يترتب على اللاعب العمل على تنفيذ وتطبيق الأنشطة الرياضية بعد عمل الإحماء الخاص بنوع اللعبة الممارسة؛ وذلك من أجل أن لا يتأثر كثيراً في حالة الإصابة.
الجهاز الهضمي وعلاقته في التدريب الرياضي
يمكن أن يؤدي الحفاظ على النشاط البدني إلى تحسين المرونة والصحة، حيث يتكيف الجسم أثناء التمرين ليصبح أكثر رشاقة وفعالي، كما أن الفوائد الموثقة جيدًا للتمارين البدنية على الجهاز الهضمي هي تحسين حركة الأمعاء التي تساعد في الإمساك، وحرق المزيد من الطاقة التي قد تساعد في تقليل الترسبات الدهنية في الكبد، وإطلاق الأندروفين أثناء التمرين الذي يعزز الشعور بالرفاهية ويحسن المزاج وتحسن في حساسية الأنسولين؛ مما قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني.
ومع ذلك فإن التمرين خاصة في شكل نشاط شاق أو قوي، قد يؤدي إلى الاستخدام المتكرر لعضلات البطن في منطقة المعدة، وهذا بدوره يضغط على الجهاز الهضمي الذي يشمل المعدة والأمعاء الدقيقة، وقد يؤدي هذا الضغط إلى تفاقم بعض حالات الجهاز الهضمي.
كما يعمل على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية والمساعدة في إزالة النفايات من الجسم، وتجلب التمارين الرياضية العديد من الآثار المفيدة مثل التحكم الأفضل في الجلوكوز لدى مرضى السكري وعادات نوم أفضل وعظام أقوى.
وفيما يتعلق بالجهاز الهضمي وتحسين حركة الأمعاء التي تساعد على منع الإمساك، ومع ذلك قد يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة، وخاصة النشاط الشاق إلى زيادة الضغط على الجهاز الهضمي، وقد يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي، وقد يؤدي ذلك إلى الغثيان والإسهال وارتجاع المريء والإمساك وحتى المغص، ومن المهم أن يفهم سبب حدوث هذه الأعراض أثناء التمرين، وأن يخطط لطريقة ممارسة الرياضة لتقليل الانزعاج.
وأثناء ممارسة التمارين الرياضية الشاقة يحدث انخفاض ملحوظ في تدفق الدم إلى المعدة، وقد يؤدي تقليل ضخ الدم إلى انخفاض كل من امتصاص العناصر الغذائية وإعادة امتصاص الماء في الأمعاء، علاوة على ذلك قد يؤدي الضغط المتزايد داخل البطن الناجم عن تقلص عضلات البطن أثناء التمرين إلى تسريع حركة الطعام في الأمعاء وإبطاء عملية الهضم، وقد يؤدي هذا المزيج من الطعام المهضوم جزئيًا مع الماء الذي لم يتم امتصاصه إلى الإسهال والتشنج.
كما تحدث الحموضة المعوية عادةً بسبب ارتداد الحمض، والذي يحدث عندما ترتخي العضلة العاصرة الواقعة بين المريء والمعدة، وقد تؤدي ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام بوقت قصير جدًا، وبعض الأنشطة عالية التأثير مثل الجري إلى استرخاء هذه العضلة العاصرة؛ مما يؤدي إلى المزيد من نوبات الارتجاع.
وقد يساعد تغيير روتين التمرين في تقليل الأعراض الخفيفة والعرضية أثناء التمرينات الشاقة، ويمكن القيام بذلك إما عن طريق تقليل مستوى المجهود أو عن طريق التبديل إلى الأنشطة منخفضة التأثير مثل المشي السريع أو اليوجا، ومع ذلك قد يكون الارتجاع أو الإسهال المستمر علامة على وجود حالة كامنة خطيرة.
كما يلعب الجهاز الهضمي دورًا مهمًا في توصيل الكربوهيدرات والسوائل إلى الدم أثناء ممارسة التمارين الرياضية لفترة طويلة، وبالتالي يمكن أن يكون محددًا رئيسيًا للأداء، وتعد مشاكل الجهاز الهضمي شائعة لدى لاعبي التحمل ويمكن منعها عن طريق تكييف القناة الهضمية أثناء التدريب مع الظروف المحددة التي ستتعرض لها في المسابقات.
كما أن تدريب القناة الهضمية يمكن أن يحسن راحة المعدة ويقلل من أعراض الضيق المعدي المعوي، وهناك مجموعة كبيرة من الأدلة التي تدعم حقيقة أن الجهاز الهضمي قابل للتكيف بدرجة كبيرة، كما يتكيف الجهاز الهضمي وبروتينات النقل داخله مع التغيرات في النظام الغذائي بطريقة خاصة بالمغذيات، ويمكن لما يسمى التدريب الغذائي أن يحسن إفراغ المعدة وامتصاصها، ومن المحتمل أن يقلل فرص أو شدة مشاكل الجهاز الهضمي.
فوائد ممارسة الرياضة للجهاز الهضمي
ويمكن أن يكون لعمل الجهاز الهضمي تأثير كبير على أداء التحمل وهناك سببان رئيسيان لذلك، حيث أن الجهاز الهضمي مسؤول عن توصيل الكربوهيدرات والسوائل إلى الدم أثناء التمرين المطول، وقد تم إثبات ذلك يمكن أن يؤدي توصيل السوائل والكربوهيدرات إلى تأخير التعب وتحسين أداء التحمل، وهناك نسبة عالية من مشاكل في الرياضيين المشاركين في أحداث التحمل؛ مما يشير إلى أن وظيفة الجهاز الهضمي قد تتعرض للخطر في بعض الرياضيين في تلك الظروف.
وغالبًا ما يقلل الرياضيون من أهمية الجهاز الهضمي، ويتم قضاء الكثير من الوقت في التفكير في كيفية تحضير العضلات الهيكلية للمنافسة، بينما يتم قضاء القليل من الوقت أو لا يتم قضاء أي وقت في التفكير في تكييف الجهاز الهضمي، وخاصة أثناء التمرين الطويل يمكن أن يكون إمداد السوائل الخارجية ومصادر الكربوهيدرات أمرًا بالغ الأهمية للأداء.
بالإضافة إلى ذلك فإن أعراض الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والتشنج والإسهال والقيء شائعة في العديد من الرياضات، وخاصة في رياضات التحمل سيتأثر توصيل المغذيات وقد تتطور مجموعة من أعراض الجهاز الهضمي.
كما أن القناة المعوية هي عضو قابل للتكيف بدرجة عالية، حيث أن التدريب الموجه للأمعاء قد يحسن توصيل العناصر الغذائية أثناء التمرين، بينما يخفف في نفس الوقت بعض (أو كل) أعراض الضيق المعدي المعوي، حيث يشار إلى هذا التدريب أحيانًا باسم “تدريب القناة الهضمية”.
وإن العائق الأول لتوصيل الكربوهيدرات والسوائل الخارجية إلى الدم وفي النهاية تقلص العضلات هو المعدة، حيث أن المعدة هي حارس البوابة للأمعاء، وسيحدد إفراغ المعدة وصول السوائل والمغذيات إلى الأمعاء، ومن الممكن أن يشتكي الرياضيون من تراكم المشروبات في المعدة والشعور بالانتفاخ، وخاصة أثناء التمرينات الرياضية الشديدة أو الطويلة جدًا في الظروف الحارة.
ويمكن أن يساهم الجفاف في هذه الظاهرة ويزيد الأعراض سوءًا، كما أن المعدة يمكن أن تتكيف مع تناول كميات كبيرة من السوائل أو المواد الصلبة أو التوليفات، علي سبيل المثال من المعروف أن المتسابقين الجادين في مسابقات الأكل يقومون بتدريب معدتهم على استيعاب كميات أكبر من الطعام مع قدر أقل من الانزعاج، ومن خلال التدريب المنتظم يمكنهم تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة زمنية قليلة لا يمكن تصورها بالنسبة للشخص العادي وغير المدرب.
كما يتدرب الأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل تنافسي، حيث أنه من الممكن أن تزداد الأحجام تدريجيًا ويستغرق الأمر عدة أسابيع للوصول إلى مستوى يمكن أن يكون فيه هؤلاء الأشخاص قادرين على المنافسة، وهذا يدل على قدرة المعدة على التكيف. إن إجراء تدريب المعدة هذا له تأثيران رئيسيان، منها يمكن أن تتمدد المعدة وتحتوي على المزيد من الطعام، وأن المعدة الممتلئة يمكن تحملها بشكل أفضل ولا يُنظر إليها على أنها ممتلئة.