لقدْ جاءَ الإسلامُ للتّيسيرِ على النّاسِ وعدمِ التّضييقِ عليهم، وكان ديناً وسطيّاً لا يأتي بشيءٍ يفوقُ قدرةَ الإنسانِ في تطبيقه للعبادات والأحكامِ، كما كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يدعوا إلى التّيسير والتّبشيرِ وعدمِ التّعسير على النّاسِ، وسنعرضُ حديثاً في الدّعوةِ إلى التّيسيرِ في أمورِ النّاسِ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأبو كريبٍ ـ واللّفظُ لأبي بكرٍ ـ قالا: حدّثنا أبو أسامةَ، عنْ بريدِ بنِ عبدِ اللهِ، عنْ أبي بُرْدةَ، عنْ أبي موسى، قال: كانَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إذا بعثَ أحداً منْ أصحابهِ في بعضِ أمرهِ قال: “بشّروا ولا تُنفِّروا، ويسِّروا ولا تعسّروا“)). رقمُ الحديث: 6/1732.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتاب الجهادِ والسّيرِ، بابُ: (في الأمرِ بالتّيسير وتركِ التّنفيرِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ أبي موسى الأشعريُّ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ قيسٍ الأشعريُّ التّميميُّ، وهوَ منَ الصّحابة المكثرينَ في رواية الحديثِ، أمّا بقيّةُ السّندِ منَ الرّجالِ:
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهو عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ إبراهيمَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقات الرّواة للحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أبو كريبٍ: وهوَ محمّدُ بنُ العلاء الهمدانيُّ (161ـ247هـ)، وهوَ من الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباع.
- أبو أسامةَ: وهوَ حمّادُ بنُ أسامةَ بنِ زيدٍ القرشيُّ (121ـ201هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- بريدُ بنُ عبدِ الله: وهوَ أبو بردةَ، بريدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي بردةَ الاشعريُّ، وهوَ منْ كبار ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو بردةَ: وهوَ أبو بردةَ بنِ أبي موسى الأشعريُّ (ت: 103هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات في رواية الحديثِ عنِ الصّحابة.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى الدّعوةِ إلى التّيسيرِ وعدم التّنفيرِ على النّاسِ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ إذا بعثَ أحداً بأمرٍ منَ الأمورِ يدعوهُ إلى التّيسيرِ وعدمِ التّنفيرِ، وفي هذا دعوةُ إلى التّيسيرُ في الدّعوةِ إلى الإسلامِ وبيانِ صورة الإسلامِ السّمحةِ، وعدمُ التّنفيرِ منهُ وخاصّةً لأهل المعاصي وفي دعوتهم إلى الهداية بالأسلوب اللّيّنِ الحسن.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- التيسيرُ على النّاسِ وفي دعوةِ النّاسِ إلى الاستقامة.
- عدمُ التّنفير والأسلوب اللّينِ في الدّعوةِ.