلى الركض بأقصى سرعة وبالتالي بذل أقصى جهد لتحقيق هذا الهدف، فمثل هذه التدريبات هي التي تؤدي إلى تطوير الإمكانية لإعادة بناء ثلاثي فوسفات الأدينوزين (Adenosine) بالطرق اللاهوائية، كما يمكن أن يتخلل هذا النوع من التدريب تمرينات أخرى يكون الغاية منها العمل على إعداد وتهيئة الحالة البدنية باتجاهات مختلفة.