تطرق الكثير من العلماء للحديث عن عدد آيات القرآن الكريم وحروفه، وظهرت الكثير من المؤلفات في ذلك، لكن القليل من تكلم في فوائد المعرفة بعدد الآيات في القرآن الكريم وعدد حروفه، وأهميتها ومصادرها وكيف تم إحصاءها وما هي المؤلفات التي صدرت في هذا العلم.
مفهوم عدد كلمات القرآن الكريم وحروفه
هو إحصاء عدد الكلمات والحروف التي وردت في القرآن الكريم المكررة وغير المكررة.
عدد الكلمات في القرآن الكريم
اختلف العلماء في تعداد الكلمات في القرآن الكريم، وذلك إذا اعتبرت الحروف المقطعة في فواتح السور حروفاً أو كلمات (حم، طسم، الم) وغيرها، فمنهم من ذكر أن عددها هو سبعة وسبعون ألفاً وأربعمائة وسبع وثلاثون كلمة(77437)، وعدد الكلمات المكررة في القرآن الكريم تسعة وخمسون ألفاً وتسعمائة وتسع وسبعون كلمة (59979)، وعدد الكلمات غير المكررة سبعة عشر ألفاً وأربعمائة وثمانية وخمسون كلمة (17458).
عدد الحروف القرآن الكريم
حروف اللغة العربية ثابتة لا خلاف فيها وذلك باعتبار الهمزة حرف، فبذلك حروف القرآن الكريم عددها أيضاً لا خلاف فيه، فحاصل جمعها هو ثلاثمائة وثلاثة وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفاً (323015).
عدد سور القرآن الكريم
بإجماع جميع العلماء ولا اختلاف بينهم في ذلك بأنه مائة وأربع عشر، تم تقسيمها في ثلاثون جزءاً إبتداءً من سورة الفاتحة وآخرها في سورة الناس، وتقسم إلى قسمين مكية ومدنية، وأطول سورة البقرة وأقصرها سورة الناس.
عدد آيات القرآن الكريم
اختلف العلماء في عدد آياته؛ لأنها اعتمدت على القراء الذين قاموا بإحصائها، واختلاف الأمصار في عدها فمنهم من ذكر أنها ستة ألاف ومائتين وأربع آية، ومنهم من قال ستة ألاف ستة ألاف ومائتين وأربع عشر آية، وقيل ستة ألاف ومائتين وتسع عشر آية، وقيل ستة ألاف ومائتين وخمس وعشرون آية، وقيل ستة ألاف ومائتين وست وثلاثون آية.
فوائد معرفة عدد كلمات القرآن الكريم وآياته وحروفه
ذكر بعض العلماء أن لمعرفة عدد الكلمات والآيات والحروف في القرآن الكريم فوائد عديدة نذكر بعض منها:
أولاً: أن كل ثلاث آيات في كتاب الله معجزة ، ودليل ذلك في القرآن الكريم سورة الكوثر والتي تتكون من ثلاث آيات، وعدد كلماتها عشر كلمات ففيه تحدٍ واضح للمعاندين والمشككين بمصداقية كتاب الله من الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وتحديه لهم بالإتيان بمثله أو بآية منه.
ثانياً: يعتبر ذلك إتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فبذلك يوجد تحديد المواضع التي يجب الوقوف عليها كما فعل صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: لصحة الصلاة، لإجماع العلماء بأنه لا تصح الصلاة بنصف كلمة أو آية ومعرفة أي الكلمات التي يوقف عليها وأيها يبتدئ بها.
رابعاً: الأجر العظيم فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف ” (رواه الترمذي).
أسباب الاختلاف في عدد كلمات وحروف القرآن الكريم
1- وذلك بسبب اختلاف رسم المصاحف بعضها عن بعض بالقطع والوصل مثل: “كلما”، و”أن لو”، و”وكي لا”، وغيرها الكثير فالكلمات المقطوعة تُعتبر كلمتين والموصولة كلمة.
2- وجود كلمات تحتمل أن تكون كلمة واحدة أو كلمتين مثل: “بعد ما”، و”ما في”، و”يا أهل”، وغيرها.
3- الاختلاف في طريقة العد هل هي مكتوبة أو ملفوظة، وقد بُني على هذا الاختلاف هل الحرف المشدد هو واحد بسبب الرسم، أم اثنان بناءً على اللفظ .
4- الاختلاف الموجود في بعض المصاحف من حيث رسم بعض الألفاظ بإثبات حرف أو حذفه وخصوصاً المكرر منها مثل حرف الألف نحو: “ٱلصِّرَ ٰطَ”.
5- الاختلاف في بعض القراءات وذلك بزيادة كلمة أو نقصانها، في عدد محدود من القراءات المتواترة.
6- احتمالية وجود خطأ في عد الكلمات والحروف، أو وجود خطأ في كتابتها أو نقلها أو قراءتها.
في الختام لا بد من وجود اختلاف، لكن ذكر بعض العلماء أنه لا فائدة من هذا الإحصاء والعد لكلمات القرآن الكريم وحروفه وآياته، ووجدوا أنه من الأفضل الالتفات إلى دارسته وتعلم أحكامه وتلاوته وحفظه، والبعض منهم يرى أنها من تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى وتبجيل لكتابه العزيز، قال تعالى: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ” (سورة الحج:32).