الرسول صلى الله عليه وسلم يتحرك إلى الطائف بعد غزوة حنين:
وبعد انتهاء واقعة غزوةحنين على النحو الذي قد انتصر فيه جيش المسلمين ذلك الانتصار العظيم الساحق على جيش هوازن، وبعد أن بعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الشريف بالغنائم والسبايا إلى الجعرانة، وهي منطقة قرب مكة المكرمة، أخذ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مطاردة القوات الرئيسية من جيش هوازن بنفسه، وكانت تلك القوات من قبيلة ثقيف، وهم الذين قد هربوا ولجؤوا إلى حصنهم ومن ثم اعتصموا به في مدينة الطائف.
وقد كان الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه على مقدمة الجيش الإسلامي إلى الطائف، فعندما قرر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التحرك إلى مدينة الطائف، وذلك لمطاردة قبيلة ثقيف، فجعل الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه على مقدمة جيش المسلمين.
وكان القائد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه دائماً منذ خرج الجيش النبوي من مكة المكرمة إلى وادي حنين على الخيل، كما أنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف استخدم الأشخاص العارفين بالطرق، وذلك حتى يسيروا أمام الجيش في طريقه إلى مدينة الطائف.
وما زال النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف يقوم بعملية المطاردة حتى وصل إلى مدينة الطائف، وقد سلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف بجيش الإسلام والمسلمين إلى مدينة الطائف وادي نخلة وهو المعروف اليوم (باليمانية)، كما أنّه قد سلك وادى ليّة المشهور.
قال الواقدي: “وقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف للقائد الصحابي خالد بن الوليد من وادي حنين على مقدمته وأخذ يسلك به من الأدلاء إلى مدينة الطائف، فانتهى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم إلى مدينة الطائف وكانت قبيلة ثقيف قد رموا أي أصلحوا حصنهم، ودخلوا فيه منهزمين ومنغلبين من وادي أوطاس وأغلقوه عليهم، وهو حصن على مدينتهم له بابان، وصنعوا الصنائع للقتال وتهيأوا ، وأدخلوا حصنهم ما يصلحهم لسنة لو حوصروا”.
وقال ابن إسحاق: “ولما قدم فّل قبيلة ثقيف(أي المنهزمون من ثقيف) إلى مدينة الطائف، أغلقوا أبواب مدينتها وصنعوا الصنائع للقتال، ولم يشهد وادي حنين ولا حصار مدينة الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة، كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق والضّبور، ثم سار نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الى مدينة الطائف حين فرغ من وادي حنين، فسلك على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على الميح، ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه، ثم إنّه أقام ببحرة الرغاء حين نزلها بدم، وهو أول دم اقيد به في الإسلام، رجل من بني ليث قتل رجلاً من قبيلة هذيل، فقتله به، وأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف وهو بليّة بحصن الملك القائد مالك بن عوف ( قائد جيش هوازن ) فهدم، ثم سلك في طريق يقال لها (الضيقة) ، فلما توجه سأل عن اسمها؟ فقيل له: الضيقة، فقال له: بل هي اليسرى ثم خرج منها على نخب حتى نزل شكرا يقال لها الصادرة قريباً من مال رجل قبيلة ثقيف، فأرسل إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف: إمّا أن تخرج وإمّا ان تخرب عليك حائطك، فأبى أن يخرج فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف بإخرابه”.