الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ساعة الهزيمة في بداية غزوة حنين:
وقد قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه عندما وصف ثبات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وثبات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعاً: “فسمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم والتفت عن يمينه ويساره والناس منغلبون، وهو يقول يا أنصار الله وأنصار نبيه صلى الله عليه وسلم، أنا عبد الله ورسوله صابر، قال: ثم تقدم بحربته وعدته وجنده أمام الناس، فو الذي بعثه بالحق، ما ضربنا بسيف ولا طعنّا برمح حتى هزمهم الله سبحانه وتعالى، ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم إلى العسكر وأمر بقتل من قدر عليه منهم، وجعلت هوازن وجندها من تولى وثاب من انهزم من المسلمين”.
وقد جاء في كتب التاريخ ذكر أسماء رجال من الصحابة الكرام الأخيار ثبتوا مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الشريف، بينهم الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والعباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب والفضل ابن العباس وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد الخزرجي، والصحابي أسامة بن زيد و الصحابي حارثة بن النعمان رضي الله عنهم جميعاً.
فعن عاصم بن عمرو ابن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه، قال: “لما انكشف الناس والله ما رجعت راجعة هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى عند الرسول الشريف محمد صلى الله عليه وسلم الكريم مكتفين، قال: والتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ إلى أبي سفيان بن الحارث وهو مقنع في الحديد، وكان ممن صبر يومئذ، وهو آخذ بثغر بغلة الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف قال: من هذا ؟ قال: ابن أمك يا نبي الله الشريفة، ويقال إنه قال : من أنت. قال : أخوك فداك أبي وأمي -الصحابي أبو سفيان بن الحارث، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: نعم أخي – ناولني حصى من الأرض، فناولته فرمى بها في أعينهم كلهم وانهزموا”.
وقال الواقدي : “قالوا : فلما انكشف الناس انحاز نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف عن ذات اليمين وهو واقف على دابته لم ينزل إلا أنه قد جرد سيفه وطرح غمده، وبقي نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته العباس وعلى والفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبید الخزرجي وأسامة بن زيد جميعهم رضي الله عنهم، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهم”.