حديث في الطهارة للصلاة

اقرأ في هذا المقال


إنّ الطّهارةَ شرطُ صحةٍ للصّلاةِ كما ثبتَ في القرآنِ الكريم، وكما بيّن النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ في كثيرٍ منَ الأحاديثِ النّبويّة، ولقدْ وردَ في شواهدِ الحديثِ أنّ الطّهارةَ مفتاحٌ للصّلاةِ وأنّ الصّلاةَ لها حدودٌ ومحرّماتٍ عندما يبدأ بها المسلمُ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ التّرمذيُّ يرحمه الله في السّنن: ((حدّثنا قتيبةُ، وهنّادٌ، ومحمودُ بنُ غيلانَ، قالوا: حدّثنا وكيعٌ، عنْ سفيانَ، وحدّثنا محمّدُ بنُ بشّارٍ، عنْ هبدِ الرّحمنِ بنِ مهديٍّ، قال: حدّثنا سفيانُ، عنْ عبدِ الله بنِ محمّدِ بنِ عقيلٍ، عنْ محمّدِ بنِ الحنفيّةِ، عنْ عليٍّ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “مفتاحُ الصّلاةِ الطّهورُ، وتحريمُها التّكبيرُ، وتحليلها التّسليمُ“)). رقمُ الحديث: 3.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ أوردُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في السّننِ في أبوابِ الطّهارةِ عنْ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليل عليِّ بنِ أبي طالبٍ القرشيُّ الهاشميُّ رضي الله عنه، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديثِ:

  • هنّادٌ: وهوَ أبو السّريُّ، هنّادُ بنُ السّريِّ التّميميُّ (152ـ243هـ)، وهوَ ثقةٌ منْ تبعِ الأتباع.
  • محمودُ بنُ غيلان: وهوَ أبو أحمدَ، محمودُ بنُ غيلانَ العدويّ (ت: 239هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباع.
  • عبدُ الرّحمنِ بنُ مهديٍّ: وهوَ أبو سعيدٍ، عبدُ الرّحمنِ بنُ مهديٍ العنبريُّ (ت: 198هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباع.
  • عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عقيلٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ عقيلِ بنِ أبي طالبٍ القرشيُّ (ت: بعد 140هـ)، وهوَ منْ منْ رواة الحديثِ منَ التّابعينَ، رديءُ الحفظِ، وقيلَ صدوقٌ تغيّرَ في آخرِ عمره.
  • محمّدُ بنُ الحنفيّة: وهوَ أبو القاسمِ، محمّدُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ القرشيُّ (ت: 80هـ)، منْ ثقات التّابعينَ في رواية الحديث.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى شرطِ الطّهارةِ للصّلاةِ، وقدْ بيّن الحديثُ النّبويُّ أنّ الطّهارةَ هيَ مفتاحُ الصّلاةِ أيْ أنّها مفتاحُ لقفلِ الحدثِ والنّجاسة الّتي تحرّمُ الصّلاةَ، كما بيّنَ عليه الصّلاة والسلامُ أنّ تحريمَ الصّلاة التّكبيرُ، ومعنى ذلكَ أنّ التّكبيرَ محرّمُ لغيرِ ما يشرعُ في الصّلاةِ منَ الأكلِ والشّربِ والانشغالِ بغيرِ هيئاتها، وختمِ عليه الصّلاة والسّلامُ الحديثِ بأنّ تحليلَ الصّلاة التّسليمُ، أيْ أنّ المسلمَ حينَ انتهائه منَ الصّلاةِ يحلُّ له ما لا يُحرّمُ عليه في الصّلاة.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • شرطُ الطّهارةِ للصّلاة.
  • تحريمُ ما ليسَ في الصّلاة منَ الشغلِ بالتّكبيرِ.
  • تحليلُ ما يحرّم للمصلي بعدَ التّسليمِ ممّا يحرّمُ له فيها منَ غير المحرّمات العامة.

شارك المقالة: