عبد الوهاب الثّقفي والرّواية

اقرأ في هذا المقال



لقدْ كانَ في قِصَصِهم عِبرَةٌ ومنهاجٌ لكلِّ منْ أرادَ العلْمَ ومجالِسَ العُلَماءِ، تتابعوا في نقْلِ العِلْمِ الشَّرعيِّ منْ زمنِ الحبيبِ المُصْطَفى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، رواةُ لحديثِهِ الشَّريفِ وناقلينِ لمصْدَرِ إسلامنا الثَّانِي بعدَ القُرآنِ الكَريمِ، كانوا أجيالاً تتابعَتْ في الرِّوايَةِ منْ الصَّحابَةِ والتَّابعينَ وأتْباعِهم، فنَقْرأُ أسْماءَهم في كُتُبِ الحديثِ شهوداً على إتِّصالِ سَنَدِهِ، وها نَحْنُ معكمْ في سيرَةِ راوٍ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، إنَّهُ عبدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، فتعالوا نقْرَأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن عبد الوهاب الثّقفيّ:

هو: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبُو مُحَمَّدٍ، عبدُ الوَهَّابِ بنُ عبدِ المَجيدِ بنِ الصّلتِ الثَّقَفِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، ولِدَ في العامِ الثَّامِنِ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ، وكانَ منْ عُلماءِ البَصْرَةِ ورواتِها الَّذينَ أخذوا العِلمَ منَ التَّابعينَ وأتْباعِهم، وكانتْ وفاتُهُ عليْهِ رَحْمَةُ اللهِ في العامِ الرَّابِعِ والتِّسْعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ.

روايته للحديث:

كانَ عبدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ منْ رواةِ الحَديثِ النَّبويِّ منْ جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ المُحدِّثينَ منْ أمْثالِ: أيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ وخالِدٍ الحَذّاءِ ويَحْيَى بنِ سعيدٍ الأنْصارِيِّ وحُمَيْدٍ الطَّويلِ ويونُسَ بنِ عُبيدٍ الخَزَّازِ وحبيبٍ المُعَلِّمِ البَصْرِيِّ ومُحَمَّدُ بنِ عمرٍو اللَّيْثِيِّ وعبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حفْصٍ وجعْفَرٍ الصَّادِقِ وغيرِهمْ عليْهم رَحمَةُ اللهِ جميعاً.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ عبدِ الوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ فَمنْهمْ: مُحَمَّدُ بنُ سلَّامٍ وأحْمَدُ بنُ حنْبلٍ وأزْهَرُ بنُ جَميلٍ وإسْحاقُ بنُ إبْراهيمَ الحَنْظَلِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى ومُحَمَّدُ بنُ يحْيَى ـ ابنُ أبي عُمَرَ ـ ويَحْيَى بنُ حبيبٍ الحارِثِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ وسُويْدُ بنُ سعيدٍ وقُتَيْبَةُ بنُ سعيدٍ وغيرُهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ.

من رواية عبد الوهّاب الثّقفيّ للحديث:

مِمَّا ورَد منْ رِوايَةِ الحديثِ منْ طريقِ عبدِ الوَّهابِ الثَّقَفِيِّ ما أورَدَهُ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ في الصَّحيحِ من كِتابِ الإيمانِ: (( حدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حدَّثَنا عبدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قالَ: حدَّثَنا أيُّوبُ، عنْ أبِي قِلابَةَ، عنْ أنَسٍ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهث عليْهِ وسلَّمَ، قالَ: ( ثلاثٌ منْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يَكونَ اللهٌ ورَسُولُهُ أحََبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المَرْءُ لا يُحِبُّهُ إلَّا لله، وأنْ يَكْرهَ أنْ يَعودَ في الكُفْرِ كَمَا يكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ). رقمُ الحديثِ 16 )).


شارك المقالة: