حديث في الدنيا والآخرة للمؤمن والكافر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جعلَ الله تعالى الدّنيا دارَ امتحانٍ وابتلاءٍ، والآخرةُ دارُ ثوابٍ وعقاب، وجعلَ للمؤمنُ حظهُ في الآخرةِ لما عملَ به في الدّنيا منْ طاعةٍ وعبادةٍ، وجعلَ الدّنيا لمنْ أرادها وأرادَ متاعها وشهواتها وحرمه منَ الآخرةِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلامُ أنّ المؤمنَ يأخذُ منَ الدّنيا نصيبهُ في ما يرضي الله لأنّها سجنه والأخرةَ دارهُ، وسنعرضُ حديثاً يوضّحُ ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ  يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدّثنا عبدُ العزيزِ ـ يعني الدّراورديُّ ـ عنِ العلاءِ، عنْ أبيه، عنْ أبي هريرةَ  قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ : “الدّنيا سجنُ المؤمنِ، وجنّةُ الكافرِ“)). رقمُ الحديث: 1/2956

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الزّهدِ والرّقائقِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرة الدّوسي رضي اللهُ عنه، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ (57هـ)، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابة روايةً للحديثِ ِ، أمّا بقيّةُ إسنادِ الحديثِ منَ الرّجال:

  • عبد العزيز الدّراورديُّ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ العزيزِ بنُ محمّدِ بنِ عبيدٍ الدّراورديُّ (ت: 186هـ)، وهوَ منْ ثقات رواة الحديث منْ أتباع التّابعينَ.
  • أبو العلاء: وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنِ يعقوبَ الحرقيُّ، وهو من ثقات التّابعينَ في الرّواية.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ منْ آداب الزّهدِ والرّقائق في الحديثِ النّبويِّ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ الدّنيا سجنُ المؤمنِ وإنّها دارُ الكافرِ، والمقصودُ في ذلكَ أنّها سجنٌ يجبُ أنْ تسجنَ المؤمنَ عنْ معصيةِ الله باتّباعِ الشّهواتِ ودروبِ الشّيطانِ، وقدْ يكونُ حظُّ المؤمنِ منها قليلٌ لأنّها لا تساوي شيئاً معْ حظّه في الآخرةُ، وإنّها جنّةُ الكافرِ بما يأخذُ ما يشاءُ فيها ولو كانَ في معصيةِ الله، فيكونُ فيها حظّهُ، وينقطعُ حظّهُ في الآخرةِ في ثوابِ الله بدخولهِ النّارَ بما حرثَ منْ حرثِ الدّنيا وأرادها.

ما يرشد إليه الحديث

من الفوائدِ منَ الحديث:

  • الدّنيا لا تساوي شيئاً أمامَ ثواب الآخرة.
  • الدنيا سجنٌ للمؤمن عنْ معصية الله وبها يبلغُ ثوابَ الآخرة.

شارك المقالة: