التكامل بين منظورات العلوم السلوكية في علم الاجتماع الطبي
من المؤكد أن منظورات العلوم السلوكية ليست منفصلة بهذا الشكل الذي تناولناها به لغرض التحليل، وإنما هي متكاملة ومتداخلة فيما بينها، ﻷنها تهتم بالإنسان بؤرة هذه العلوم كلها.
من المؤكد أن منظورات العلوم السلوكية ليست منفصلة بهذا الشكل الذي تناولناها به لغرض التحليل، وإنما هي متكاملة ومتداخلة فيما بينها، ﻷنها تهتم بالإنسان بؤرة هذه العلوم كلها.
يركز هذا المنظور على دراسة الارتباط بين الثقافة والحة والمرض والوقاية والعلاج، وبالتالي تظهر دراساته نواحي هذا الارتباط، ولا سيما أهمية الثقافة في تعين أنماط الأمراض.
نظراً للاهتمام بموضوع الصحة والمرض، فإنه يجب استعمال المداخل المنهجية التي تتناسب مع طبيعته، وتساهم في بيان أبعاده وجوانبه، ومن أهم هذه المداخل المنهجية
ليس هناك قضية معاصرة احتلت الأهمية في وقتنا هذا مثلما احتلت مسألة التخلص من أسطورة التحرر من القيمة في طريق علم الاجتماع، فالمعرفة العلمية في نطاق هذا العلم.
وهو جزء من القيم والمعرفة الثقافية التي تكوّنت منذ عقود بعيدة المدى، نظاماً طيباً علاجياً يبنى على صور تقليدية من التصورات والسلوك والمزاولات التي هدفها مواجهة المرض طلباً للاستشفاء.
تتسم تفسيرات الأطباء وأهل الاختصاص للمرض وأسبابه بالطابع العلمي، فهي تفسيره تفسيراً مادياً حيث ترجع هذه الفئة سبب حدوث المرض إلى التغيرات المناخية أو نوعية الأغذية.
قبل الحديث عن ما هية علم الاجتماع الطبي ومجالاته ومحاولاته ينبغي أن نتطرق أولاً إلى العوامل أو الظروف التي ساعدت على التقاء الطبي وعلم الاجتماع وظهور ما يعرف علم الاجتماع الطبي.
أثبتت أغلبية البحوثات والدراسات المتوفرة على أن العوامل الاجتماعية لها دوراً ظاهراً في الصحة والمرض، وفي طريقة تقديم الخدمة الصحية نفسها، والإشارة على ذلك أن المكانة الاجتماعية مثلاً تعين نوع المرض.
يتضمن السياق الاجتماعي، الإطار الكامل الذي يندرج فيه الصحة والمرض، فيعطي لهما الطابع الاجتماعي، وتميزهما كظواهر، ذات الطابع الاجتماعي الذي يعلو على الطابع المنفرد.
يقصد بالنسق الاجتماعي عبارة عن مجموعة من الفئات أو الأفكار أو الأفراد الذين يتلاقون في صورة منتظمة أو علاقات، ويسودهم الاستناد المتبادل والتكاتف الوظيفي كوحدة.
وهي تعتبر من الخدمات العلاجية التي تقدمها بعض المستوصفات للموظفين والذين يعملون في الشركات والهيئات العامة، وتعد هذه الخدمات منفردة عن وزارة الصحة في إدارتها.
على الرغم من أن الأطباء يرسلون تجزئة العمل الطبي، إلا أن خدمات التمريض أساس رئيسي للرعاية المختصة بالمستوصفات، بل هي العامل شبه الوحيد المؤثر في الرعاية الطبية.
يتضمن علم الاجتماع الطبي الكثير من المصطلحات التي تدل وتتعلق بالصحة والمرض، وأيضاً بالنواحي الاجتماعية التي تقي وتعالج، ونظراً لتطوير هذا العلم، وقلة الدراسات التي بحثت وجرت، فإن تفسير هذه المصطلحات شيء مهم ورئيسي.
كل التنظيمات والهيئات أو المؤسسات التي تقدم أي خدمة صحية وطبية، سواء كان مباشراً أو عن طريق المؤسسات والتنظيمات والوحدات الرسمية، أو غير مباشر عن طريق الجمعيات والمنظمات المساندة لقطاعي الصحة والمرض.
تعتبر ثقافة المجتمع هي مجموعة الأفعال والأقوال والتصرفات والفعاليات التي ينقلها جيل إلى جيل وتنتقل من السلف إلى الخلف ويجب الالتزام بها والتمسك بها
وهي إجراءات يجب التخطيط لها هدف هذه الإجراءات القضاء على مسببات الأمراض سواء كانت هي الأسباب المباشرة أو تساعد على الإصابة بالأمراض ومن هذه الخدمات والمؤسسات التي تقوم بها.
الاعتقاد القديم السائد عن المرض أن المرض يصيب الأفراد بواسطة الميكروبات وهي الوحيدة والمسؤولة عن إصابة الأفراد بالأمراض ولكن الدراسات والأبحاث الحديثة في مجال الطب والعلوم أثبتت أن هناك عدة عوامل ومسببات للأمراض.
من أولويات الدول المحافظة على الصحة العامة وإبعاد المجتمع من الإصابة بالأمراض، حيث يتم وضع برامج صحة عامة لتكفل ذلك
إن علم الاجتماع الطبي جاء متأخراً بعض الشيء أي دراساته وتحليلاته الاجتماعية التي لها أثر واضح على قضايا الصحة والمرض فقد بدأت الدراسات الأولية في بدايات القرن العشرين
اختلف المختصون والعاملون في مجال علم الاجتماع ومجال الصحة حول تعريف شامل ووافي لعلم الاجتماع الطبي ﻷن التعريف سيسير حول خلفية المختص،
يتسم الارتباط بين المعالجين الشعبيين والأطباء المهنيين بعدم الثقة والشكوك المتبادلة حيث يرى الطب الحديث هؤلاء المعالجين الشعبيين كدجالين أو مشعوذين أو كالعرافين الذين يتظاهرون بأن هناك خطراًً كبيراً على سلامة مرضاهم.
يتمثل الطب الشعبي والمزاولات العلاجية بالعديد من النواحي السحرية الدينية المعقدة، مثل الرقي والتمائم وهي الخرزة التي تعلق على رقبة، والسحر، إلى ناحية الوسائل الكيميائية الأولية
يركز هذا المنظور على إظهار الارتباط بين الصحة والمرض، وبين مجموعة النظم الاجتماعية ذات الاتصال بهما، وبالتالي يعني هذا المنظور بالتحليل الكيفي، لاستخدام الصحة كوسيلة.
على الرغم من شدة إبعاد بين المنظور الثقافي والمنظور الاجتماعي، إلا أن هذا المنظور الاجتماعي يهتم على حاجات الحياة الأسرية، ومقتضيات العمل والأنشطة الاجتماعية بصفة عمومية.
عندما نأخذ قضية التنمية في المجتمعات فلا بدّ لنا أن نوضح المكان الذي تشغله الصحة على خريطة التنمية، ذلك أن الصحة لا تنفصل عن جميع عناصر عملية التنمية ولا يصح الإغفال عنها.
قبل البدأ بالتحدث عن العلاقة بين النظم الاجتماعية والصحة والمرض، هناك دلالة إلى أن الصحة تتأثر في عوامل كثيرة، إذ من الطبيعي أن الميكروبات ليست وحدها المسؤولة عن حدوث المرض
يقصد بطبيعة علم الاجتماع الطبي مكانته العملية بالنسبة للعلوم للعلوم الإنسانية والطبيعية، وعليه فهو علم يجمع بين المجال العلمي والمجال الإنساني والأدبي
تركيزه على دراسة العلاقة بين الواقع الاجتماعي والأمراض السائدة في المجتمع، وتحليله ﻵثار الصحة والمرض على المجتمع والبناء الاجتماعي، وربط معطيات الواقع الاجتماعي بالأمراض النفسية وأثر الأمراض.
بقيت الصورة العامة للمستشفيات، لفترة زمنية بعيدة، تنفرد في اعتبارها بناء فيزيقياً، يدخله المريضين للتعافي، كما تركيز الأهمية على القوى العاملة الطبية، لفترة زمنية طويلة.
اتخذ الطب الشعبي الصورة البشرية المتفوقه، التي عبأتها التقاليد، وبالأخص في التعاطف مع المحتاجين والعجزة والمجانين، وقد فاق الطابع البشري الاجتماعي على المزاولة الطبية في كافة المستشفيات،