إنّ يومَ الجمعة يومَ عيدٍ للمسلمينَ، باركهُ الله تعالى، وحثَّ نبيّه محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنْ يعلّمَ أمّتهُ على الإكثارِ منَ العبادات والقرباتِ فيه، وقدْ كانَ لسيّدنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ السّننِ فيه ما علّمها لأصحابه الكرامِ، ومنها ما كانَ يخصُّ في صلاةِ الفجر وصلاة الجمعة فيه بالقراءةِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا عبدةُ بنُ سليمانَ، عنْ سفيانَ، عنْ مُخَوَّلِ بنِ راشدٍ، عنْ مسلمٍ البَطينُ، عنْ سعيدِ بنِ جبيرٍ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كانَ يقرأُ في صلاةِ الفجرِ يومَ الجمعةِ(الم تنزيلُ) السّجدةِ، و(هل أتى على الإنسانِ حينٌ منَ الدّهرِ). وأنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كانَ يقرأُ في صلاةِ الجمعةِ سورةَ الجمعةِ والمنافقينَ)). رقمُ الحديث: 64/879.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الجمعةِ، بابُ ما يقرأ في يومِ الجمعةِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عبّاسٍ رضي اللهُ عنه، وهوَ حبرُ الأمّةِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ، وهوَ منَ الصّحابةِ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا باقي رجالِ سندِ الحديث:
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ إبراهيمَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- عبدةُ بنُ سليمان: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدةُ بنُ سليمانَ الكلابيُّ (120ـ187هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
- سفيانُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، سفيانُ بنُ سعيدِ بنِ مسروقَ الثّوريُّ (97ـ161هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- مخوّلُ بنُ راشدٍ: وهوَ أبو راشدٍ، مخَوَّلُ بنُ راشدٍ النّهديُّ (ت: بعد140هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ من أتباع التّابعينَ.
- مسلمٌ البطينُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، مسلمُ بنُ عمرانَ الكوفيُّ، منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ في الرّواية.
- سعيدُ بنُ جبيرٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، سعيدُ بنُ جبيرِ بنِ هشامٍ الأسديُّ (46ـ95هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ في الرّوايةِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى سننٍ منْ سننِ يومِ الجمعة، وقدْ ذكرَ الحديثُ فيما رواهُ ابنُ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كانَ يقرأ في صلاةِ الفجر يومَ الجمعةِ جهراً سورة السجدةِ بالرّكعةِ الأولى وسورةُ الإنسان في الثّانية، كما ذكرَ أنَّ كان يقرأ في ركعتي الجمعةِ سورة الجمعة في الرّكعة الأولى وسورة المنافقينَ في الثّانية، وهذا يحملُ على الاستحبابِ لا على الوجوبِ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ يومِ الجمعةِ وصلواتهِ.
- سنة ما يقرأ المسلم في فجر الجمعة والجمعةِ منَ السّور كما جاءَ منَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ.