يترتب على اللاعب العمل عند ممارسة الأنشطة الرياضية ممارستها وفقاً للخطوات الفنية والتعليمية الخاصة بكل لعبة؛ وذلك لكي يكون متقناً للإداء في المباريات والمنافسات.
الطاقة اللازمة لأداء التمارين الهوائية
إن هناك علاقة واضحة في ديناميكية تحرير الطاقة عند العمل العضلي، ففي بداية العمل واللحظات الأولى التي تتبع تلك البداية تتخذ عملية إعادة تكوين جزئيات الطاقة في عملية الفسفوكرياتين، ومع استنفاد الحجم اللاأسيدي للاحتياطي يبدأ في العضلات العاملة دور متصاعد لعملية التحلل السكري اللاهوائي، ويبلغ أكبر قيمة له في الفترة المحصورة بين 20 ثانية و 2.5 دقيقة من العمل، ولكن مع التراكم الكبير لحامض اللبنيك وتعزيز إيصال الأكسجين إلى العضلات العاملة، فإن سرعته تتناقص بالتدريج.
وعندما تحل الدقيقة 2_ 3 للعمل تأخذ العملية الهوائية التي تنفذ في العضلات تقع على عاتقها الدور الرئيسي في إيصال الطاقة، كما أن تغير سرعة العمليات الجزئية للتبادل الطاقي بالاعتماد على الزمن الأقصى للتمرين، ويتم بلوغ القدرة القصوى للعملية اللاهوائية التي تشكل مجموع عملية تحلل الطاقة وعملية الفسفوكرياتين في تمارين ذات الشدة القصوى والتي تستغرق 5_ 10 ثانية.
وفي التمارين الطويلة فإن هذه القدرة ستنخفض بسرعة، وعندا تصبح فترة التمرين 3 دقائق لن تلعب العملية اللاهوائية دوراً يذكر، ويتم بلوغ القدرة القصوى لتحرير الطاقة في العملية اللاهوائية في تحلل السكر في تلك التمارين التي يستغرق تنفيذها من 20_ 40 ثانية، ومن ثم تنخفض القيمة مجدداً، وفي تلك التدريبات التي يستغرق تنفيذها من 6_ 7 دقائق ستشكل القدرة حوالي 0.1 من القدرة العظمى لهذه العملية اللاهوائية، وتتزايد قدرة العمليات الهوائية في تكوين الطاقة بسرعة مع العمل على مضاعفة فترة التمرين لغاية 5_ 6 دقائق.
كما أن سرعة النواتج الإجمالية للطاقة عالية بصورة لا تناسبية في تلك التمارين القصيرة، ولكن سرعان ما تتناقص بزيادة طول فترة العمل وعند تنفيذ تمرين تزيد فترته عن 15 دقيقة، فإن التغير الإجمالي لنواتج الطاقة سيتحدد بصورة كاملة من خلال السرعة الهوائية لتكوين الطاقة، كما أن التمارين التي تشكل النسبة الإجمالية لمساهمة العمليات اللاهوائية لتحلل السكر أكثر من 60% من الطلب على الطاقة، وهذه التمارين تعرف بتمارين ذات طابع هوائي.
كما تكون النسبة الإجمالية لمساهمة العمليات الهوائية في نفاذ الطاقة تتجاوز 70% تدعى تمارين ذات طابع هوائي، وأما للتمارين الوسيطة فيمكن أن تنمي تمارين ذات النوع المختلط في تأمين الطاقة، حيث تتخذ نسبة العمليات الهوائية واللاهوائية قيمة واحدة، ويمكن أن ينتمي إلى هذا النوع من التمارين الجري لمسافة تتراوح بين 1000_ 3000 متر، كما أن التغير البيو كيميائي أثناء النشاط العضلي يتم ليس فقط في العضلات العاملة، وإنما في أعضاء متعددة وأنسجة مختلفة عند الإنسان.
كما أن تعزيز تبادل الطاقة في العضلات تسبق الزيادة الملحوظة للنشاط العصبي والهرموني، ففي الحالة التي تسبق البداية وحالة الاستعداد تنشط فعالية عدد من إفرازات الغدد الداخلية وخاصة الغدة النخامية، وتحت تأثير النبضات العصبية وتحرر الهرمون سيزداد تكون الأدرينالين وقذفه في الدم، كما أن التأثير المشترك لمنظومة العصب السمبثاوي والأدرينالين يؤدي إلى زيادة تردد تقلصات القلب وتبادل الدم، كما أن تكوين النواتج الوسطية لتبادل الطاقة في العضلات كحامض اللبنيك، ستظهر تأثيراً موضعياً على جدران الشعيرات في العضلات مسببة توسعها نتيجة للتكيف.
كما أنه مع بداية العمل العضلي تحدث إعادة توزيع تدفق الدم في الجسم ويتحسن وضع إيصال الدم إلى العضلات العاملة، وتحت تأثير الأدرينالين تسترخي العضلات؛ مما يسهل التبادل الهوائي في الرئتين وتؤدي جميع هذه التغيرات إلى مضاعفة إيصال الأكسجين إلى العضلات العاملة وإلى تحسين كفاءة العمل، كما أنه في أنشطة المنظومة التنفسية ومنظومة الأوعية القلبية لإيصال الأكسجين إلى العضلات العاملة، يلعب تأثير النواتج على المستقبلات المتوزعة في جدران الأوعية الدموية والتي تعطي الإشارات.
كما تعتبر سرعة إيصال الأكسجين أحد العوامل الرئيسية التي تحدد إمكانية تأمين الطاقة في العضلات العاملة، حيث ينفذ الأكسجين الموجود في هواء الزفير إلى الدم من خلال الجدران الرئوية والشعيرات الدموية بسبب الفرق في الضغط الجزيئي في هوائه الشعيري وفي الدم، ويؤثر في قابلية الهيموجلوبين في ربط جزئيات الأكسجين درجة الحرارة في الدم وتركيز أيونات الهيدروجين، فكلما كانت درجة الحرارة منخفضة كانت قيمة الحموضة أعلى وكان بالإمكان ربط كمية أكبر من الأكسجين مع الهيموجلوبين.