لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ لعبادتهِ سبحانهُ وتعالى، وبعثَ له الرّسلَ ليوضّحوا له عقيدةَ الإيمانِ بهِ، وقدْ بيّنَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ الجنّةَ لا يدخلها إلّا منْ كانَ مؤمناً، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا أبو معاويةَ، ووكيعٌ، عنِ الأعمشِ، عنْ أبي صالحٍ، عنْ أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لا تدخلونَ الجنّةَ حتّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أولا أدلّكمْ على شيءٍ إذا فعلتموهُ تحاببتمْ؟ أفشوا السّلامَ بينكمْ”)). رقمُ الحديث: 93.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (لا يدخلُ الجنّةَ إلّا المؤمنونَ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ الصّحابةِ المحدّثينَ وأكثرهمْ في رواية الحديثِ، أمّا بقيّةُ سندِ الحديثِ منَ الرّجالِ:
- أبو بكر بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أبو معاويةَ: وهوَ محمّدُ بنُ خازمٍ التّميميُّ الضّريرُ (113ـ194هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- وكيعٌ: وهوَ أبو سفيانَ، وكيعُ بنُ الجرّاحِ الرّؤاسيُّ (127ـ196هـ)، وهوَ منْ كبارِ محدّثي أتباع التّابعينَ الثّقاتِ.
- الأعمشُ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ مهرانَ الأعمشُ الأسديُّ (61ـ145هـ)، وهوَ منْ كبارِ التّابعينَ المحدّثينَ الثّقاتِ عنِ الصّحابةِ.
- أبو صالحٍ: وهوَ ذكوانُ السّمّانُ الزّيّاتُ (ت: 101هـ)، وهوَ منء ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورًُ إلى شرطِ دخولِ الجنّةِ وهوَ الإيمانُ، وقدْ بيّنَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ للصّحابةِ أنّهمْ لنْ يدخلوا الجنّةَ إلّا بالإيمانِ، ثمَّ بيّنَ لهمْ أنّ الإيمانَ لنْ يكتملَ إلّا بالتّحابِ بينهمْ ونشرِ الألفةِ والمحبّةِ بينهمْ وهوَ ما يسمّى بأخوّةِ الإيمانِ بينهمْ، ثمَّ دلّهمْ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ على طريقِ هذه الألفةِ والمحبّةِ وهي نشرُ السّلامِ بينَ المسلمينَ لما لهُ منْ أثرٍ في نشرِ المحبّةِ ونزعِ الضّغينةِ بينهم.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- الإيمانُ شرطُ دخولِ الجنّةِ.
- افشاءُ السّلامِ منَ التّحابِّ الّذي يكتملُ الإيمان به.