إنّ الحديث النّبويّ الشّريف كان ولا زال زاد المحدّثين في رحلتهم الشاقّة لتعلم مصادر التشريع الإسلامي ولقد نال الحديث منهم كل اهتمامِهم وشغلَ حياتَهم، وبرزّ من الصّحابة رضوان الله عليهم من خَلَفَهُ من ذريتّه منْ نقلَ الحديث وكان من أعلامه من التّابعين ومنهم حُمَيد بن عبدالرّحمن بن عوف، من أعلام التّابعين المحدّثين تعالوا معنا نقرأ في سيرته مع الحديث.
نبذة عن حميد
هو التَابعيّ الجليل، أبو عبد الرّحمن، حُمَيْد بن عبدالرّحمن بن عَوْف،ابن الصّحابي الجليل بن عوف من رواة الحديث من طبقته، يرجع نسبُه إلى بني زُهرة وهم أخوال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأمّه أمّ كلثوم بنت عقبة صحابيّة محدّثه، ولد في السّنة الثّانية والعشرين من الهجرة، ونشأ في طلب الحديث من الصّحابة ومن أقرانه التّابعين، وكانت وفاته في السّنة الخامسة والتّسعين من الهجرة وقد جاوز السّبعين من عمره رحمه الله.
روايته للحديث
كان حميد بن عبدالرّحمن من الجيلِ الّذي أدرك كثيراً من الصّحابة وروى عنهم الحديث ومنهم: أبوه وأمّه وعثمان بن عفّان وعبدالله بن عبّاس وعبدالله بن عمر ومعاوية بن أبي سفيان وأبي هريرة وأبي سعيد الخُدْريّ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عنه كثير من التّابعين وأتباعِهم من أمثال: الزّهري ابن شهاب وصفوان بن سُلَيْم وقتادة بن دعامة وعنبسة بن عمّار وغيرهم رحمهم الله تعالى وكان من الثّقات في الرّواية عند أهل الجرح والتّعديل وروى له جماعة الحديث.
من رواية حميد للحديث
ممّا ورد من رواية حُمَيْد بن عبدالرّحمن من الحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((قال الزّهريّ: أخبرني حُمَيد بن عبدالرّحمن عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( أسرَفَ رجلٌ على نفسِه فلمّا حضَرَه الموتُ أوصى بنيهِ فقال: إذا أنا متُّ فأحْرِقٌوني ثُمّ اسحقُوني ثُمّ اذرونِي في الرّيح في البحرِ فوالله! لئن قدَرَ عليَّ ربِّي ليُعَذِّبَنّي عذاباً ما عذّبَهُ بهِ أحداً، قال: فَفَعلُوا ذلك فقال للأرضِ: أدِّي ما أخذْتِ فإذا هو قائمٌ، فقال له: ما حَمَلَكَ على ما صَنَعْتَ؟ فقال: خَشْيَتُكَ يارب! ـ أو قال مَخافَتُكَ ـ فَغُفِرَ له بذلك)، من كتاب التّوبة، رقم الحديث2756)).