ما هي قصة اختراع آلة الحلب الأتوماتيكية؟
كان المزارعون يقومون بحلب الأبقار يدويًا وكان هذا الأمر شاقًا ومجهدًا، بقيت تلك الآلية لحلب الأبقار دون تغيير حتى بدأت آلية ابتكار واستحداث آلات خلال تسعينات القرن التاسع عشر والثورة الصناعية لإنشاء آلة حلب الأبقار الأتوماتيكية التي مر على ابتكار تلك الآلات حوالي 100 عام وحتى أكثر، منذ أن تم ابتكارها أحدثت ثورة في مجال إنتاج الألبان وتصنيعه حول العالم، وجدت أدلة على استخدام آلات حلب بدائية حوالي 300 قبل الميلاد، من قبل قدماء المصريين.
اختراع آلات حلب الأبقار وجهود المخترعين والأشخاص في ابتكارها:
في الواقع توالت جهود الأشخاص والمخترعين في تصميم الآلات منها ما كان غير مُجدي وفعّال ومنها ما كان فعّال مع ذلك تم استخدامها في المزارع لتخفيف العمل الشاق على المزارعين بدل آلية الحلب اليدوية، عام 1819م تم ابتكار آلة الحلب بالقسطرة لأول مرة، حيث أنّها كانت عبارة عن أنابيب آلية مصنوعة من الخشب، كانت بدائية ولم تلقى قبول واسع، عام 1851م قام كل من (Hodges and Brockenden) بتطوير آلة حلب متصلة بمضخة يدوية.
تم تشغيل تلك الآلة عن طريق الضغط، في نفس العام، قامت آنا بالدوين بتطوير آلة مماثلة، وتم تأسيس شركة بالدوين التي اعتبرت من أوائل الشركات الأمريكية التي حصدت على براءات الاختراع في آلية الحلب، مع ذلك لم تكن ناجحة، عام 1860م اخترعت (L.O) أول آلة حلب بالشفط تعمل يدويًا، في الواقع كان أشهر مخترعي آلات الحلب المبكرة في أمريكا، تم تقديم آلة حلب عام 1870م، لكن كانت غير مُجدية وغير فعّالة، كما أنّها لم تكن هذه الآلات مثل تلك التي نراها اليوم.
في الواقع جميع تلك الآلات لم تكن عملية حيث أنّها كانت تسبب الأذى للأبقار وتُؤدي إلى تلوث الحليب، تم إنتاج نماذج أخرى قامت باستخدام الضغط الميكانيكي، أيضًا هذا الأمر لم يكن مجدي، بعد مرور فترة من الوقت تم تصميم أنظمة الحلب الأوتوماتيكية، تكمن شعبية تلك الآلة في سهولة استعمالها مقارنةً بالآلات الأخرى، عام 1889م دخلت أول ماكينات الحلب في (Murchland) التي سُمّيت باسم مخترعها (William Murchland).
في نفس العام في اسكتلندا قام ويليام مورشلاند بابتكار آلة حلب لكنها لم تعمل بإتقان، في الواقع بدأت الثورة في إتقان آلات الحلب باستعمال مضخة ميكانيكية عملية للغاية بواسطة نورمان دايش، تم الإقرار بابتكار دايش كابتكار أفاد المزراعون واختصر عليهم الوقت والجهد بعد عدة سنوات من تصميمه للآلة، بدأت القصة في بداية القرن التاسع عشر عندما قرر دايش بابتكار آلة تمكنه من إتمام آلية الحلب بسرعة وبإتقان بمساعدة صهره الذي كان مهندسًا حيث قاما بتطوير آلة تسمح للمزارعين بحلب الأبقار ميكانيكيًا.
أحدثت آلة دايش نجاحًا فوريًا واعتبرت آلة عصرية من نوعها ومريحة وعملية وكانت أكثر آلة لاقت قبولًا واسعًا، كما حصل على أكثر من 20 براءة اختراع لآلته وقام بالسفر من وايرارابا إلى نيويورك في عام 1913م آملًا بالعثور على شركة تقوم بمساعدته على الترويج لاختراعه وتحسين تصميمه ودعمه، وأخيرًا في نيويورك، وبواسطة شركة ديلافال التي ساعدته في تطوير آلته ثم في عام 1917م، تم إطلاق الآلة والترويج لها والسماح لكافة المزارعين باستخدامها.
أحب المزارعون آلة دايش وحققت له أرباح كبيرة، توفي بنوبة قلبية في عام 1924م، أثناء عرضه للآلة في معرض بالمرستون، بعدما أحدث اختراعه تحولًا في زراعة منتجات الألبان، عام 1922م اخترع هربرت مكورناك أداة الحلب، تضمنت هذه الآلة الجديدة حركة سحب أتوماتيكية إلى لآلات الحلب السابقة، عام 1971م تم تسجيل براءة اختراع أول نظام حلب أوتوماتيكي في ألمانيا الشرقية بعدها بعام بدأت وزارة الزراعة ومصايد الأسماك اليابانية في تطوير تقنية جديدة لآليات الحلب.
عام 1980م في هولندا قامت شركة (NEDAP) بتطوير أنظمة إلكترونية لتعريف الأفراد بآلات الحلب الأتوماتيكية وتدريبهم على استخدامها في الحظائر والمزارع، عام 1986م قامت المحطات الزراعية (Hokkaido Konsen) ومعاهد (Hokkaido Industry Research Institute) باستحداث تقنيات جديدة لآليات الحلب وربطها مع التقنيات المتطورة حتى ظهر ما يسمّى بروبوت الحلب.
قامت الدول بالعمل على تطوير تلك الآلات المتعلقة في أتمتة الحلب، بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا الغربية وفرنسا والدنمارك، عام 1990م تم اختبار تلك الأنظمة الأوتوماتيكية في فرنسا، ووجدت قبولًا وسعًا، لقد مثلت آلية أتمتة الحلب أحد أهم التطورات التكنولوجية في صناعة الألبان لسلامة إنتاج الحليب وتخفيف العمل المرهق على العاملين والمزارعين واختصار الوقت.
