اقرأ في هذا المقال
تعريف المتعبد بتلاوته
من تعريفات القرآن الكريم بأنه اللفظ العربي المُعجز بمعناهولفظه، المُوحى به من الله إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، باللفظ العربي، المنقول بالتواتر والمتعبد بتلاوته.
ومعنى كلمة (المتعبد بتلاوته) وهذا يعني أن قراءة القرآن الكريم عبادة يتم فيها التقرب إلى الله تعالى، ويُكتب له بها الثواب العظيم والأجر الجزيل وذلك للنص الوارد عن عبدالله بن مسعود: من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ {ألم} حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ. المنذري (٦٥٦ هـ)، الترغيب والترهيب ٢/٢٩٦ .إسناده صحيح.
ومما يدل على أهمية التلاوة في مجال العبادة: أن الصلاة لا تصح إلا بقراءة آيات من القرآن، ولا يغني عنه شيء من الأذكار والدعاء قال الله تعالى ﴿۞ إِنَّ رَبَّكَ یَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ثُلُثَیِ ٱلَّیۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَاۤىِٕفَةࣱ مِّنَ ٱلَّذِینَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ یُقَدِّرُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَیَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ یَضۡرِبُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ یَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُوا۟ مَا تَیَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰاۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَیۡرࣰا وَأَعۡظَمَ أَجۡرࣰاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمُۢ﴾ [المزمل ٢٠].
كذلك من النصوص التي تدل على ذلك ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ (١) قُمِ ٱلَّیۡلَ إِلَّا قَلِیلࣰا (٢) نِّصۡفَهُۥۤ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِیلًا (٣) أَوۡ زِدۡ عَلَیۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِیلًا (٤)﴾ [المزمل ١-٤]
وكذلك قوله تعالى ﴿ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّیۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودࣰا (٧٨)﴾ [الإسراء ٧٧-٧٨].
وللحديث الوارد عن أبي هريرة: أن رجلاً دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى الرجل ثم جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصلي فإنك لم تصلي، والرجل عاد ثلاث مرات وفي الثالثة قال للنبي صلى الله عليه وسلم : علمني يا رسول الله ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن …. الحديث. صحيح البخاري 6251.
حكم القراءة بغير العربية في الصلاة
هذه المسألة تكلم فيها السادة الفقهاء، فقد منع جمهور الفقهاء القراءة بغير اللغة العربية، في خارج الصلاة وداخلها، فقد ذكر الإمام النووي في كتابه المشهور المجموع حيث قال : مذهبنا أنه لا يجوز قراءة القرآن بغير لسان العرب، سواء أمكنه العربية أو عجز عنها، وسواء كان في الصلاة أو غيرها، فإن أتى بترجمته في الصلاة بدلاً عن القراءة لم تصح صلاته سواء أحسن القراءة أم لا، هذا مذهبنا وبه قال جماهير العلماء منهم مالك وأحمد وداود” (المجموع 3- 379-380).
ثم نقل عن إمام الحرمين في المسألة فقال : ترجمة القرآن ليست قرآناً بإجماع المسلمين، ومحاولة الدليل لهذا تكلف فليس أحد يخالف في أن من تكلم بمعنى القرآن بالهندية ليست قرآناً.
ثم قال النووي رحمه الله تعالى: واحتج أصحابنا بحديث عن عمر بن الخطاب: قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أقرأني إياها فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه، فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقراتنيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرسله، اقرأ، فقرا القراءة التي سمعته يقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أُنزلت، ثم قال لي: اقرأ، فقرأت، فقال: هكذا أُنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه. الحديث في صحيح مسلم 818.
حكم القراءة بالشواذ في القرآن
القراءة الشاذة هي: (القراءة التي فقدت ركناً من أركان القراءة الصحيحة المقبولة، وتم مخالفة الرسم ضعف سندها)، ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى في فتاويه المسمى بالمسائل المنثورة: مسألة هل تحل له القراءة بالشواذ في الصلاة وهل تبطل بها؟
الجواب: لا تحل له القراءة بالشواذ في الصلاة ولا في غيرها؛ فإن قرأ بها في الصلاة وغيرت المعنى بطلت الصلاة إن كان عالماً عامداً.