تاريخ قبيلة ثقيف التي كانت جزءا من غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


تاريخ قبيلة ثقيف التي كانت جزءاً من غزوة حين :

إن الذي يذكره المؤرخون وأصحاب الأنساب، هو أن ثقيفاً هي بطن من قبيلة هوازن، وهوازن هو ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وهوازن الذي تنتسب وتصل إليه ثقيف قد تفرعت عنه فخائذ وفروع كثيرة، تجمعهم قبائل رئيسية ثلاث، كلها لبكر بن هوازن وهم:

1.بنو سعد بن بكر.

2. بنو معاوية بن بكر، وهم الذين منهم مالك بن عوف النصري وهو قائد العام لجيش هوازن.

3. بنو منبّه بن بكر، وإلى هذا الأخير تنتسب قبيلة ثقيف.

ثقیف اسمه: “قَسّي ( بفتح القاف وكسر السين )، ابن منبه بن بكر بن هوازن، وقد تفرع عن قَسِي هذا عدة قبائل وفروع منها، اشتهروا فيما بعد باسم أبيهم ثقيف”.

ومن أهم هذه القبائل: “بنو جهم بن ثقيف، وبنو عوف بن ثقيف، ومنازل بني عوف هؤلاء في وادي ليّة، وكانت لهم به حصون وقلاع عدة، وكل هذه القبائل تقسم إلى قبيلتين هما: الأحلاف وبنو مالك، وهم الذين اشتركوا ( مشركين ) في يوم واقعة غزوة حنين تحت هذين الاسمين”.

أما موطنهم الأصلي، فهو مدينة الطائف وضواحيها، وقد كانت قبيلة ثقيف في وقت الجاهلية قوة حربية لها مكانتها ووزنها وثقلها، وقيل أنها خاضت معركة في الجاهلية مشهورة، انتصرت فيها كلها على خصومها.

فمن تاريخ قبيلة ثقيف الحربي في الجاهلية أن خثعم (وهم جيل من اليمن ) غزو قبيلة ثقيف في مدينة الطائف، فخرجت إليهم قبيلة ثقيف، وقد كان على رأسهم سيدهم غيلان بن سلمة، فقاتلهم قتالاً شديداً حتى هزمهم، بعد أن أحدث فيهم مقتلة ومجزرة عظيمة، وأسر عدّة منهم ثم منَ عليهم.

ومن أيامهم التي انتصروا فيها، يوم وادي وجَ، وهو واد مشهور بمدينة الطائف، ولعل الأيام التي انتصرت فيها قبيلة ثقيف في وقت الجاهلية، هي تلك المعركة التي دارت بينهم وبين بني عامر بن ربيعة من قبيلة هوازن.

فقد جاء في معجم قبائل العرب: “أنّ بني عامر بن ربيعة هؤلاء، جمعوا مجموعة كثيرة من أنفسهم وأحلافهم، ثم ساروا إلى قبيلة ثقيف في مدينة الطائف، وكانت بنو نصر بن تعتبر أحلافاً لقبيلة ثقيف، فعندما بلغ ثقيفاً ورجالها مسير بني عامر إليهم، استنجدوا عندها ببني نصر، فأنجدتهم بني نصر، فخرجت قبيلة ثقيف إلى قبيلة بني عامر، وكان على ثقیف غيلان بن سلمة بن متعب، حينها لقوهم وقد قاتلتهم قبيلة ثقيف قتالاً قوياً وشديداً، فانهزم بنو عامر ومن كان معهم جميعاً، وظهرت قبيلة ثقيف عليهم، وقد أكثروا فيهم القتل”.

وفي سبب تسمية بلدهم ومدينتهم بالطائف، ذكر البكري في معجم، “أن بني ثقيف عرفوا فضل مكانهم الذي يسمى اليوم بالطائف، وكان لبنی عامر بن ربيعة من قبيلة هوازن ورجالها، فقالوا لبني عامر: إنّ هذه بلاد غرس وزرع، وقد رأيناك اخترتم المراعي عليها، فأضررت بعمارتها وأعمالها، ونحن أبصر بعملها أعظم منكم، فهل لكم أن تجمعوا الزرع والضرع وتدفعوا بلادكم ومنطقتكم هذه إلينا فتصبح حرثة ( أعنابا وثمار وشجارا  وزرع كثير)، ونکظمها كظام ونحفرها أطواء، ونملأها عمارة وجنانا بفراغنا لها، وإقبالنا عليها وشغلكم عنها واختياركم غيرها هل تقبلوا؟ فإذا بلغت وأدركت الثمار شاطرناكم بها ، فكان لكم النصف بحقكم في البلاد ولنا النصف بعملنا فيها، نساويها بيننا فكنتم بين ضرع وزرع، لم يجتمع لأحد من العرب مثله، فدفعت قبيلة بنو عامر ورجالها مدينة الطائف إلى قبيلة ثقيف ورجالها وناسها لعمارتها، فكانت قبيلة بنو عامر وأهلها تجيء أيام الصرام ( الحصاد )، فتأخذ نصف النهار كلها كيلا، وتأخذ قبيلة ثقيف النصف الثاني حينها”.

وكانت قبيلة عامر وقبيلة ثقيف تمنع مدينة الطائف من أرادهم، حينها لبثوا بذلك زماناً من دهرهم ، حتى كثرت قبيلة ثقيف  ومن ثم تكاثرت أكثر، حينها حصنوا مدينتهم الطائف، ومن ثم بنو عليها حائطاً يطيف بها، فسميت حينها ( الطائف )، فلما اصبحوا أقوياء بكثرة حصونهم وقلاعهم، امتنعوا عندها من بني عامر، فلم تصل إليهم ولم يقدروا عليهم، ولم تنزل العرب بعدها  مثلها داراً.

وهذا هو تاريخ قبيلة ثقيف، التي هي بطن من هوازن، والتي تعرف بأنّ لها تاريخ كبير، وكان لها قوة عظمى، وحروب مشهورة.


شارك المقالة: