احتدام القتال من جديد في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


احتدام القتال من جديد في غزوة حنين:

وبعد استجابة الصحابة المنهزمين لنداء النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الحبيب عبر صوت عمه العباس رضي الله عنه، احتدم القتال بين جيش المسلمين وجيش هوازن كأعنف ما يكون، فكان هناك قدرات في ساحة المعركة رهيبة وساحقة، وتحول موقف هوازن وجنوده في لحظات من الهجوم إلى الدفاع، وقاتل جيش المسلمين جيش المشركين بغيظ وغلظة، فصبروا صبراً عظيماً حتى كتب الله سبحانه وتعالى لهم النصر المؤزر، وانهزم جيش هوازن وجنوده هزيمة مدمرة ساحقة، لم يهزم مثلها أحد من العرب عبر التاريخ.

تحطم كبرياء هوازن والجيش والجنود الذي قد هزها بسبب نصرها المفاجئ المؤقت عند المواجهة الأولى، ونزل بها الذل والهوان والضعف والرعب، والهزيمة التي ما كان أحد من قادتها يتصور أنّها ستحصل لهم حينها، أو حتى سيتمكن جيش المسلمين من عدم مواصلة الانهزام حتى مكة، أو حتى البحر، كما قال أحد الذين أسلموا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم من المنافقين.

كل ذلك حدث بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ثبات رسول القائد الشريف، بأبي وأمي هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والذي كان ثباته مكانه ومهاجمته المشركين ساعة انهزام المسلمين، رغم أنّه لم يثبت معه سوى مائة من الصحابة الكرام، سبباً في رفع رصيد جيش الإسلام والمسلمين بالمعركة في حساب النصر من الصفر حتى أعلى رقم في حسابات الفوز والغلبة.

فقد خجل جيش المنهزمين المسلمين حين علموا أنّ رسولهم الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام  ثابت مكانه، يصارع أمواج الجيش الهوازني بقيادة القائد الملك مالك بن عوف، وهم يفرون منهزمين، خجلوا حين سمعوا المناشدة النبوية بدعوتهم إلى العودة إلى ساحة القتال حول رسولهم الشريف، فرجعوا وانقضوا على العدو بحنق وغيظ، وكأنّهم الرياح العاتية تكتسح كل شيء يعترضها، حتى أنّ أحدهم کي يكون أسبق العائدين إلى ميدان القتال، رمى خطام جمله، ثم قفز من على ظهره حاملاً سيفه ورمحه وهو يجري بأقصى سرعة إلى حيث يقف النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف  لمجالدة المشركين.

وكما كان جيش المسلمين في هزيمتهم عند المواجهة الأولى يدوس بعضهم، صاروا أشد من ذلك في الازدحام، حينها عادوا إلى ميدان الشرف والقتال مع رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم الشريف، ونفضوا غبار الهزيمة عن وجوههم، حتى كادت رماحهم تصيب نبي الله صلى الله عليه وسلم من شدة الازدحام حوله لمقاتلة جيش المشركين الهوزاني.


شارك المقالة: