لقدْ بعثَ الله تعالى نبيّهُ محمّداً ليبيّنَ للنّاسِ أصولِ دينهم وأحكامَ عبادتهم، وقدْ كانَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ حريصاً على بيانِ ما يكونُ مقرّباً إلى الله وما يكرهه الله عزّ وجلَّ، وسنعرضُ حديثاً في ثلاثٍ يكرهها الله منَ العبدِ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا إسماعيلُ ابنُ عليّةَ، عنْ خالدٍ الحذّاءِ، حدّثني ابنُ أشوعَ، عنِ الشّعبيِّ، حدّثني كاتبُ المغيرةِ بنِ شعبةَ، قال: كتبَ معاويةُ إلى المغيرةِ: اكتبْ إليَّ بشيءٍ سمعتَهُ منْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ. فكتبَ إليهِ: إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقولُ: “إنَّ اللهَ كرهَ لكمْ ثلاثاً؛ قيلَ وقالَ، وإضاعةَ المالِ، وكثرةَ السّؤالِ“)). رقمُ الحديث: 13/593.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأقضيةِ، بابُ: (النّهيُ عنْ كثرةِ المسائلِ منْ غير حاجةٍ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ المغيرةَ بنِ شعبةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أبو عيسى، المغيرةُ بنُ شعبةَ بنِ أبي عامرٍ الثّقفيُّ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ السّندِ البقيّةُ في الحديثِ:
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ إبراهيمَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- إسماعيلُ بنُ عليّةَ: وهوَ أبو بكرٍ، إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسديُّ (110ـ193هـ)، وهوَ من ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- خالدٌ الحذّاءُ: وهوَ أبو المنازلِ، خالدُ بنُ مهرانَ الحذّاءُ البصريُّ (ت: 141هـ)، وهوَ من ثقاتِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- ابنُ أشوعَ: وهوَ سعيدُ بنُ عمرو بنِ أشوعَ الهمدانيّ (ت: 120هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ الثّقات في الرّواية.
- الشّعبيُّ: وهوَ أبو عمرو، عامرُ بنُ شراحيلَ بنُ عبدٍ الشعبيُّ (20ـ103هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- كاتب المغيرة: وهوَ أبو سعيدٍ ورّادُ الثّقفيُّ، وهوَ منْ ثقات الحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى ثلاثةِ منَ الأمور الّتي يكرهها الله تعالى وهي:
- قيلَ وقالَ: وهوَ كثرة الكلام منْ غير حاجةٍ أو تثبّتٍ منَ الأخبار ونشرها.
- إضاعة المال: الإسراف في صرف المال في غير وجهٍ مشروعٍ أو أنفاقه في المعاصي.
- كثرة السّؤال: ومعناها الطّلبُ منَ النّاسِ منْ غير حاجةٍ والإلحاحُ في الطّلبِ والاستغاثة.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- كراهةُ الكلامِ فيما لا يُعني الشّخصَ.
- كراهة إضاعة المال في غير وجهٍ مشروعٍ.
- كراهةُ الطلب منَ النّاسِ دونَ حاجةٍ.
