حمزة الكوفي الزّيّات والرواية

اقرأ في هذا المقال



لقدْ كانتْ العراقُ حاضرةً منْ حضاراتِ الدَّولَةِ الإسْلاميَّةِ بالعلْمِ والعُلماءَ، وكانَ للبصْرَةِ والكوفَةِ بالأخَصِّ الحَظُّ الأكْبرُ من العلومِ والعُلماء، وكانَ للحديث النَّبويِّ الشَّريف وافُرُ الحظِّ في تعلُّمِ عُلمائِها، وظهر فيها منْ رواةِ الحديثِ النَّبويّ الكثير منْ الحَفَظّةِ والرُّواة، وكانَ لأتْباعِ التَّابعينَ منْهُم وجٍودٌ هناكَ، دوَّنوا أسْماءَهم في كثيرٍ منْ كُتُبِ الحديثِ ومنْهم حمزَةُ بنُ حبيبٍ الكوفيُّ الزَّيّاتِ فتعالوا معنا إلى الكوفَةِ لنبحَثَ عنْ سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن حمزة الزّيّات:

هوَ: الرَّاوي المُحَدِّثُ، أبوعَمارَةَ، حمزَةُ بنُ حبيبِ بنِ عمارَةَ بنُ إسْماعيلَ الزَّياتُ، الكُوفِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ الكوفَةِ وعُلمائِها، وُلِدَ في العامِ الثَّمانينَ منَ الهِجرَةِ، وكانَ منْ كبارِ الأتْباعِ وقيلَ أدْرَكَ الصَّحابَةَ بالسِّنِّ لكنْ لمْ يروي عنْهُمْ وروَى عنْ كثيرٍ منَ التَّابعينَ، وهو صاحبُ أحدِ القِراءاتِ المَشْهورَةِ للقُرانِ والمَقْبولَةِ عنْدَ أهلِ السُّنَّةِ، ولُقِّبَ بالزِّياتِ لِتِجارَتِهِ بالزَّيْتِ فكانَ يُسافر لبيعهِ إلى حُلوانَ حيث توفيَّ فيها وكانتْ وفاتُهُ في العامِ السَّادِسِ والخمسينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّة يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ حمزَةُ بن حبيبٍ الزَّيَّاتُ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ معْ علمِه بقراءاتِ القرآنِ الكريمِ، وقدْ رَوَى القُرْانِ والحديثَ عنْ كثيرٍ منَ التَّابعينَ والاتْباعِ منْ أمْثالِ: سُليمانَ بنِ مهرانَ الأعْمَشِ والحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ الكِنْدِيِّ وحبيبِ بنِ أبي ثابِتٍ وأبي إسْحاقَ السُّبيعِيِّ وزيادٍ الطَّائِيِّ وأبي المُخْتارِ الطَّائِيِّ وحُمْرانَ بنِ أعْيُنَ وغيرِهمْ يرحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منء رَوَى القُرآنَ والحديثَ منْ طريقِ حمزَةَ بنِ حبيبٍ الزَّيَّاتِ فمنْهُمْ: سفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّورِيُّ ووَكيعُ بنُ الجَرَّاحِ وشريكُ بنُ عبدِ اللهِ وجريرٌ الضَّبِّيُّ ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ الزُّبيرِيُّ والوليدُ بنُ عُقْبَةَ وعيسَى بنُ يونُسَ الهَمَدانِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ وحُسينُ بنُ علِيٍّ الجُعْفِيُّ وأَبُو قَطَنٍ عمرُو بنُ الهَيْثَمِ ومُعاوِيَةُ بنُ هِشامٍ ويحْيَى بنُ يمانٍ وغيْرُهم رَحِمَهُمُ اللهُ.

من رواية حمزة الزّيّات للحديث:

مِمَّا جاءَ في كُتُبِ الحديثِ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ حمزَةَ بنِ حبيبٍ الزَّيَّاتِ ما أورَدَهُ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في الصَّحيحِ في كتابِ المَسَاجِدِ ومواضِعِ الصَّلاةِ: (( حدَّثَنا نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ، حدَّثَنا أَبُو أحْمَدَ، حدَّثَنا حمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عنِ الحَكَمِ، عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أَبِي لَيلَى، عنْ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ: ( مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائِلُهُنَّ ـ أوْ فاعِلُهُنَّ ـ : ثلاثٌ وثَلاثونَ تَسْبيحَةً، و ثلاثٌ وثَلاثونَ تَحْميدَةً، وأربَعٌ وثَلاثونَ تَكْبيرَةً في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ ). رقمُ الحديثِ 596/145 ))


شارك المقالة: