حديث في ثلاثة محرومون من نظر الله إليهم

اقرأ في هذا المقال


لقد حرّمَ الإسلامُ المعاصي لما لها منْ آثارٍ على المرءِ في الدّنيا والآخرةِ، وقدْ كانَ لبعضِ المعاصي حرمتها الشّديدةِ الّتي بيّنها رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في الحديثِ، وبينَ جرمَ أصحابها، ومنهمْ ثلاثةٌ كانوا يعملون؟َ المعاصي في الدّنيا، فكانَتْ عقوبتهمْ في الآخرةِ عدمُ نظر الله إليهمْ وعدمِ تكليمهم بالإضافة لعذابهمْ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ومحمّدُ بنُ المثنّى، وابنُ بشّارٍ، قالوا: حدّثنا محمّدُ بنُ جعفرٍ، عنْ شعبةَ، عنْ عليِّ بنِ مدركٍ، عنْ أبي زرعةَ، عنْْ خرشةَ بنِ الحرِّ، عنْ أبي ذرٍّ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “ثلاثةٌ لا يكلّمهمُ اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهمْ، ولا يزكّيهمْ ولهمْ عذابٌ أليمٌ” قال: فقرأها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ثلاثَ مراراً. قالَ أبو ذرٍ: خابوا وخسروا، منْ همْ يا رسولَ اللهِ؟ قال : “المسْبلُ، والمنّانُ، والمنفقُ سلعتهُ بالحلفِ الكاذبِ”)). رقمُ الحديثِ: 171/106.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (تحريمُ إسبالِ الإزار)، والحديث جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي ذرٍّ رضيَ الله عنهُ، وهوَ جندبُ بنُ جنادةَ الغفاريُّ (ت: 32هـ)، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ اسنادِ الحديثِ منَ الرّجالِ:

  • محمّدُ بنُ جعفرٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ جعفرٍ الهذليُّ (ت: 193هـ)، وهوَ منْ كبارِ شيوخِ المحدّثينَ منَ الأتباع.
  • عليُّ بنُ مدركٍ: وهوَ أبو مدركٍ، عليُّ بنُ مدركٍ النّخعيّ (ت: 120هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
  • أبو زرعةَ: وهوَ أبو زرعةَ بنُ عمرو بنِ جريرٍ البجليُّ، وهوَ من ثقاتِ التّابعينَ أيضاً.
  • خرشةُ بنُ الحرِّ: وهوَ خرشةُ بنُ الحرِّ بنِ قيسٍ الفزاريُّ (ت: 74هـ)، وهوَ منْ رواةِ التّابعينَ الثّقاتِ عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث

يشريُ الحديثُ إلى جرمِ ثلاثةٍ منْ أصحابِ المعاصي حرموا منْ نظرِ اللهِ تعالى إليهمْ وتزكيته لهمْ ووعدوا بالعذابِ الشّديدِ، وعدمُ النظرِ إليهم وتزكيتهمْ دلالة غضب الله عليهمْ لما فعلوهُ في الدّنيا وهم:

  • المسبلُ: وهوَ منْ لبسَ ثوباً فأرسلهُ إلى الأرضِ خيلاءً وتكبراً منهُ.
  • المنّانُ: وهوَ منْ كانَ يمشي بالنّميمة ليوقعَ بينَ النّاسِ وينشرُ أحاديثهمْ لبعضهْ بقصد الإفساد.
  • التاجر ينفقُ سلعته بالحلفِ الكاذبِ: وهوَ منْ كانَ يبيعُ سلعتهُ ويحلفُ عليها كذباً ليبيعها ويكسبَ منْ بيعها مستوفّاً بحلفه اليمينَ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • جرمُ منْ لا ينظرُ الله إليه ولا يزكّيه يومَ القيامةِ.
  • حرمة إسبال الإزار والنميمة والحلف الكاذب على البيعِ.

شارك المقالة: