لقد كان للحديث النّبويّ الشّريف أهميةٌ عظيمةٌ في حياةِ الأمّة الإسلاميّة وذلك لما كان يحملة من تشريعات مكملة للقرآن الكريم، ولذلك كان علماء الأمة من زمن الصّحابة الأجلّاء إلى زمننا يتسابقون لرواية الحديث النّبويّ الشّريف، وما زلنا بالرّحلة في البحث عن الرّواة للحديث النبوي الشريف مروراً بديار الصّحابة رضوان الله عليهم إلى ديار التّابعين، نستزيد من سِيَرِهِم منهجاً لطالبي الحديث حتّى وصلنا إلى سيرة الرّاوي التّابعي: عاصمِ بنِ عمرَ بنِ قَتَادَةَ فتعالوا نبحر في سيرَتِهِ رحمه الله تعالى.
نبذه عن عاصم بن عمر بن قتادة
هو: التّابعيُّ الجليلُ، عاصمُ بنُ عمرَ بنِ قَتَادَة، الأنصاريُّ الثَّقَفيُّ، من رواة الحديث النّبويَّ الشريف، كان يسكنُ المدينة المنوّرة، واشتهر بعلمِ بالسيرة النّبويّة وغزوات النّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ـ المَغازي ـ بالإضافة إلى الحديث النبوي الشريف، وجدُّه قَتَادةُ بنُ النّعمانِ الصّحابي المعروف، انتقل إلى دمشق بعهد عمرَ بنِ عبدِ العزيز ليعلّم الناسَ في مساجدها، ثمّ رجِعَ للمدينة وأقام فيها إلى أنْ تُوُفِيَّ في العام العشرين بعد المائةِ منَ الهجرة يرحمهُ اللهُ.
روايته للحديث
كان عاصمُ بنُ عمرَ بنِ قَتَادَةَ من التّابعين الّذين رووا الحديث النّبويّ الشريف عن الصّحابة والتّابعين، وممّن روى عنهم من الصّحابةِ: جابرِ بنِ عبداللهِ وأنس بنِ مالكَ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى عن عددٍ من التّابعين من أمثال: الحسنِ بنِ محمّدٍ وعبدِالرحمن بنِ جابرِ بنِ عبداللهِ وغيرهم يرحمهم الله كما روى من طريقِه للحديث النبوي الشريف كثيرُ من الرّواة من أمثالِ: زيد بنِ أسلمَ وعَمارةِ بنِ غَزِيَّةَ ومحمّد بنِ إسحاقَ بنِ يسارٍ وبٌكَيْرِ بنِ الأشجِّ وغيرهم يرحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وحديثُهُ عندَ جماعة الحديثِ.
من رواية عاصم بن عمر بن قتادة للحديث
ممّا ورَدَ منْ رواية الحديث النّبويِّ من طريقِ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ قَتَادَةَ ما أورده الإمام مسلمُ بنُ الحجّاجِ في صحيحه: ((حدّثنا هارونُ بنُ مَعروفٍ وأبو الطاهر قالا: حدّثنا ابنُ وهبٍ أخْبَرَنِي عمرو أنَّ بُكَيْراً حدّثَهُ أنَّ عاصمَ بنَ عمرَ بنِ قَتَادَةَ حدّثَهُ أنَّ جابرَ بنَ عبدِاللهِ عادَ المُقَنَّعَ ثمَّ قالَ لا أبْرَحُ حتَّى تَحْتَجِمَ فإنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (إنَّ فيهِ شِفاءً). من كتاب السّلامِ، رقم الحديث 2205/70 )).