مفهوم النداء في الرياضة:
إن القدرة على النداء بطريقة مرضية من أنجح العوامل التي تساعد المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي على نجاح الحصة التدريبية، خاصةً إذا كان المدرس الرياضي مبتدئاً، حيث أن النداء بصوت مناسب يعمل على إضافة اللون المناسب على الدرس التدريبي؛ أي بمعنى وقت التدريب، كما أنه يحدد طريقة تلبية جماعات الأفراد الرياضيين.
فإن على المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي عند قيامه بالنداء أثناء وقت التدريب أن يكون طبيعياً؛ أي بمعنى غير متكلف بالنداء، وأن يقوم بتوجيه النداء إلى الجماعة الرياضية (الفريق الرياضي)، بأكملها، بالإضافة إلى أن يقف بعيداً عن أي مجموعة من الأفراد الرياضيين، حتى لا يبدو كما لو كان في محادثة شخصية مع هذه المجموعة، حيث لا يستلزم ذلك أن يلجأ المدرب الرياضي أو المدرس إلى الصراغ بصوت عالي أو تعلية صوته أكثر من اللازم.
حيث أن مع صغار اللاعبين يجب ألّا يأخذ النداء الشكل المعروف والذي ينتهي بما يسمى بالحكم، بل يجب أن يميل إلى أن يكون على هيئة محادثة بين المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي والجماعة الرياضية، على ألا ينتقل الأمر إلى محادثة بالفعل على أرض الواقع.
أما إذا كانت الجماعة الرياضية أو الفريق الرياضي مكوّن من عدة لاعبين صغار بالسن لا يعرفون معنى الألفاظ المنادى بها، فإن أفضل طريقة هي أن يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بعمل نموذج للحركة الرياضي المراد تعليمها لهم، ثم يعمل على تكرارها، وبعد ذلك يطلب من اللاعبين الصغار بالسن الاشتراك معه فيها وتقليده، على ألا يبالغ المدرس الرياضي أو المدرب في قيامه بكل الحركات الرياضية بمختلف أنواعها وأصنافها طوال الوقت.
وما هو جدير بالذكر في هذا المجال الرياضي أن الكثير من المدرسين الرياضيين والمدربين الرياضيين لا ينتقون الألفاظ والكلمات المناسبة والملاءمة التي تشجع الأفراد الرياضيين (اللاعبين) على ممارسة العمل الرياضي، وبذل الجهد والطاقة التي يمتلكونها، حيث كثير ما يقومون بمخاطبة اللاعبين كما لو كانوا أقل درجة من المستوى الاجتماعي أو المستوى العقلي.
فعلى سبيل المثال عبارة (هل فهمتم ما قلت لكم؟، يجب عليكم أن تعلموا الكثير من الأمور)، حيث أن كل هذه العبارات ومثيلاتها يجب أن يتجنبها المدرس الرياضي والمدرب الرياضي، وأن يقوم باستعمال التوجيه والنداء الصحيح باللهجة المناسبة وضمن الألفاظ التي تدل على ما يريده بالضبط دون أن يقوم بالتقليل من شأن ومقام اللاعبين.
مكونات النداء في الرياضة:
- المكون الأول (التنبيه): حيث يحمل التنبيه كل ما يريده المدرس الرياضي أو المدرب، حيث أنه يتركب عادةً من عدة ألفاظ تدل على أجزاء الجسم المراد اشتراكها في ممارسة العمل الرياضي، بالإضافة إلى اتجاه أو اتجاهات الحركة وحالتها من حيث القوة أو السرعة، كما يجب أن يكون الجماعة الرياضية أو الفريق الرياضي يقظاً للتنبيه؛ وذلك لحتى تكون التلبية دقيقة والحركات الرياضية مضبوطة بشكل مناسب، ولذلك كان من الضروري أن يكون التنبيه واضحاً بشكل كبير ومتكامل؛ أي بمعنى ليس فيه تعقيد أو إطالة أو حشو.
كما يجب أن يكون الصوت مناسباً وملاءماً للتعبير عن سرعة وقوة الحركة الرياضية الممارسة، بحيث يسمع جميع اللاعبين الرياضيين ولا يكون أعلى من اللازم بحيث يصبح مزعجاً، بالإضافة إلى أن لغة المحادثة ولغة التخاطب لا لزوم لها، وأن يقوم المدرس أو المدرب الرياضي بالإكتفاء بالشرح الضروري بالألفاظ المناسبة والملاءمة لجميع الأفراد الرياضيين (اللاعبين).
فقد يسبق التنبيه في بعض الأحيان بعض الألفاظ؛ وذلك لزيادة الإيضاح بشكل واضح، مثل (بسرعة، ببطء، مع التوقيت المحدد، بالعدد، بدون إحداث صوت)، كما يجب العمل عن يتم تجنب استخدام المصدر، أو وضع الحكم في التنبيه مثل ثني الذراعين، فإن العبارة الصحيحة لهذا النداء هو الذراعين ثني.
- المكون الثاني (برهة الانتظار): وهي عبارة عن فترة السكون الواقعة بين التنبيه والحكم، حيث أنها تسمح للاعبين بفهم ما هو مطلوب منهم، كما تعدهم للتلبية بمجرد سماع الحكم، وبذلك تكون حركاتهم مضبوطة من حيث السرعة والدقة، حيث يتوقف طول برهة الانتظار على عدة عوامل، فهي تكون طويلة عادةً في الظروف التالية (مع صغار اللاعبين، مع صغار العقول، مع اللاعبين المبتدئين؛ أي بمعنى اللاعبين غير المدربين، إذا كان التمرين معقداً وإذا كان عدد اللاعبين كبيراً، بالإضافة إلى كان التنبيه طويلاً).
كما أنها تكون قصيرة في أهم الظروف التالية: (مع اللاعبين كبار السن، مع الأفراد الرياضيين المتقدمين؛ أي بمعنى اللاعبين المدربين، إذا كان التمرين سهلاً بسيطاً، إذا كان التمرين سهلاً وبسيطاً)، وعموماً فيجب أن تكون برهة الانتظار طويلة بحيث تتيح الفرصة للتفكير والاستعداد للتلبية، ولا أنها تطول عن اللازم، لأن في ذلك إرهاق للاعبين، حيث أن برهة الانتظار القصيرة تجعل التلبية غير مضبوطة، وقد تؤدي إلى عدم بدء اللاعبين كلهم معاً، فإن الملاحظة تدل أن أغلب المدربين المبتدئين يميلون إلى تقصير برهة الانتظار.
حيث قد يطيل المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي ببرهة الانتظار أو يقصرها؛ وذلك لضمان حسن انتباه وتركيز اللاعبين الرياضيين، بالإضافة إلى تحفزهم للتلبية وعدم تعودهم على فترة معينة من وقت الانتظار، كما أن لا يصح بشكل مطلق أن يقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بأي تفسير أو إصلاح لأي خطأ أثناء برهة الانتظار، كما لا يجوز مطلقاً إهمال برهة الانتظار أو إسقاطها من النداء؛ وذلك لأنها يفسد نظام الجماعة الرياضية ويجعل الحركات الرياضية غير مضبوطة.
- المكون الثالث (الحكم): وهو المكوّن التي يبدأ فيها العمل الحركي، حيث أنها قد تكون إما لفظاً أو عدداً، كما أن الأحكام اللفظية قد تكون إما فعل أمر، مثل قف، أو مصدراً مثل وقوف، ثني، مد، جلوس، أو لفظاً خاصاً مثل: ثابت، اعتدال، راحة، حيث أن ينادي المدرس أو المدرب الرياضي على سلسلة الحركات الرياضية المتعابقة عند الحكم بكلمة ابتداء أو ابتدى، ومن الأفضل استخدام كلمة المصدر كلما أمكن ذلك، لأنه لا يتغير بتغيير المخاطب من المفرد للمثنى للجمع، أو من المذكر للمؤنث.
وإذا كانت الأحكام عددية فيجب ذكر كلمة بالعدد في أول تنبيه، أما إذا كانت الحركات توقيتية، فإن يجب ذكر بالتوقيت، أو بالتوقيت مع العدد قبل التنبيه، كما يجب أن يبين إلقاء الحكم سرعة الحركة الرياضية، فإن الحكم الحاد القصير يستخدم الحركات السريعة، مثل (ثني الذراعين)، فالحكم الأكثر طولاً وأقل حدة للحركات التي تتطلب سرعة متوسطة مثل رفع الذراعين.
كما قد يكون الحكم طويلاً بطيئاً للحركات التي تتطلب تحريك جزء كبير من الجسم اللاعب الرياضي، مثل حركات الجذع، أو للحركات البطيئة، مثل رفع الركبتين، حيث قد يكون خطأ المدرس أو المدرب الرياضي المبتدئ عادةً أن يقوم بالمناداة على التمرين الرياضي بأحكان عددية، أو أن ينادي على التمرين بأحكام بعضها عددي، أو أن قد يستخدم العدد للحركة ذات العدة الواحدة.