سعد بن سعيد الأنصاري والرواية

اقرأ في هذا المقال


إنَّ لعلم الحديثِ النَّبويِّ الشريف خصوصيَّة عند الأمّة الإسلاميَّة لمكانَتِه التشريعية في تنظيم جوانِبِ حياتِها المُختَلِفَة، بوصف سيدِنا محمّدِ صلّى الله عليه وسلَّم وحيٌ يبيّنُ للنّاس ما نُزِّل إليهم، لذلك كانت رحلة الحديث النبوي الشريف متَّصِلَةً من جيلِ الصّحابة رضوان الله عليهم إلى التّابعين إلى أنْ وصَلنا بهذا السنَدِ العالي في زمانِنا، وللحديثِ النَّبويِّ الشريف رجالٌ حملوه ودوَّنوه ولا زلنا نكتبُ بعد البحثِ عنهم وعن جُهُودِهم في نقل الحديث النبوي الشريف، إلى انْ توقَّفنا في ديار التّابعين قبل أنْ نكمِل المِشوار، ووصلنا إلى الحديث عن سيرَة التابعي المُحَدِّث سعدِ بنِ سعيدٍ الأنْصاريِّ فتَعالوا نقرأُ في سيرَتِهِ العَطِِرَةِ عليه رحمة الله تعالى.

نبذة عن سعد الأنصاري

هو: التّابعيُّ الجَليلُ، سعدُ بنُ سعيدِ بنُ قيسٍ الأنْصارِيُّ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشريف، كانَ من سكّانِ المدينَةِ المُنَوَّرَةِ وعلمائها، ولَهُ من الأخوَةِ المحدّثين يحيى بنٌ سعيد وعبدُ ربِّهِ بن سعيدٍ، عاش في المدينَة المُنَوَّرَةَ حتّى تَوَفَّاه اللهُ في العامِ الحادي والأربعين بعدَ المائة منَ الهِجْرَةِ يرحمهُ الله تعالى.

روايته للحديث

كانَ سعدُ بنُ سعيدٍ الأنْصارِيُّ من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشريف وقدْ روى الحديثَ النبوي الشريف عنْ أنَسِ بنِ مالكَ من الصّحابَة رضيَ الله عنْه، وروى عن جيلِ التّابعين عن كثيرٍ منهم: عُرْوَةِ بنِ الزُّبيرِ وعُمارَة بنِ غَزِيَّةَ والعلاءِ بنِ عبدِ الرّحمنِ والقاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ ومحمّدِ بنِ الحارثِ التّيْمِيِّ وعمرةَ بنتِ عبدِ الرّحمنِ وغيرِهم يرحمهمُ اللهُ، كما روى الحديثَ النبوي الشريف منْ طَرِيقِه كثيرٌ من الرّواة منْهُم: حفصُ بنُ غِياثٍ وشُعْبَةُ بنُ الحجَّاجِ وسليمانُ بنُ بلالٍ والسفيانانِ الثّوريُّ وابنُ عُيَيْنَةَ وغيرُهم يرحمهم الله وكانَ من الثّقاتِ عندَ كثير من أهلِ الحديثِ.

من رواية سعد الأنصاري للحديث

ممّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ النَّبَوِيِّ الشّريفِ من طريقِ سعدِ بنِ سعيدٍ الأنْصاريِّ، ما أورَده الإمامُ مسلمُ بن الحجَّاجِ رَحِمَهُ اللهُ في صَحيحِهِ: (( وحدَّثَنا ابنُ نُمَيْرٍ، حدَّثَنا أَبِي، حدَّثَنا سعدُ بنُ سعيدٍ، أخْبَرَنِي القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، عنْ عائِشَةَ، قالَتْ: قالَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (أَحَبُّ الأَعْمالِ إلى اللهِ تَعالى أدْوَمُهَا وإِنْ قَلَّ ) قالَ: وَكانَتْ عائِشَةُ إِذا عَمِلَتِ العَمَلَ لَزَمَتْهُ )). من كتاب المساجِدِ، رقمٌ الحديثِ 783/218.


شارك المقالة: