إنَّ الحديثَ النَّبويَّ الشَريفَ علمٌ مرَّ بمراحلَ عبرَ سنواتِ الرِّوايَةِ منْ حيثِ طيقاتِ السَّنَدِ، وقدْ كانَتْ بداياتُه منْ زَمَنِ الصَّحابَة رضوانُ اللهِ عليهِم وكانوا بدايَة انْطلاقِ روايَتِه ونقلِه ثُمَّ جاءَ منْ بعدِهمْ زَمَنُ التَّابعينَ الّذينَ واصلوا المسيرةَ ليصلَ الحديثُ إلى أصحابِ كتبِ الحديثِ مَرويَّاً بالسَّندِ المُتَّصِلِ ليصلَ إلى كلِ الأمَّةِ في كلِّ زمانٍ ومَكانٍ، وما زلنا نَتَسَلْسَلُ في الحديثِ عنْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ ووقوفِنا في محَطَّةِ التَّابعين لنَذهب إلى راوٍ منْهمْ، ووصلنا أخيراً إلى التَّابعيِّ الجليل العلاءِ بنِ زيادٍ البَصْرِيِّ يرحَمُهُ اللهُ، فَتَعالوا نَقْرَأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.
نبذة عنِ العلاء بن زياد:
هوَ التََّابعيُّ الجليلُ: أبو نَصْرٍ، العلاءُ بنُ زيادٍ، منْ التَّابعينَ الكِبارِ منْ حيثِ قرْبِهِمْ منْ عهدِ النُّبُوَةِ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، كانَ يَسْكُنُ البَصْرَةَ بالعراقِ وكانَ يعْرَفُ بالعلاءِ البَصْرِيِّ، رويَ عنْه أنَّه كانَ شديدَ الوَرَعِ والعِبادَةِ وقِلَّةِ إختِلاطِه بالنَّاس، ومنء كَثْرَةِ بكائِهِ منَ الخَشْيَةِ أصيب بالعَمَى، وكانَتْ وفاتُه عليْهِ رَحْمَةُ اللهِ في العامِ الثَّامِنِ والسَّبعينَ منَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ.
روايته للحديث:
كانَ العلاءُ بنُ زيادٍ العَدَوِيُّ البّصْرِيُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ عِمْرانَ بنِ حُصَيْنٍ وأبي هريْرَةَ الدُّوسِيِّ منَ الصَّحابَةِ رُضْوانُ اللهِ عليْهِمْ، كما رَوَى عنْ جيلِ التَّابِعينَ منْ طريقِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُطرَفِ بنِ الشَّخيرِ وغيرِهم رَحِمَهُمُ الله.
أمَّا من رَوَى الحديثَ منْ طريقِ الرَّاوي العلاءِ بنِ زيادٍ البَصْرِيِّ فَمِنْهُم: إبْراهيمُ بنُ أبي عَبْلَةَ وحَمَّادُ بنُ زَيْدٍ وحُمَيْدُ بنُ هِلالٍ وقَتَادَةُ بنُ دِعامَةَوهِشامُ بنُ حسَّانٍ ونافِعٍ الباهِلِيُّ وغيرُهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ، كما كانَ منَ الثِّقاتِ في روايَةِ الحديثِ وحَديثُهُ عندَ البُخارِيِّ وأبي داوودَ والتِّرْمِذِيِّ وابنِ ماجَةَ منْ أصحابِ السُنَنِ.
من رواية العلاء بن زياد للحديث:
مِمَّا ورَدَ منَ الحديثِ منْ طريقِ الرَّاوي العلاءِ بنِ زبادٍ البَصْرِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامٌ إبنُ ماجَةَ رَحِمَهُ اللهُ في سُنَنِهِ في كتابِ الدُّعاءِ: (( حدَّثَنا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حدَّثَنا وَكيعٌ، عنْ هِشامٍ صاحِبِ الدَّسْتُوائِيِ، عنْ قَتادَةَ، عنِ العَلاءِ بنِ زِيادٍ العَدَوِيِّ، عنْ أَبي هُريْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ( ما مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِها العَبْدُ أَفْضَلَ مِنَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ المُعَافَاةَ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ ). حكْمُ الحديثِ صَحِيحٌ وَرَقَمُهُ 3851 ))