ما هي استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة:

استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي: وهي استراتيجية تعمل على التعلم بما يتوافق مع طريق عمل الدماغ الفرد الرياضي المتعلم، حيث أنها في الوقت نفسه تعمل على تنمية أنواع الذكاء الرياضي المتعددة ومهارات التفكير والمهارات الشخصية لدى الأفراد الرياضيين المتعلمين، كما تتيح قدراً كبيراً من المشاركة والإثارة داخل الوحدة الرياضية، حيث يتكسب الأفراد الرياضيين المتعلمين المهارات الحركية بصورة أكثر ويرتفع معدل أدائهم الحركي، حيث يتعاونون بشكل جماعي بطريقة مندمجة، ويطوّرون قدراتهم بما يضمن تحقيق تفاعل مميز.

حيث تنطلق استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي من فلسفة التعلم الحركي النشط، التي تعتمد على إيجابية الفرد الرياضي المتعلم في الموقف الرياضي، وتهدف إلى تفعيل دوره عن طريق العمل والبحث والتجريب واعتماداً على ذاته في الحصول على المعلومات واكتساب المهارات الحركية وتكوين القيم الاجتماعية.

وفضلاً عن ذلك تعمل استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي على تعزيز إتقان المهارات الحركية، عن طريق تحمل المسؤولية الفردية والجماعية للفرد الرياضي المتعلم، كما تدعم عدة مهارات، أهمها (مهارات التفكير، مهارات القيادة، مهارات العمل في ضمن الجماعة الرياضية وحل المشاكل، مهارات التواصل)؛ وذلك يجعل الفرد الرياضي المتعلم قادراً على التكيف مع المجتمع الرياضي المحيط بها.

فإن استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي تستمد فلسفتها من المتغيرات العالمية والمحيطة المعاصرة، حيث أن التعلم الحركي التفاعلي الرياضي يعد نتيجة مباشرة لهذه المتغيرات التي تتطلب إعادة النظر في أدوار الفرد الرياضي المتعلم والمدرس الرياضي، والتي تتطلّب بنقل محور الاهتمام من المدرس الرياضي إلى الفرد الرياضي المتعلم، مع جعل المتعلم الرياضي المحور الأساسي لعملية تعلم المهارات الحركية.

حيث أن فلسفة استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي تؤكد أن على التعلم الرياضي أن يرتبط بحياة الفرد الرياضي المتعلم ومجتمعه وواقعه واحتياجاته واهتماماته وميوله، كما يجب أن يحدث عن طريق تفاعل الفرد الرياضي المتعلم مع المجتمع الرياضي المحيط بها، بالإضافة إلى أن تنطلق من استعدادات الفرد الرياضي المتعلم وقدراته، كما أنها تحدث في جميع المواقف الرياضية التي ينشط بها الفرد الرياضي المتعلم.

كما قام علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية وعلماء الإدارة الرياضية بوضع عدة تعريفات لاستراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة، وأهمها:

  • هي الاستراتيجية التي تعتمد على التفاعل بين الفرد الرياضي المتعلم والمدرس الرياضي والمهارة الحركية المطلوب تعلمها، كما أنها هي عبارة عن التعلم الحركي الذي يؤكد على المشاركة التفاعلية للأفراد الرياضيين المتعلمين في أثناء تعلمهم للمهارات الرياضية.
  • هي استراتيجية يعمل فيها الفرد الرياضي المتعلم على شكل مجموعات صغيرة في تفاعل اجتماعي إيجابي متبادل يشعر فيه كل فرد رياضي متعلم أنه مسؤول عن تعلمه وتعلم الأفراد الآخرين؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف مشتركة.
  • هي مشاركة الأفراد الرياضيين المتعلمين مشاركة أساسية في بعض أنواع الأنشطة الرياضية الموجهة في الوحدة الرياضية، بحيث يؤدون ما هو مطلوب منهم إلى جانب الاستماع إلى المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي الذي يقدم المعلومات والمعارف الرياضية، أو يعمل على حل المشاكل التي تواجههم.
  • هي عبارة عن اتجاه يؤكد على استثمار وجود الفرد الرياضي المتعلم بوصفه محور العملية التعليمية للمهارات الرياضية المستهدفة، بحيث يبرز دوره ويكون فرداً رياضياً مشاركاً نشطاً على أن يقوم بعدة أنشطة رياضية تتصل بالمهارات الحركية المتعلمة، كما يتطلب إدارة الموقف الرياضي التعليمي إدارة ذكية بحيث يوجه الأفراد الرياضيين المتعلمين نحو الهدف.

أهمية استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة:

إن أهمية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي تظهر من خلال النتائج الإيجابية التي تحدث عند الفرد الرياضي المتعلم، وكما يأتي:

  • تصنع استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي جسراً يساعد الأفراد الرياضيين المتعلمين على عبور الفجوة بين عملية التعلم الرياضي والهدف منها؛ حيث أن ذلك عن طريق ما تضيفه لعملية تعلم المهارات الرياضية.
  • يشارك في استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي عدد كبير وهو أكبر من الأفراد الرياضيين المتعلمين في عملية تعلم المهارات الحركية مما يؤثر بشكل إيجابي في اتجاهاتهم نحو أنفسهم ونحو أقرانهم.
  • تساعد استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في تطوير خبرات اجتماعية بين الأفراد الرياضيين المتعلمين من جهة، وبين الأفراد الرياضيين المتعلمين والمدرس الرياضي والمدرب الرياضي من جهة ثانية.
  • الأفراد الرياضيون المتعلمون عندما يشتركون مشاركة نشطة في عمليات المهارات الحركية، فإنهم يتعلمون بشكل كبير، كما أن في استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي يكون الفرد الرياضي المتعلم فرداً نشط في عملية تعلم المهارات الحركية، حيث أنه يدير عملية تعلم المهارات الحركية بصورة ذاتية.
  • كما تتميز استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي بزيادة معدلات الأداء الحركي الرياضي، مع تحسين القدرات الخاصة لدى الأفراد الرياضيين المتعلمين، حيث أنها تساعد على نمو العلاقات الإيجابية؛ ممّا يحسن اتجاهاتهم نحو عملية التعلم الرياضي، وأيضاً لها دور في زيادة ثقة الأفراد الرياضيين بأنفسهم، بالإضافة إلى تنمية روح التعاون والعمل الرياضي الجماعي بين الأفراد الرياضيين المتعلمين.

خصائص استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة:

  • يشجع على التعلم الرياضي الجماعي، بسبب المشاركة الفاعلة بين الفرد الرياضي المتعلم والمدرس الرياضي والمدرب الرياضي؛ وذلك في أثناء تعلم المهارة الحركية مع الحصول على المعلومات والمعارف الخاصة بها.
  • تعمل استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي على تقوية بقاء المعارف والمعلومات بقاءً كبيراً؛ وذلك عن طريق مشاركة الأفراد الرياضيين مع بعضهم البعض.
  • تزيد استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي من مقدار التعلم الحركي الرياضي، مع ازدياد صعوبة المهارات الحركية والمفاهيم الخاصة بها، حيث أنها تتم عن طريق عمل المجموعة الرياضية بأكملها أو الفريق الرياضي.
  • كما أن المدرس الرياضي فيها ليس فرداً محاضراً، إنما هو مشرف وموجّه اجتماعي.

أسس استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة:

إن لاستراتيجية التعلم الحركي التفاعلي في الرياضة عدة أسس تساعدها على تحقيق أهدافها بأقل وقت وجهد ممكن، وأهم تلك الأسس:

  • تساعد استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي على اشتراك الأفراد الرياضيين المتعلمين في اختيار نظام عملية التعلم الحركي وقواعده وقوانينه.
  • تساعد استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي على اشتراك الأفراد الرياضيين المتعلمين في تحديد أهدافهم الاجتماعية الأساسية والتربوية.
  • تساعد استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي على تنوع مصادر عملية التعلم الرياضي، بالإضافة إلى الاعتماد على تقويم الأفراد الرياضيين لأنفسهم وزملائهم داخل الملاعب والساحات الرياضية.
  • استعمال أساليب التعلم الرياضي المتمركز حول الفرد الرياضي المتعلم التي تتناسب مع قدراته واهتماماته وأنماط تعلمه وأنواع الذكاء التي يتمتع بها.
  • تعمل استراتيجية التعلم الحركي التفاعلي الرياضي على توفير التواصل في الاتجاهات جميعها بين  الأفراد الرياضيين المتعلمين وبين المدرس الرياضي.
  • السماح لأفراد الرياضيين المتعلمين بالإدارة الذاتية لعملية التعلم الرياضي، كما لها دور في إشاعة جو من الطمأنينة والمرح في أثناء تعلم المهارات الحركية.
  • كما يجب أن يكون المدرس الرياضي ناقل للمعرفة والمعلومة الرياضية، حيث إن له دور في التخطيط لعملية التعليمية الرياضية وتصميمها، بالإضافة إلى دوره في استثارة فاعلية الأفراد الرياضيين المتعلمين ونشاطهم.

شارك المقالة: