لقدْ جاءَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ الإسلامَ وأركانهُ، كما بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ كثيراً منْ أوصافِ الإسلامِ والإيمانِ وشعبهِ، ولقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ للإسلامِ أوصافاً جامعةً له، وسنعرضُ حديثاً في جامعِ أوصافِ الإسلامِ في المرء.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأبو كريبٍ، قالا: حدّثنا ابنُ نميرٍ ح وحدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ جميعاً عنْ جريرٍ خ وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا أبو أسامةَ كلّهمْ، عنْ هشامِ بنِ عروةَ، عنْ أبيهِ، عنْ سفيانَ بنِ عبدِ اللهِ الثّقفيِّ قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ، قلْ لي في الإسلامِ قولاً لا أسألُ عنهُ أحداً بعدكَ. وفي حديثِ أبي أسامةَ: غيركَ. قال: “قلْ آمنتُ باللهِ فاستقمْ”)). رقمُ الحديث:62.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (جامع أوصاف الإسلام)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ سفيانُ بنُ عبدِ اللهِ الثّقفيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منَ الصّحابةِ في رواية الحديثٍِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:
- أبو بكر بن أبي شيبةَ: وهوَ أبو بكرِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ تبعِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
- أبو كريبٍ: وهوَ محمّدُ بنُ العلاءِ بنِ كريبٍ الهمدانيُّ (161ـ247هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباع الثّقاتِ أيضاً.
- ابنُ نميرٍ: وهوَ أبو هشامٍ، عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ الهمدانيُّ (115ـ199هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
- قتيبةُ بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو رجاءٍ، قتيبةُ بنُ سعيدٍ الثّقفيُّ (148ـ240هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثٌاتِ منْ تبعِ الأتباعِ.
- إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحنظليّ(161ـ237هـ)، وهو منْ تبعِ الأتباع الثّقات.
- جريرٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ الضّبيّ (110ـ188هـ)، وهوَ منْ محدّثي أتباع التّابعينَ الثّقات.
- أبو أسامةَ: وهوَ حمّادُ بنُ أسامةَ القرشيُّ (121ـ201هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ.
- هشامُ بنُ عروةَ: وهوَ أبو المنذرُ، هشامُ بنُ عروةَ القرشيُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منْ كبارِ محدّثي التّابعينَ الثّقات.
- أبو هشامٍ: وهوَ عروةُ بنُ الزّبيرِ بنِ العوّامِ القرشيُّ (ت: 94هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى أوصافِ الإسلامِ الجامعةِ له، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ للسّائلِ الّذي سألهُ عنها، وأخبرهُ أنّها تكملُ في قولِ لا إله إلّا الله ثمَّ الاستقامةِ عليها، ومفهومُ ذلكَ هوَ إقرارُ التّوحيدِ للهِ تعالى في النّفسِ وثبوتِ عبوديتهِ لله تعالى ثمَّ الاستقامةُ على ذلكَ، والاستقامةُ معناها الثّباتُ على الإسلامِ وعدمِ الرّجوعِ عنه والسيرِ في الطّريقِ المستقيمِ الّذي يحصلُ منهُ الأجرُ والخيرُ في الدّنيا والآخرة، ويترتّبُ لأصحابهِ دخولَ الجنّةِ يومَ القيامة.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- التّوحيدُ والاستقامةِ همْ أوصافُ الإسلامِ الجامعةِ له.
- الاستقامةُ طريقُ الخيرِ والنّجاحِ.