طبيعة الخدمات المصرفية في البنوك الإسلامية
من أهم الأنشطة التي تقوم بها البنوك خلال ممارسة أعمالها الخدمات المصرفية، وهي من المعايير الأساسية التي تقوم عليها عملية المنافسة بين البنوك، ومورد مهم لتحقيق الإيرادات مقابل تقديم الخدمة.
من أهم الأنشطة التي تقوم بها البنوك خلال ممارسة أعمالها الخدمات المصرفية، وهي من المعايير الأساسية التي تقوم عليها عملية المنافسة بين البنوك، ومورد مهم لتحقيق الإيرادات مقابل تقديم الخدمة.
هناك ثلاثة آراء فقهية تحدّثت في التكييف الشرعي لوظيفة البنك الإسلامي، فأوّلها أنه يقوم بدور المضارب، والثاني أنه مضارب مشترك، والثالث أنّه يمثّل دور الجعيل في عقد الجعالة.
تقوم البنوك الإسلامية بدور مجتمعي تكافلي، يعكس الهدف الأساسي للمعاملات المالية من منظور إسلامي، ويظهر ذلك من خلال الخدمات التكافلية التي تقدّمها البنوك الإسلامية.
تتميّز البنوك الإسلامية عن غيرها من البنوك التقليدية غير الإسلامية، بأنَّها منضبطة بأحكام وقواعد ثابتة، تجعلها قادرة على البقاء والاستمرار في العمل، ومنافسة لغيرها من البنوك غير الإسلامية في الأداء، وتعود عوامل نجاح البنوك الإسلامية إلى عدّة عوامل، منها ما هي مشتركة مع البنوك التقليدية وأخرى انفردت بها البنوك الإسلامية.
المخاطر: هي أحداث ذات آثار سلبية على سير عمل البنك من الناحية الاستثمارية، قد تواجه الأعمال والنشاطات أثناء التنفيذ وبعده، ويمكن تحديدها من خلال دراسة الظروف الواقعية لبيئة للأعمال، لذلك اعتُبرت إدارة المخاطر علماً، يجب العمل عليه للوصول إلى المسار الصحيح لنشاطات البنك وتفعيله، ومعرفة الإجراءات المتمثّلة بأخذ الحذر من الوقوع في المخاطر، والأخذ بالمعايير الأساسية والضرورية للحماية عند دخول العمل في الأسواق المحلية والدولية، كما تقوم أغلب المصارف والبنوك الإسلامية باتباع هذه المعايير واعتمادها.
لا بدّ من تحديد منهج معيّن لعمل المراقب الشرعي في البنك الإسلامي، وتحديد أساليب ثابتة بعيدة عن العفوية والسرعة في القرارات، وبما أنَّ الرقابة الشرعية في البنوك الإسلامية وظيفة إدارية رسمية، تمَّ وضع خطة للأساليب التي يجب على المراقب الشرعي ممارسة عمله بناءً عليها، وتشمل هذه الأساليب التخطيط والتنظيم والشورى وغيرها.
المراقب الشرعي في البنك الإسلامي: هو الشخص الذي يتحقق من صلاحية تطبيق الفتوى الصادرة بشأن معاملات البنك وأعماله، ومدى موافقة هذه المعاملات لأحكام الشريعة الإسلامية، ويتحلّى المراقب الشرعي في البنك الإسلامي بصفات تُميّز الطابع الإسلامي في شخصيته، ويجب على المراقب الشرعي أن يكون على علم بعدة أمور، ليستطيع القيام بعمله على أكمل وجه.
إنَّ السياسات المالية للبنك الإسلامي تُعطيه خصوصية تُميّزه عن غيره من البنوك التقليدية، وهي سياسات مهمّة لأنَّها السبيل الأساسي لسير الأعمال وتطويرها في البنك الإسلامي، ومن خلالها تستطيع الإدارة العليا في البنك تحديد الأعمال اللازمة.
نظراً لعدم وجود مصارف إسلامية عملاقة، تضطر الدول الإسلامية النامية إلى الاقتراض من مصارف غير إسلامية، كالبنوك الدولية والمنظمات العالمية التي تعتمد على الفائدة، لتغطية العجز وتلبية الاحتياجات الاقتصادية اللازمة في ظل الظروف السائدة، الأمر الذي يتطلّب العمل على تسهيل التعاون بين البنوك الإسلامية والبنوك التجارية.
قبل البدء بعمل أي مؤسسة أو منظّمة لا بدّ من وضع هيكل تنظيمي للعمل فيها، لتنظيم الأعمال وترتيبها، وتوزيع المسؤوليات ليعرف كل شخص ما عليه من واجبات، وتحديد الأقسام ومسمياتها وأهدافها، ويتم بناء الهيكل التنظيمي للبنوك الإسلامية بناءً على أُسس محددة، للوصول إلى أعلى المستويات العالمية في مجال الإدارة والتنظيم، وملائمة النظام لكل فرع في البنك حسب خصوصيته، وتوافر الأقسام والمسميات التي من اللازم تواجدها في كافّة الفروع.
تصدّى علماء الأمة الإسلامية للبنوك والمصارف الربوية التي دخلت بلاد الإسلام، وحذّروا من التعامل معها لأنّ معاملاتها تقوم على أساس الربا المحرّم، لكن لم يقتصر دور العلماء على التحذير فقط، وإنّما تضمن البحث والدراسة لطرح البديل الإسلامي وإقامة المصارف الإسلامية، للتخلّص من الربا والأساليب الدنيوية التي سيطرت على معاملات المسلمين، والتي يتخلّلها الغش والخداع والأنانية، والتخلّص من التبعية الاقتصادية الغربية، وظهرت نتيجة لذلك تجارب مبدئية للعمل المصرفي.
انفردت البنوك الإسلامية بالتزام أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، في أعمالها وأنشطتها المصرفية والتجارية والاستثمارية، واختلفت البنوك الإسلامية عن البنوك التقليدية من حيث الهدف والمفهوم، ومضمون الأنشطة المصرفية والاستثمارية، ونظرتها إلى النقود، وغيرها من الميّزات التي اختصّت بها البنوك الإسلامية، حيث أنّها حملت صفات وميّزات الدين الإسلامي الذي نتباهى به في كل زمان ومكان.
هناك العديد من التحدّيات والصعوبات التي تواجه البنوك الإسلامية في عملها، وكلّفت العاملين عليها بجهود كبيرة للبحث والتقييم، وطرح الحلول الملائمة وفرض أحكام النظام في البنوك الإسلامية، وواجهت البنوك الإسلامية انتقادات ركّزت على سلبياتها مقابل تجاهل إيجابياتها في مختلف مجالات الاقتصاد والتنمية.
من أهم العناصر التي تركّز عليها البنوك الإسلامية في سير العمل فيها، الموارد البشرية والأخلاقيات التي تتصف بها، وهذا من الخصوصيات التي تنفرد بها البنوك الإسلامية عن التقليدية، وعلى الموظّف في البنك الإسلامي أن يتّصف بمواصفات حميدة ويتحلّى بأخلاقيات الإسلام.
إنَّ تحقيق السلامة الشرعية هو أساس صحّة المعاملات المصرفية في البنوك الإسلامية، لذلك يجب الحرص على الالتزام بالضوابط الشرعية، بالمتابعة من قِبل هيئات رقابة شرعية خاصة بالبنوك، مهمّتها متابعة نشاطات البنك وأعماله، وملاحقة التطورات والنصوص التي تقبل التطوير.