أهم الإجراءات التي اتبعها الرسول في ممتلكات يهود بني قينقاع:
لقد كان بنو قينقاع يعملون في الكثير من المجالات والصناعات، حيث إنهم عملوا في مجال الصناعة وفي الحرف اليدوية وخاصة في مجال الصياغة، إلا أنهم لم يكن لهم أية أراضي أو مزارع ملكٌ لهم.
نقض العهد:
عندما نقض بنو قينقاع عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في الفترة ما بين غزوة بدر وغزوة أُحد في السـنة الثانية والثالثة للهجرة النبوية الشريفة، سار عليه الصلاة والسلام مع جيش من المسلمين إلى بني قينقاع، حتى يحاصرهم، لكنهم لم يقاتلوا، ولم يقوموا برمي أي سهم حتى أنهم قد استسلموا، ومن ثم نزلوا عند حكم رسول الله صلى الله عليهم فيهم، وبعد ذلك تدخل حليفهم كبير المنافقين الذي يسمى عبد الله بن أبي بن سلول، وهو أحد زعماء الخزرج، حيث إنه دخل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم للرأفة بهم، فحكم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لهم نساءهم ولهم أولادهم، وأن على بني قينقاع أن يجلوا من المدينة المنورة.
عند ذلك قام عبادة بن الصامت وهو أحد سراة قبيلة الخزرج، بالقيام بالإشراف على رحيل بني قينقاع مـن المدينة، حينها رحلوا عن المدينة المنورة ومن ثم نزلوا في منطقة أذرعات في الشام، وبذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاز على ما لديهم من أموال ومن ممتلكات، وقد ذكر الرواة أن الممتلكات كانت عبارة عن أسلحة وسيوف، إلى جانب كل من الدروع والرماح وآلات عديدة من الصياغة التي كانوا يعملون بها.
ولكنهم لم يصفوا تلك الأموال بالغنيمة أو بالفيء، ولعل في تلك المرحلة المبكرة لـم يكن دين الله الإسلام قد أوضح موقفه من الغنائم، ويذكر الصحابي الجليل محمد بن مسلمة الأنصاري أن رسـول الله صلى الله عليهم قد قام بجمع الأموال وذلك بعد تخميسها ( أي خمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأربعة أخماس للمسلمين) فقـال: “وكـان أول خمس خمسة رسول الله في الإسلام”، حيث يشير ذلك إلى أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قد تعامـل مـع أموال بني قينقاع وكأنها كانت غنيمة في قتال.