ما هو مفهوم الرياضة الجامعية في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الرياضة الجامعية في علم الاجتماع الرياضي:

تتباين الملامح التربوية للرياضة في ضوء اختلاف المراحل والمستويات التعليمية، فمن الطبيعي أن تختلف الإسهامات التربوية للرياضة في المدرسة عن الإسهامات الموجودة في الجامعة والمعاهد العليا، حيث أنه في الجامعات أصبحت المسابقات الرياضية أمراً مألوفاً يلتف حوله الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريون، حيث يعملون على دعمه وتعضيده لاعتبارات كثيرة أهمها استثمار وقت الفراغ الطلاب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة والصحة واللياقة.

كما أن الانتصارات الرياضية في الجامعة أصبحت تُفسّر على أنها انتصار للنظام الأكاديمي والإداري الذي يقود الجامعة، حتى أصبح المشرف الرياضي والمدرب الرياضي من الشخصيات الرياضية المؤثرة في كيفية اتخاذ القرار في الوسط الطلابي في الجامعة.

حيث دخلت الرياضة الجامعات الأمريكية في تاريخ حديث نسبياً، كما تم ملاحظة أنه كلّما نَمت البرامج الرياضية توسعت وتغلغلت في مستويات تعليمية اجتماعية، حيث بدأت الرياضة في المؤسسات التربوية في الكليات والجامعات أولاً ثم تدرجت إلى المدارس الثانوية ثم إلى المدارس الابتدائية، فبالرغم من اعتراض بعض الأفراد المربين فإن المسابقات الرياضية أخذت تتنامى يوماً بعد يوم، حيث كان الوضع مختلف أثناء الفترات الأولى للرياضة في الكليات.

ففي الجامعات الأمريكية أصبح النشاط الرياضي يدخل ضمن جوانب التقويم الأكاديمي للطلاب، كما أصبحوا مدربين كرة السلة وكرة القدم الأمريكية في الكليات الأمريكية أهم من مادة الفيزياء ومدرسيها، حيث يعمل عميد الكلية على تلبية جميع احتياجاتهم نتيجة وجود ضغوط مستمرة من الجمهور والأفراد الخريجين والمجتمع المحلي بوجه عام.

كما انتشرت الرياضة الجامعية في الولايات المتحدة بشكل كبير، حتى أصبح وجود تنظيم خاص له اتحاداته وهيئاته المستقلة يرعاها تحت اسم الرياضة بين الكليات، حيث انتشرت الجمعيات المهنية الرياضية التي تعني برياضة الكليات، حيث أن هذا الأمر الذي أثمر وعياً رياضياً لدى الطلاب وتنامياً في الحركة الجامعية، كما أسهمت حركة تحرير المرأة في زيادة عدد الطالبات المشاركات في المسابقات الرياضية.

كما أن الرياضة الجامعية في دول العالم المتقدمة منظمة ومنضبطة بطريقة بيروقراطية رفعية المستوى تتسم بالجدية، كما تنال قضية الفوز والهزيمة اهتماماً بالغاً من الأفراد المسؤولين، كما يُعدّ نظام الحوافز في الرياضة الجامعية نظاماً خارجياً، كما يعتقد الكثير أن الرياضة الجامعية وقيمها الاجتماعية تشكل قيم المواطنة الصالحة من خلال تنمية شخصية الطالب الجامعي عبر قيم الكفاح والجدية والانتظام والتحصيل.

ففي أحوال كثيرة ارتبطت المكانة الاجتماعية لبعض الكليات بالمكانة الاجتماعية لبعض الفرق الرياضية الناجحة، حيث أن لجماعات الضغط الاجتماعي كالخريجين وأولياء الأمور والمتبرعين لدعم الجامعة مالياً، يشعرون بالفخر عند فوز جامعتهم وحصولها على نتائج رياضية طيبة، كما يوجد عدة خصائص منظمة لرياضة الكليات، وأهمها: (مدخلات النظام وتتمثل في قيم اجتماعية مرغوبة، مدخل اعتباري للجامعة، دعم الخريجين، دعم المجتمع المحلي، لوائح ومقررات المسابقات، البناء التنظيمي تتمثل في تكامل عالي وتوافق عالي وإدارة ذاتية نسبياً وأفراد مختصون عبر لجان، والمخرجات التي تتمثل في السياسات والأهداف الاجتماعية).

كما أن للرياضة الجامعية تأثيرات في النظام التربوي سواء في المدارس أو في الجامعات، حيث أنّ ذلك من خلال افتراض أن المسابقات الرياضية جزءاً من الرياضة الجامعية، حيث يتقرر ذلك في الاعتبارات التالية:

  • مكانة الرياضة بمختلف أنواعها في المجتمع تتقرر بواسطة المجتمع أكثر ما يتقرر بواسطة الأفراد التربويين وذلك من خلال الجمهور والإعلام وتفضيلات المجتمع الرياضية.
  • قد يتزايد اهتمام أولياء الأمور والمجتمع المحلي بالرياضة الجامعية نتيجة للاهتمام الجامعة بالمسابقات الرياضية، والتي تعتبر كوسيلة للعلاقات العامة والاتصال والتعاون.
  • الحاجة إلى صياغة منظور تربوي اجتماعي مناسب للرياضة وتوضيح أفضل لدور الرياضة في المدرسة من قبل الأفراد التربويين، حيث أنّ ذلك بالشكل الذي يجعل برامج الجامعة تقابل احتياجات الشباب على مختلف المستويات التعليمية.
  • العمل على تقنية المسابقات الرياضية في المجالات التربوية بالتحديد من مختلف الضغوط والممارسات غير المرغوبة أو غير السليمة تربوياً والوقاية منها.

كما تبوأت الرياضة الجامعية مكانة متميزة في سياقات النظام التربوي، حفكثيراً ما وظفت الرياضة توظيفاً تربوياً واسعاً، فلقد فطن الأفراد التربويون مبكراً إلى قيم الرياضة الاجتماعية والأخلاقية وقدرتها في تطبيع الفرد الرياضي وتنشئته وإسهامها في بناء شخصيىدة الفرد الرياضي، ولذلك فإن الكثير من علماء علم الاجتماع الرياضي ينظرون إلى الرياضة كوسيط تربوي جيد سواء تم ذلك من خلال المنهج الرسمي للجامعات، أو خارج المنهج الرسمي الذي أطلق عليه المنهج الخلفي.


شارك المقالة: