هم خيرُ قرنٍ بعد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما قال عليه الصّلاة والسّلامُ : ( خيرُكُم قرني ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم)، قرنٌ وهبوا حياتهم لخدمة هذا الدّينِ، تتبعوا إصولَه وعلمائََهُ ، إنّهم التّابعون من رواة الحديث النبوي الشريف بعد الصّحابة، من تتبّعوهم وحافظوا على مخزونِهم من الرّواية، فكانوا نجوماً تتَلألأ في سماء الحديثِ النبوي الشريف وكُتبت أسماؤُهم في سند اتّصال الحديث النبوي الشريف بحروف من ذهب، وها نحن نصلُ في رحلتنا في البحث عن سِيَرِهم إلى راوٍ منهم، إنّه بُدَيلُ بنُ ميسَرَةَ فتعالوا نقرأ في سيرَتِهِ.
نبذة عن بديل بن ميسرة
هو: التّابعيّ الجليلُ، بُدَيْلُ بنُ ميسرةَ العُقَيليُّ، من رواة الحديث النّبويّ الشريف من صغار التّابعين،كان يسكن البصرَةَ، وممّن اشتهروا بالعلم بين أقرانه وكان مرجعاً في رواية الحديث النّبويّ الشريف، وكانت وفاتُه رحمه الله في العام الثّلاثينَ بعد المائة من الهجرة وقيلَ في الخامس والعشرينَ بعد المائة.
روايته للحديث
كان بُديل بنُ ميسرةَ من رواة الحديث النّبويّ الشّريف وقد روى عن أنسِ بنِ مالكَ من الصّحابة رضي الله عنهم، كما روى عن جملة من التّابعين من أمثال: شَهرِ بنِ حَوشَبٍ ووعطاءِ بنِ أبي رباحٍ والبراءِ أبي العالية وعليِّ بن أبي طلحة وغيرهم يرحمهم الله، وقد روى الحديث النبوي الشريف من طريقِه كثيرٌ من المحدّثين من أمثالِ: إبراهيمَ بنِ طَهمانَ وقتادة بن دِعامَةَ وحمّادِ بنِ زيدٍ وشُعبة بن الحجّاجِ وابنِه عبداللهِ بنِ بُديلٍ وغيرهم يرحمهم الله وكان ثقة في رواية الحديث النبوي الشريف وروى له جماعة الحديث النبوي الشريف غيرَ البخاريِّ رحمه الله تعالى.
من رواية بديل بن ميسرة للحديث
ممّا وردَ من رواية الحديث من طريق بُدَيلِ بنِ ميسَرةَ ما أورده الإمام مسلمُ بن الحجّاجِ في صحيحه: ((وحدّثني يحيى بنُ حَبيبٍ الحارِثِيُّ، حدّثنا خالدُ بنُ الحارثِ، حدّثنا شُعبَةُ، عنْ بُديلٍ قالَ: سمِعتُ أبا العاليَةِ يُحَدِّثُ عن عبداللهِ بنِ الصّامتِ، عن أبي ذرٍّ، قالَ: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم، وضَرَبَ فَخِذِي: (كيفَ أنْتَ إذا بَقيتَ في قَوْمٍ يُؤَخِّرونَ الصّلاةَ عنْ وَقْتِها؟) قالَ: ما تأمُرُ؟ قالَ:صلِّ الصّلاةَ لِوَقْتِها، ثمَّ اذهبْ لِحاجَتِكَ، فإنْ أُقِيمَتِ الصّلاةُ وأنْتَ في المَسْجِدِ فَصَلِّ ) من كتاب المساجد رقم الحديث648/241 ))
