عادات الأعياد في اليمن

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد في اليمن:

تختلف تقاليد الشعب اليمني في الأعياد من منطقة لأخرى، حتى إذا كانت بدرجات متفاوتة أو حتى قليلة جداً. لكنها في مجموعتها تُعدّ عادات وتقاليد تقتبس قدسيتها من الأعراف الدينية ومن زمن حضاري أصيل، حيث استطاع اليمنيون عبر أجيالهم المتعاقبة الحفاظ عليها من الاندثار.

صلاة العيد في اليمن:

يبدأ العيــد في دولة اليمــن بعد صلاة الفجر مباشرة، حيث يخرج الناس في جماعات صغيرة من أحياء مختلفة يقومون بترديد الأدعية المأثورة والصلوات النبوية، باتجاه “الجبانة” (ساحة واسعة ومفتوحة) في أطراف المدينة أو القرية لأداء صلاة العيد.

وبعد الانتهاء من الصلاة والاسماع إلى الخطبة، يقبل الأولاد والشباب لمصافحة الأباء ومنهم أكبر سناً، ليبدأ الجميع بعدها في زيارات الأرحام ومقابر الموتى.

عسب العيد اليمني:

يعتبر العسب من أبرز العادات والطقوس القديمة والمتوارثة في الأعياد لدى الشعب اليمني، إذ ترتبط بكل من عيد الفطر وعيد الأضحى. فهي تحمل الكثير من معاني الحب والوفاء لجميع أبناء الشعب اليمني، فهذه الرسالة تدخل الفرح والسرور إلى قلوب الكثير من أطفال الشعب اليمني.

وبالرغم من تبدل ظروف الحياة اليمنية، وتجدد ثقافات العصر إلّا أن هذه العادة بقيت من المواريث الراسخة التي لا زال الشعب اليمني يجدون فيها متعة كبيرة في إحيائها في أعيادهم دون أي حرج من إعطاء أو تلقي العسب.

العسب: هو مبلغ نقدي من المال يمنحها الشخص الكبير للصغير، والرجل لزوجته من أهله وأقاربه وأنسابه، خلال زيارتهم في منازلهم لتقديم التهاني والتبريكات بحلول العيد.

العادة لدى الشعب اليمني تكون من خلال إعطاء العسب قبل مغادرة المنزل، بعد آداء مراسم السلام والتهاني والتبريكات التي يتخللها تقديم القهوة اليمنية الشهيرة، أو العصائر والكعك بمختلف أنواعه وتشكيلاته، إلى جانب أصناف متنوعة من الحلويات والمكسرات كالزبيب، الذي تشتهر اليمن بإنتاج أنواع مختلفة منه وكذلك الفستق واللوز والفول السوداني.

وعادةً يجتمع الأطفال فى جماعات تضم مجموعة من الأخوة والأخوات من أسر تجمع بينها صلة قرابة مشتركة، حيث يبدأون الذهاب من بيت لآخر، حيث يسلم الأطفال على أهل البيت ويشربون ويأكلون مما يقدّم عادة، وعند نهاية السلام يمنحهم صاحب البيت أو صاحبته مبلغاً من النقود أي عسب العيد.

رقصة البرع والنصع اليمنية:

إن من أبرز طقوس العيد لدى أبناء الشعب اليمني في المحافظات الشمالية والجنوبية، رقصة البرع وتحدي النصع اليمني، حيث يجتمع الشباب والرجال في أماكن مفتوحة ويرقصون على قرع الطبول وأصوات المزمار سوياً.

ويلوّح الراقصون بخناجر نحاسية تُربط في خواصرهم، ويسمونها “الجِنابي”، ممسكين أيضاً برشاشات نارية خفيفة وأخرى قوية أو ما يعرف بـ “الكلاشنكوف”. وعند انتهائهم من الرقص، يقوم سكان تلك الأنحاء اليمنية بوضع أهداف يتداولون التصويب نحوها، في تقليد يطلقون عليه اسم “النصع″.

أماكن الترفيه اليمنية:

يفضل الكثير من أبناء الشعب اليمني السفر مع عائلاتهم إلى مناطق سياحية وساحلية، مثل منطقة عدن؛ لقضاء إجازات العيد، فيما يكتفي البعض بالذهاب إلى الحدائق العامة والملاهي المتواجدة كلاً في نطاق مدينته. لكن اللافت هو أن العيد في اليمن يمثل موسماً لعودة كثير من سكان المدن الرئيسية إلى الريف والقرى الأصلية لهم، على نحو شبيه بالهجرة العكسية.

ذ يحرص كثير من قاطني المدن الرئيسية الكبرى، وخاصة العاصمة صنعاء على الاحتفال بمثل هذه المناسبات في الأرياف؛ ذلك باعتبارها فرصة للالتقاء بالأهل وأفراد العشيرة جميعهم الذين قد لا يجتمعون مع بعضهم في الأعياد، وينظر هؤلاء إلى العيد باعتباره مناسبة جيدة لاستعادة شيئاً من دفء العلاقات الأسرية والاجتماعية التي خفَّ وهجها في زحمة الانشغالات اليومية.

مأكولات العيد اليمنية:

لا تزال أطباق العيد المميزة في المنازل اليمنية تحتفظ بجميع أشكال اللوز البلدي والزبيب، رغم عن ذلك امتلاء الأسواق بأنواع مختلفة من الحلويات والشوكولاته المستوردة من البلدان المجاورة. وهي الميزة التي تكاد تجعل العيد في اليمن، يكون متفرداً بطقوسه من خلال العودة إلى الزمن القديم، وعدم استساغة إدخال مفردات جديدة في طقوس الاحتفال في العيد في اليمن.
ومن المأكولات التي يتناولها اليمنيون في صباح يوم العيد، إلى جانب ذلك أنواع الحلويات والكعك والكيك والمكسرات التي تسمى “جعالة العيد”، حيث يتناولون التمور ووجبات متعددة مثل فتة اللبن مع السمن البلدي والعسل، أما في وقت الظهيرة فيتناول اليمنيون طبق الزربيان والكبسة وهي أطباق يمنية، إذ يُعدّ الأرز واللحم من أبرز مكوناتها، يضاف إليها الزبيب والبطاطا وأنواع مختلفة من البهارات، بالإضافة الى وجبات كالعصيد والسلتة وبنت الصحن والكنافة وغيرها من المأكولات المتنوعة بتنوع المكان أو المدينة.


شارك المقالة: