لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ ليعمرها بما يرضي وجهَ الله تعالى، وجعلَ حفظَ النّسلِ منْ ضروراتِ الحياةِ، وحثَّ على كلِّ سبيلٍ لتكاثر الأممِ بالزّواجِ، والزّواجُ في الإسلامِ لهُ أحكامه الّتي بيّنها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ، وسنعرضُ حديثاً في استحباب الزّواج.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأبو كريبٍ، قالا: حدّثنا أبو معاوية، عنِ الأعمشِ، عنْ عمارةَ بنِ عمير، عنْ عبدِ الرّحمنِ بنِ يزيدَ، عنْ عبدِ اللهِ، قال: قالَ لنا رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “يا معشر الشّبابِ، منِ استطاعَ منكمُ الباءةَ فليتزوّج، فإنّه أغضّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومنْ لمْ يستطعْ؛ فعليه بالصّومِ؛ فإنّهُ لهُ وجاءٌ”)). رقمُ الحديث: 3/1400.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ النّكاحِ، بابُ: (استحبابُ النّكاحِ لمنْ تاقتْ نفسهُ إليه)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ مسعودِ بنِ غافلٍ الهذليُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ عنِ النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام منَ الصّحابة، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ إبراهيمَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أبو كريبٍ: وهوَ محمّدُ بنُ العلاء بنِ كريبٍ الهمدانيٌُّ (161ـ247هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبع الأتباعِ.
- أبو معاوية: وهوَ محمّدُ بنُ خازمٍ التّميميُّ (113ـ194هـ)، وهوَ راو ثقةٌ منْ أتباع التّابعينَ.
- الأعمشُ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ مهرانَ الأسديُّ (61ـ145هـ)، وهوَ من أفاضلِ كبار المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- عبدُ الرّحمنِ بنُ يزيدَ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ الرّحمنِ بنُ يزيدَ النّخعيّ (ت:73هـ)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى استحبابِ الزّواجِ ومشروعيّته، وقدْ دعا النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إلى الزّواجِ لمنْ استطاعَ القدرةِ عليه حفظاً للفرجِ منَ الزّنا والعلاقاتِ المحرّمة، وسبباً لتكاثرِ الأمّة الصّالحة، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ علاجَ منْ لمْ يستطعْ ذلكَ بالصّيامِ، لما لهُ منْ كبحٍ للغرائزِ المحرّمةِ، ومنَ المعلومِ أنّ الزّواجَ سنّةٌ كما عندَ كثيرٍ منْ أهل العلمِ، وواجبُ لمن خشيَ على نفسه الوقوعَ في المعصية.
ما يرشد إليه الحديث
من الفوائد من الحديث:
- استحبابُ الزّواج لمنْ له القدرة.
- الصّومُ علاجُ لكبح شهواتِ النّفس في الوقوعِ في المعصية.