من هو عالم النفس المعرفي؟

اقرأ في هذا المقال


أحدث النهج المعرفي ثورة كبيرة في علم النفس في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، حتى أصبح النهج السائد في علم النفس بحلول أواخر السبعينيات، حيث كان الاهتمام في العمليات المعرفية استعيد تدريجياً من خلال عمل جان بياجيه وتولمان؛ وجد كتاب تولمان”السلوك الهادف في الحيوانات والإنسان” في عام 1932 صعوبة في تفسير العمليات المعرفية، كان رأي علماء السلوك أن التعلم حدث نتيجة للارتباطات بين المحفزات والاستجابات؛ حيث أشار إلى هذه العلاقات بالخرائط المعرفية.

من هو عالم النفس المعرفي؟

عالم النفس المعرفي هو متخصص في الصحة العقلية أو النفسية يسعى لفهم طبيعة الفكر عند البشر، يهتم علماء النفس المعرفي بشكل عام بموضوعات مثل حل المشكلات والاسترجاع والنسيان والتفكير والذاكرة والانتباه والإدراك السمعي والبصري، في كثير من الأحيان يعمل علماء النفس المعرفي كباحثين علميين؛ إما في مركز أبحاث أو في مركز أكاديمي حيث يمكنهم التدريس أيضاً كأستاذ أو في قطاع آخر مثل مجال التكنولوجيا أو في عالم الشركات أو للجيش.
وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية فإن علماء النفس المعرفيين موجهون نحو البحث وغالباً ما يدرسون العمليات العقلية مثل التعلم والشعور والمعرفة والتفكير، إنهم يعتقدون أن بإمكانهم إجراء تجارب لفحص هذه العمليات العقلية علمياً، بذلك يستخدمون المهارات ذات الصلة بالاتصالات والإحصاءات والبحث والنموذج العلمي.
عادة ما يتم توظيف علماء النفس المعرفي كأساتذة باحثين أكاديميين؛ هؤلاء الأفراد يوازنون وقتهم مع طلاب الجامعات والإشراف على هؤلاء الطلاب الذين يعملون على أطروحتهم أثناء إجراء أبحاثهم الخاصة ونشر نتائجهم في التقارير العلمية أو المجلات، قد يقوم علماء النفس المعرفي أيضاً بإجراء أبحاث كمتخصصين في العوامل البشرية أو للمقاولين أو الوكالات التابعة للجيش أو مجالس المدارس أو المناطق كجزء من المجتمع القانوني.
كذلك نيابة عن الشركات التي ترغب في تقييم مدى سهولة استخدام المنتج يكون الهدف من بحث علماء النفس المعرفي هو تطوير فهم أفضل لكيفية عمل العقل، يفعلون ذلك لمساعدة الآخرين بما في ذلك أولئك الذين قد يعانون من عجز في الذاكرة أو صعوبات في التعلم في بعض الحالات، كما يركز علماء النفس المعرفي على العمليات العقلية واكتساب المعرفة بدلاً من السلوك ويشرحون التعلم من حيث كيفية معالجة المتعلم للمعلومات وتنظيمها داخلياً، أيضاً يفترضون أن المتعلمين يلعبون دور كامل في تعلمهم بدلاً من التحكم بالبيئة والمحفزات.
قد ينتج التغيير السلوكي من التعلم لكنه ليس تلقائي؛ وفقاً لوجهة النظر هذه يتم تعلم المعرفة والتغييرات في المعرفة؛ حيث تجعل التغييرات في السلوك ممكنة، المتعلمين بالفعل المعرفة ذات أهمية حاسمة في التعلم؛ لأن المعرفة الحالية تحدد كيفية فهم التجارب الجديدة وما يلاحظه المتعلمون أو يتذكرونه أو يتجاهلونه وما الذي سينتبهون إليه، وفقاً لوجهة النظر المعرفية، فإن فهم العالم والتعامل مع التجارب والظواهر غير المألوفة هو القوة الدافعة الرئيسية وراء التعلم، يتم بناء المعرفة الجديدة من قبل الفرد من خلال المشاركة النشطة مع البيئة وهي عملية فردية للغاية؛ أما المبادئ الأساسية التي يجب تذكرها هي:

  • التعلم هو تغيير مفاهيمي وليس تغيير سلوكي يمكن ملاحظته أو اكتساب بسيط للمعلومات.
  • قد يؤدي التغيير المفاهيمي إلى تغيير صريح في السلوك.
  • ينشئ المتعلمون معرفة جديدة من خلال معالجة المعلومات التي يتلقونها من بيئتهم.
  • يعتمد بناء المعرفة الجديدة على التعلم المسبق؛ حيث تتم معالجة المعلومات الواردة وتنظيمها وفقاً للمعرفة الحالية أو المخطط.
  • هناك نوعان من المعرفة؛ المعرفة التقريرية مما يعني معرفة ذلك (مثل الحقائق)، كذلك المعرفة الإجرائية مما يعني معرفة كيفية القيام بشيء ما.
  • يجب أن يشارك المتعلمون بنشاط في مهام التعلم والتي يجب أن تكون ذات صلة وذات مغزى.

تركيزات وتخصصات علماء النفس المعرفي:

يميل علماء النفس المعرفي إلى التخصص في مجال واحد أو عدد قليل من المجالات مثل علم اللغة النفسي والشيخوخة والإدراك وعلم نفس التفكير وعلم نفس النمو، كذلك الهندسة المعرفية وعلم الأعصاب المعرفي أو علم النفس العصبي والنمذجة المعرفية؛ ستشمل تخصصات علم النفس هذه موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي والعوامل التي تؤثر على الانتباه والتركيز واسترجاع الذاكرة واضطرابات الذاكرة وفهم القراءة والمعالجة البصرية والتحفيز المرتبط بالعمل أو المدرسة، كذلك تطوير اللغة وعلاقتها بالذاكرة والعلاقة بين القرار؛ صنع العواطف والأخلاق.
قد يكمل عالم النفس المعرفي درجة البكالوريوس في علم النفس الذي يقدم دورات أو خيار التخصص في علم النفس المعرفي، تقدم العديد من الجامعات درجة البكالوريوس في علم الأعصاب السلوكي والعلوم المعرفية ودرجات مماثلة، تُعد درجة البكالوريوس الطلاب للعديد من المهن مثل ممثلي الموارد البشرية وأخصائيي العلاقات العامة والفنيين النفسيين ومساعدي الأبحاث ومتخصصي العوامل البشرية.
سيسمح إكمال درجة الماجستير في علم النفس المعرفي للخريجين بممارسة مهن مختلفة؛ مثل المعالجين الإدراكيين أو محللي العمليات أو السياسات ومهندسي العوامل البشرية والإداريين في معاهد البحوث ومساعدي البحوث أو المنسقين والقياسات النفسية؛ الدرجة الرسمية لعلماء النفس المعرفي هي درجة الدكتوراة في علم النفس المعرفي والذي يساهم في فتح الأبواب لأدوار الخبراء في هذا المجال مثل الباحثين والاستشاريين والأساتذة والعلماء.
خريجو علم النفس الذين ربما وجدوا سابقاً مناصب في التدريس يقومون الآن ببناء وظائف بحثية كعلماء نفس معرفي في الجيش الأمريكي والمنظمات غير الربحية والشركات الخاصة والحكومة على المستويين الفيدرالي ومستوى الولايات، يتم تشجيع علماء النفس الأكاديميين بما في ذلك علماء النفس الإدراكي أو المعرفي، على طلب الترخيص للمساعدة في تمييز أنفسهم عن المنافسة والحصول على أفضل عروض العمل الممكنة لخبرتهم وتعليمهم.

بيئة العمل:

يعمل علماء النفس المعرفي في العديد من البيئات المختلفة من الفصل الدراسي إلى المختبر ومن المكتب الحكومي إلى مرفق علم الأعصاب، سيقضي الشخص يومه في العمل بشكل تعاوني مع علماء نفس آخرين من جميع المعتقدات وعلماء الأعصاب واللغويين وعلماء الكمبيوتر وغيرهم من المهنيين الذين يرغبون في فهم كيفية عمل أدمغتنا ولماذا نتعلم ونتصرف كما نفعل، كما سيتم دمج كل شيء من تصوير الدماغ إلى القياس النفسي؛ تفسير الاختبارات الكمية لقياس الذكاء والكفاءة وسمات الشخصية في بيئة العمل اليومي.

ماذا يفعل علماء النفس المعرفي؟

  • إجراء بحث في عملية التفكير البشري.
  • التدريس في الكليات والجامعات.
  • العمل في الجهات الحكومية.
  • العمل كمستشارين للعوامل البشرية أو مديرين تنظيميين صناعيين.
  • دراسة الدماغ البشري والذاكرة بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر.
  • العمل مع مرضى الزهايمر أو مرضى فقدان الذاكرة.
  • العمل مع الأطفال لفهم تكوين الذاكرة.
  • تعليم المهارات اللغوية وحل المشكلات.
  • العمل في النظام القانوني ودراسة العمليات العقلية للمجرمين والشهود والمحلفين والقضاة.
  • التعليم والتدريس المعرفي.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس المعرفي، عماد الزغولعلم النفس المعرفي، حسام الدين أبو الحسنعلم النفس المعرفي، عدنان يوسف العتوم


شارك المقالة: