حديث في صفات المنافق

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسان وأمرهُ بعبادةِ الله تعالى وإخلاصِ تلكَ العبادةِ لهُ، وجعلَ الإيمانَ اعتقادٌ بالقلبِ وتصديق بالعملِ ونطقٌ باللّسانِ، وهي منْ علاماتِ المؤمنِ دونَ المنافقِ الّذي يسرُّ الكفرَ ويظهرُ الإيمانَ، وإنَّ للنّفاقِ علاماتٌ بيّنها رسولُ اللهِ صلّى اللهِ عليه وسلّمَ في الحديثِ، فتعالوا نستعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ ح وحدّثنا ابنُ نميرٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمشُ ح وحدّثني زهيرُ بنُ حربٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيانُ، عنِ الأعمشِ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ مرّةَ، عنْ مسروقٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرو قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ: “أربعٌ منْ كنَّ فيهِ كانَ منافقاً خالصاً، ومنْ كانَ فيهِ خَلَّةٌ منهنَّ كانتْ فيهِ خلَّة منْ نفاقٍ حتّى يدعها، إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غدرَ، وإذا وعدَ أخلفَ، وإذا خاصمَ فجرَ”)). رقمُ الحديثِ: 106.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ : (بيان خصالِ النّفاق)، والحديثُ جاء منْ طريق الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ القرشيِّ رضي الله عنهما، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، وبقيّةُ الإسنادِ منَ الرّجالِ:

  • ابنُ نميرٍ: وهوَ أبو عبد الرّحمنِ، محمّدِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نميرٍ الهمدانيّ (ت: 234هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • أبو عبدِ الله بن نميرٍ: وهوَ : أبو هشامٍ، عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ الهمداني(115ـ199هـ)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديثِ منَ أتباعِ التّابعينَ.
  • زهيرُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ حربٍ (160ـ232هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ  الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعين.
  • عبدِ الله بنُ مرّةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مرّة الهمدانيّ (ت: 100هـ)، وهوَ منْ رواةِ التّابعينَ الثّقاتِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى صفاتِ النّفاقِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ هنالكَ صفات في الإنسانِ إذا كانتْ فيهنَّ فهي علاماتٌ أنَّه منافق، ومنْ كانتْ فيه احداهنَّ كانتْ فيهِ منْ صفاتِ النّفاقِ حتَّى يتداركَ نفسهُ ويرجعُ بالعدولِ والتّوبةِ، وهذه الصّفات هي:

  • الكذبُ في الحديثِ: وهوَ أنْ يكذبَ في الحديثِ ويتجاوزِ الحقيقةَ في الكلامِ.
  • نقض العهد: وهي أنْ يغدرَ في عهدهِ للغيرِ ولا يفي بما عاهدَ عليه.
  • الإخلافٌ بالوعدِ: وهوَ أنْ يخلفَ وعدهُ للنّاسِ إذا وعدهمْ بتحقيقِ شيءٍ.
  • الفجورُ بالخصامِ: وهوَ أنْ يفجرَ ويتمادى في خصامه للغيرِ ولا يتسامحُ ويطلبُ أكثرَ منْ حقّهِ بإعادتهِ له.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • وجوبُ الإخلاصِ في العباداتِ والمعاملاتِ بينَ النّاسِ.
  • منْ علامات النّفاقِ الكذب والإخلافُ بالوعدِ ونقضِ العهدِ والفجورُ في المخاصمة للغير.

شارك المقالة: